طبعة جديدة لكتاب "تاريخ علم الأدب عند الافرنج والعرب"

غلاف الكتاب - (بترا)
غلاف الكتاب - (بترا)

عمان - يعتبر كتاب (تاريخ علم الأدب: عند الافرنج والعرب وفيكتور هوجو) لمؤلفه الاديب الفلسطيني روحي الخالدي (1864 – 1913) احد ابرز رموز النخبة العربية المثقفة ابان حقبة نهاية القرن التاسع عشر.اضافة اعلان
ربط الخالدي في الكتاب الذي صدرت طبعته الجديدة ضمن سلسلة (كتاب الدوحة) بين تطور الادب وتطور المجتمع حيث يحتفي في العديد من قراءاته بمفهوم الحرية ويندد في محطات بالاستبداد والظلم والطغيان والانغلاق الفكري ، حيث اعتبر ان اخفاق الحضارة العربية في الاندلس كان بسبب الاستبداد الذي امحل العقول وسد القرائح، مبينا انه لو طال امد هذه الحضارة لقدمت افضل مما قدم الغرب من ابداع وفكر.
من بين عناوين الكتاب (فكتور هوجو وعلم الادب عند الافرنج والعرب، داخلية أوروبا بعد رجوع العرب عنها، فتوح المسلمين في جنوب اوروبا والحروب الصليبية، ما اقتبسه الافرنج من قواعد الشعر العربي، اقتباس الافرنج من اقاصيص العرب، اقتباس الافرنج علوم العرب، الطريقة المدرسية والطريقة الرومانية في ادب الافرنج وما اخذوه ذلك عن العرب، طريقة الشاعر الفرنسي بوالو في كتابه الموسوم (صناعة الشعر)، والديانة المسيحية والادب).
يرى الناقد الدكتور فيصل دراج في تقديمه للكتاب ان الخالدي الذي حصل على قسط من تعليمه في القدس وتلقى العلم لاحقا في بيروت وامضى سنوات في استنبول وباريس صاحب منظور نقدي ارتبط بتحصيله العلمي ومساره العملي كموظف مرموق في السلطنة العثمانية، حيث ايقظ لدى المتعلمين وعيا مبكرا بضرورة التعرف على الاخر وكسر الانغلاق العثماني الموروث، وقارن بين مجتمع فلسطيني تقليدي ومشروع صهيوني وافد تسلح بالحداثة الغربية.
تتراءى غايات الخالدي في مفهوم تنويري بامتياز حيث لم يكن في (تاريخ علم الادب) مهجوسا بما دعي لاحقا بحوار الثقافات انما كان يتطلع الى مجتمع عربي يستطيع ان يحاور غيره، ويؤكد دراج ان الكتاب يقرأ كوثيقة تاريخية لها شكل ادبي تقارن بين التقدم والتأخر بالمعنى التاريخي ولا تكتفي بالابداع الادبي.
نال الكتاب اهتمام واعجاب الكثير من النقاد والدارسين بوصفه وثيقة من بين تلك الذخائر النفيسة التي اثرت المكتبة العربية، خصوصا ان مؤلفه امتلك اسلوبية فطنة ومتقدمة عن عصره في المقارنة والمقابلة بين الآداب العربية والافرنجية، مشيرا الى ما اقتبسه الافرنج من آداب واساليب في الادب العربي مما لم يتصدى البحث فيه احد قبله وهو ما شكل فائدة تاريخية وقواعد واحكاما ريادية في الابداع العربي وتاريخه، وما عاينه من تحولات وتبدلات تبعا لمفاهيم السياسة وعلم الاجتماع. - (بترا )