طائرات سورية تشن هجوما مضادا على المعارضة قرب حلب

اعمدة من الدخان تتصاعد على الحدود التركية السورية بعد قصف متبادل بين القوات التركية و"داعش" اول من امس.-(ا ف ب)
اعمدة من الدخان تتصاعد على الحدود التركية السورية بعد قصف متبادل بين القوات التركية و"داعش" اول من امس.-(ا ف ب)

عمان - هاجمت طائرات حربية سورية متشددين إسلاميين قرب مدينة حلب في شمال البلاد امس وفقا لتصريحات من الطرفين في حين تحاول الحكومة التصدي لتقدم المعارضة في المنطقة.اضافة اعلان
وذكر معارضون ووسائل إعلام حكومية أن الطائرات شنت عشرات الضربات الجوية قرب بلدة خان طومان التي سيطر عليها المعارضون من قوات موالية للحكومة وحليفتها إيران مساء يوم الخميس الماضي.
وقسمت حلب- أحد أكبر الغنائم الاستراتيجية في الحرب التي دخلت عامها السادس- إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة وأخرى تسيطر عليها الحكومة. والمنطقة المحيطة بها كذلك تمر بها خطوط إمداد مهمة تصل إلى داخل تركيا المجاورة.
وقال الجيش السوري إنه قصف "جماعات إرهابية" أمس، لكنه لم يورد تفاصيل عن تحقيق أي مكاسب على الأرض.
وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يساند القوات الحكومية السورية في المنطقة إن قتالا عنيفا يدور ضد متشددين.
وحققت القوات الحكومية تقدما كبيرا في المنطقة الشمالية بعد أن دخلت روسيا الحليف الرئيسي الآخر لسورية الحرب في أيلول (ايلول) الماضي.
لكن استيلاء جيش الفتح وهو تحالف ضم معارضين إسلاميين سوريين من بينهم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية على خان طومان يوم الخميس الماضي يعد هجوما مضادا قويا للمعارضة.
وجاء فقدان السيطرة على البلدة الواقعة جنوبي حلب بمثابة صفعة قوية للقوات الإيرانية تحديدا التي تكبدت أحد أكبر خسائرها في يوم واحد منذ بداية الصراع.
وقال مقاتل من جبهة النصرة غير المشمولة باتفاق هش لوقف العمليات القتالية في سورية على موقع للتواصل الاجتماعي إن المعارضة تتقدم الآن جنوبا باتجاه بلدة الحاضر أحد المعاقل الرئيسية لحزب الله والقوات الإيرانية.
وفي داخل حلب حيث قالت روسيا إنها مددت العمل بهدنة بدأت يوم الأربعاء الماضي لتنتهي اليوم قال معارضون إن الجيش السوري شن قصفا خلال الليل على مواقع لهم قرب خط المواجهة في الجزء الغربي من المدينة بالقرب من حي جمعية الزهراء.
وقال أحمد الواوي المقاتل في جيش المجاهدين "لا نعرف كيف نحتمي من كثافة القصف الصاروخي والجوي الذي يمطروننا به."
ويسعى المعارضون للسيطرة على المنطقة مما سيسمح لهم بالدخول إلى الأجزاء التي تسيطر عليها القوات الحكومية من حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين أطلقوا صواريخ على أحياء سكنية في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في ميدان سعد الجابري الرئيسي مما أسفر عن إصابة سبعة. وأفادت تقارير أن هناك المزيد من الإصابات جراء انهيار مبنى في حي الميدان الذي أصابه صاروخ.
وأضاف المرصد إن صاروخا أصاب مستشفى وأدى إلى مقتل العديد من الأشخاص في بلدة كفرناها التي يسيطر عليها المعارضون في ريف حلب الغربي.
ومن ناحية أخرى قالت وكالة أعماق المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم دمر منشأة غاز في الصحراء خارج مدينة تدمر.
وانسحب مقاتلو تنظيم "داعش" من المدينة التاريخية قبل شهرين لكنهم مازالوا ينشطون في المنطقة المحيطة بها.
وقتل ما لا يقل عن ربع مليون شخص في الصراع الدائر في سورية وشرد نحو نصف سكانها قبل الحرب الذين كان يبلغ عددهم 22 مليون نسمة.
في سياق اخر، افادت وكالتا الانباء التركيتان "دوغان" و"الاناضول" امس بأن قذائف المدفعية التركية قرب الحدود السورية، أدت الى مقتل 55 عنصرا من تنظيم "داعش" في شمال سورية.
وأوضحت الوكالتان ان المدفعية التركية استهدفت مساء اول من امس مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال مدينة حلب ما ادى ايضا الى تدمير ثلاث منصات إطلاق صواريخ وثلاث آليات.
ويتعذر التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وقد حصلت عمليات القصف فيما استهدف عدد كبير من الصواريخ التي اتهمت السلطات التركية تنظيم "داعش" باطلاقها، مدينة كيليس التركية في الأسابيع الأخيرة.
ومنذ بداية السنة، قتل 21 شخصا على الأقل في المدينة التي تظاهر سكانها مرارا للمطالبة بتدابير امنية اضافية.
وفي اعقاب كل دفعة من الصواريخ، كانت المدفعية التركية ترد بقصف مواقع التنظيم المتطرف في شمال سورية، كما تقول رئاسة الاركان التي أرسلت في الاسابيع الاخيرة تعزيزات عسكرية إلى كيليس.
وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو هذا الاسبوع استعداد تركيا لارسال قوات الى سورية "اذا كان ذلك ضروريا". وقد طرحت تركيا في السابق خيار التدخل البري، لكنها استبعدت اي تحرك من جانب واحد.
وزادت تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي وفي التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة المتطرفين، عمليات القصف على ما يبدو في شمال سورية، بعد سلسلة اعتداءات على اراضيها.
وقد تعرضت تركيا التي تشهد حالة استنفار قصوى، لمجموعة من الاعتداءات المنسوبة الى تنظيم "داعش"، او الناجمة عن استئناف النزاع الكردي، واستهدفت هذه السنة انقرة واسطنبول موقعة عشرات القتلى.
وقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وأصيب 21 بانفجار سيارة مفخخة الاحد الماضي في غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية. وقال وزير الداخلية التركي ان "عنصرا في تنظيم داعش الارهابي" نفذ الهجوم.-(وكالات)