طالما بقي هناك: جلعاد شاليط

يديعوت احرنوت

ايتان هابر

11/7/2010

بعد أكثر من ستين سنة من انشاد قصائد المجد، تعرف حتى دببة القطب وعصافير الانشاد في أدغال الامازون بانه لا يوجد في العالم مثل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. كل العالم ينشد لمجد عناصر شعبة الاستخبارات؛ الموساد والمخابرات. فهم أناس رائعون يقومون بأعمال رائعة: قادرون على أن يقطروا قطرات عين لسياسي سوري وهو نائم في دمشق. وأن يعرفوا رقم هاتف مدير مصنع الصواريخ في سورية، وأن ينيّموا حتى الموت مخربا كبيرا في غرفته في فندق في زغرب.

اضافة اعلان

حسنا، يقول اناس ملوا كؤوس المجد هذا على مدى جيلين على الاقل، فكيف إذن بعد أربع سنوات لا يعرفون مكان جلعاد شاليط وكيف يحصل اننا ما نزال لا نستيقظ ذات صباح لنسمع صوت آريه غولان (مذيع راديو إسرائيل) يبشر بانفعال: جلعاد شاليط تحرر هذه الليلة في عملية عسكرية. كيف؟

إذن هذا هو سؤال آخر: قطاع غزة كان تحت سيطرتنا المطلقة، فحصنا هناك كل حفرة مجار، وكل قمة شجرة توت، أيقظنا مئات وربما آلاف العائلات في الثانية بعد منتصف الليل، استثمرنا مئات آلاف الساعات من الجهد البشري وملايين الشيكلات، وعلى مدى خمس سنوات لم نجد أحدا. ألد اعدائنا، يحيى عياش، ذلك "المهندس" الملطخة يداه بدماء عشرات الإسرائيليين. كيف حصل أن مطاردته استمرت، ليل نهار، لخمس سنوات متتالية؟

هذا هو جوابي: بالفعل، أقامت إسرائيل أجهزة استخبارات فاخرة. وهي تعرف الكثير. ولكنها لا تعرف ولا يمكنها أن تعرف كل شيء. فكروا فقط بالحجم: كم بلدا يعتبر هدفا استخباريا، لفرنسا؟ لألمانيا؟ لايطاليا؟ وكم لنا؟

ينبغي أيضا ان نتذكر: الوضع الاساس في النشاط السياسي وفي العمليات العسكرية هو أنه لا توجد معلومات استخبارية على الاطلاق. من ذات اللحظة، فإن كل قطعة معلومات استخبارية تصل إلى القيادة هي مثابة علاوة. هكذا نجحنا في عنتيبة، وفي قصف مفاعلات نووية وفي القبض على شبكات مخربين.

كما هو معروف حتى الان من منشورات علنية، فإن الاستخبارات لا تعرف أين يُحتجز شاليط. الفرضية الموازية هي أن عناصر حماس ينقلون ذخرهم الباهظ الذي بحوزتهم من موقع إلى آخر. قد يكون هذا حفرة مجاري، نفق مظلم أو شقة في رأس مبنى.

ولنفترض للحظة، للحظة فقط أن الاستخبارات تعرف اين يخبأ غلعاد شاليط. ماذا في ذلك؟ كل غبي يمكن ان يفترض بانهم يحرصون على ابقائه هكذا بحيث أنه في الدقيقة الأولى من عملية للجيش الإسرائيلي لانقاذه ستنتهي حياة الجندي الإسرائيلي. إذن، ماذا فعلنا؟

وكمن رافق، من اللحظة الأولى وحتى الأخيرة، عملية انقاذ نحشون فاكسمان، رحمه الله، قبل 16 سنة سأتذكر إلى الابد التقرير الهاتفي من رئيس الاركان ايهود باراك إلى رئيس الوزراء يتسحاق رابين: "دخلنا، نحشون مصاب بجراح خطيرة جدا، في واقع الامر مات".

ينبغي الافتراض، وإن كان لا ضمان في ذلك، في أنه من أجل اخفاء جلعاد شاليط فإن عناصر حماس ينقلونه كل بضعة ايام إلى مخبأ آخر، وينبغي الافتراض بان هذا ليس مخبأ مريحا، على اقل تقدير. يمكن للمرء ان يفقد صوابه جراء هذه التنغيصات. وهذه القصة الأليمة والحزينة ستستمر، لزمن طويل آخر.

إذن ها كم اقتراح: إسرائيل تتعهد، من خلال الوسيط الالماني، في الا تحاول انقاذ شاليط بالقوة، وبالمقابل ينقل إلى مكان مريح، نظيف ومنير، لينتظر هناك حتى تحريره في اطار المفاوضات.

وماذا عن الكرامة الوطنية؟ وماذا عن أننا مرة أخرى سنهان؟

أقول لمحبي الكرامة الوطنية: ابعثوا أنتم ابناءكم للموت في سبيل الكرامة.

الاقتراح، الذي ربما ليس هو الأكثر حكمة والأكثر تعليلا يحتمل أن يكون جديرا بالتجربة.