"طاولة السلام": 14 وزير خارجية أميركيا مروا من هنا

مكرم الطراونة

عمان - كأسلافه الـ 14 الذين مروا منذ العام 1974 على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لم تسفر جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن شيء يستحق تسجيله في التاريخ، وهو ما تنبأ به مسبقا محللون سياسيون إسرائيليون وفلسطينيون انطلاقا من معطيات تدور في الأفق.اضافة اعلان
وعلى الرغم مما ذكره مسؤول إسرائيلي شارك في المحادثات التي قادها كيري عن اجتماع بين الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني تحت رعايه اميركا والأردن سيعقد قريبا، إلا أن غالبية المتابعين يرون في كيري امتدادا لضعف الإدارة الأميركية، فلا تأخذ إسرائيل جولاته على محمل الجد، ولا يرى الجانب الفلسطيني وجود "فرصة لإنجاز تاريخي".
ويبرر هؤلاء ضعف ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم قدرتها على التعامل مع أبرز الملفات التي تؤرق العالم، من أبرزها إدارة الثورات في العالم العربي ومواجهة الموقف الروسي الصيني فيما يتعلق بسورية، إضافة إلى عدم اتخاذها موقفا حاسما من الملف الإيراني، والكوري الشمالي، وغيرها.
ويعتقدون أنه "إن كان هناك جولة سادسة لكيري فهي الأخرى لن تخرج بشيء. ولا من السابعة. والثامنة والتاسعة". وتعد جولة كيري إلى المنطقة الجولة الخامسة منذ توليه منصبه في شباط (فبراير) الماضي.
التقدير الحقيقي لجولة الدبلوماسي الأميركي، ظهر جليا أمس عند مغادرة كيري المنطقة، وذلك بالإعلان مباشرة نية بلدية القدس إعطاء الضوء الأخضر لمرحلة جديدة من مشروع بناء 930 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
"من يتذكر جولات جيمس بيكر، ألكسندر هيغ، كولن باول، هيلاري كلينتون، أولبرايت؟ أي هم وأين نحن؟"، تساؤل يطرحه ايتان هابر الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر أمس، واضعا الجواب بنفسه، "اختفوا فيما يبقى الصراع هو الصراع"، السلطة الفلسطينية مقيدة بقضايا رئيسية لن تستطيع التنازل عن أي جزء منها، ورئاسة الوزراء في اسرائيل، أكثر تشددا من الجانب الفلسطيني، والجولات المكوكية الأميركية تتواصل، فيما السلام مجمدا ولا أمل في إذابته.
"ربما قد ينجح كيري يوما ما في تحقيق لقاء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن هل يستطيع أن يحقق نهاية للنزاع؟ الجميع في إسرائيل يرى أن ذلك مستحيل"، بحسب هابر وهو يسترسل في تساؤلاته.
"كيري تكلم بلغة دبلوماسية لا تعني شيئا"، وفق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد. وهذا ما يتفق معه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف.
أبو يوسف قال في تصريحات صحفية سابقة "الجانب الفلسطيني لا يرى في زيارة كيري الحالية أم المستقبلية سوى التشاؤم والإحباط، بعد إعلان إسرائيل المتكرر فشل المهمة الأميركية واستحالة قيام دولة فلسطينية، على اعتبار أنها فكرة عفا عليها الزمن".
وأمضى كيري الأيام الأربعة الأخيرة في تنقلات مكوكية بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية في محاولات لإقناع الجانبين بالعودة الى طاولة المفاوضات.
ولكن بعد نحو 13 ساعة مع نتنياهو وست ساعات مع الرئيس محمود عباس، انتهت جهود كيري دون إحراز تقدم ملحوظ.
ويطالب عباس بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القدامى كإشارة الى التزام اسرائيل بالسلام، إضافة الى إزالة حواجز في الضفة الغربية والقبول بالتفاوض على أساس مبدأ الانسحاب من الأراضي التي احتلتها اسرائيل في 1967.
كيري، الوزير رقم 15 الذي يبحث جاهدا عن نصر يحتفل به في البيت الأبيض، وذلك عبر إعادة المفاوضات إلى مجراها، وهي مساع يقوم بها الرجل دون كلل.
صحيفة "هآرتس" وصفته بأنه "لا يفهم الأجواء السياسية في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية، وقد يهان في محاولاته لإعادة بنيامين نتنياهو ومحمود عباس إلى طاولة المفاوضات". الباحث السياسي تشيلو روزنبرغ، من الصحيفة نفسها يقول إنه "كلما أعلن عن رغبة أكبر في الوصول إلى التسوية، تبتعد التسوية أكثر فأكثر".

[email protected]