طبعة جديدة من "تاريخ فلسطين": رصد الأحداث المهمة منذ عهد الإدارة العثمانية

عزيزة علي

عمان- صدرت طبعة جديدة من كتاب "تاريخ فلسطين"، للمؤرخ الفلسطيني الدكتور تيسير أبو جبارة، الذي يتناول الأحداث في فلسطين منذ أن كانت تحت الإدارة العثمانية وحتى الاعتداءات الهمجية الصهيونية على المحافظات الشمالية من الوطن "قطاع غزة"، في العام 2014.
ويشير المؤلف، في مقدمة الكتاب الصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، إلى أن كتابه يبحث في الأحداث المهمة التي مرت على تاريخ فلسطين من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العهدين العثماني والإنجليزي، كما أنه يكشف عن الجوانب الخفية التي حاول الاستعمار عدم إظهارها أمام الشعب الفلسطيني، ويضم الكتاب بعض الوثائق السرية التي أفرج عنها مؤخرا من دور الأرشيف البريطانية.
ويوضح أبو جبارة أن فلسطين عندما خضعت للحكم الأموي شيد الخلفاء الأمويون القصور المختلفة، كما أسس سليمان بن عبدالملك مدينة الرملة، وأقيمت على بطاحها قصور ما تزال آثارها تشهد على روعة البناء الإسلامي الأموي، وجاءت الخلافة العباسية من المحيط الأطلسي غربا إلى الصين شرقا، وكانت فلسطين جزءا من هذه الأرض التي حكمها خلفاء بني العباس، وقد أقيمت لهم مساجد وآثار في مختلف المناطق الفلسطينية.
وعندما تعرضت فلسطين إلى اجتياح صليبي تم هدم ما بناه المسلمون عبر العصور السابقة، وأقيمت كنائس ومعابد مسيحية في مدنها وقراها، وبقيت فلسطين تحت الحكم الصليبي فترة من الزمن إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي فحررها من الصليبيين، كما حرر المشرق العربي كله من خطرهم، وذلك بعد انتصاره عليهم في معركة حطين في العام 1187، التي كانت نقطة الفصل بين المسلمين والمسيحيين، ثم تحريرها نهائيا على يد الأشرف خليل بن السلطان سيف الدين قلاوون في العام 1291.
ويضيف المؤلف أنه عندما أصبحت فلسطين تحت سيطرة المغول ثم حكم المماليك إلى أن جاء العثمانيون وطردوا المماليك من بلاد الشام ومصر، وبقيت بلاد الشام تحت الحكم العثماني قرابة أربعمائة عام، من العام 1516-1918، مشيرا إلى أن أجزاء غنية وخصبة من فلسطين ضاعت عندما سيطر عليها الصهاينة وشكلوا فيها دولة يهودية صهيونية منذ العام 1948.
وتحدث د. سعيد البيشاوي في المقدمة عن محتويات الكتاب الذي اعتمد فيها المؤرخ أبو جبارة على العديد من المؤلفات العربية والأجنبية التي تتحدث عن فلسطين بشكل جزئي أو كامل، مبينا أن المؤلف تناول في الفصل الأول الحديث عن فلسطين في العهد العثماني، وعالج فيه دخول العثمانيين لبلاد الشام ومصر، وناقش دور أحمد باشا الجزار في فلسطين.
بينما يتناول الفصل الثاني، وفق البيشاوي، الأطماع الأوروبية في فلسطين والمشرق العربي، وعن حملة نابليون بونابرت على فلسطين، وسيطرته على غزة والرملة ويافا، وارتكابه مجزرة في يافا وقتل مجموعة كبيرة من سكانها، كما يشير إلى حصار القوات الفرنسية لمدينة عكا وفشلها في السيطرة عليها بسبب الوحدة التي حققها سكان جبل النار "نابلس وقلقيلية وعزون وجنين وطولكرم... الخ".
ويتحدث الفصل الثالث عن أطماع الحركة الصهيونية في فلسطين، وناقش فيه ظهور الحركة وأنصارها، وتطرق إلى انعقاد مؤتمر بال في العام 1897، وأهم قراراته، ويتحدث عن لقاء ثيودور هرتزل مع السلطان عبدالحميد الثاني من أجل إقناع السلطان للتنازل عن فلسطين، ويتحدث الفصل الرابع عن الحرب العالمية الأولى، وفلسطين خلال تلك الحرب، ويتطرق إلى مراسلات الحسين مكماهون، ووعد بلفور.
ويتناول الفصل الخامس فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وقدوم لجنة كنج كراين ومؤتمر الصلح الذي عقد في باريس في العام 1919، الذي حضره الأمير فيصل بن الشريف حسين، ويشير إلى المؤتمر الفلسطيني الأول والمؤتمر السوري وتعرض المنطلق للمظاهرات والمؤتمرات، ويتحدث الفصل السادس عن الانتداب البريطاني على فلسطين وصك الانتداب، وذهاب الوفد الفلسطيني إلى لندن الذي ناقش مشاريع الإنجليز والصهيانة لخداع العرب، وتعيين الحاج أمين الحسين مفتيا للقدس وتشكيل المجلس الإسلامي الأعلى.
فيما يتحدث الفصل السابع عن الحائط الغربي للحرم، ومحاولة اليهود شراءه، ويتناول أسباب أحداث البراق. أما الفصل الثامن فيتحدث عن فلسطين بين عامي 1931-1936، وعالج المؤتمرات الوطنية والمظاهرات في العام 1933، والهجرة الصهيونية إلى فلسطين وانتقال الأراضي وبيعها إلى اليهود ومشاركة علماء الدين المسلمين في مؤتمر القدس وجهاد الشيخ عز الدين القسام، والفصل العاشر يتناول فلسطين قبل الحرب العالمية ودور اليهود والعرب فيها، كما ناقش موضوع فلسطين وجامعة الدول العربية وثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق وعلاقتها في فلسطين، ويتحدث الفصل الثاني عشر عن تهجير شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنهم، ويذكر الأعمال الفدائية العسكرية ضد الصهاينة، وتطرق إلى العدوان الثلاثي على مصر ومشاركة بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في هذا العدوان، وقيام منظمة التحرير الفلسطينية.
ويتحدث الفصل الثالث عشر عن حرب أكتوبر في العام 1973، وزيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات لإسرائيل، وبداية عملية السلام التي تكللت باتفاق "كامب ديفيد"، فيما يتحدث الفصل الرابع عشر عن انتفاضة الحجارة في العام 1987، وما أفرزته من نتائج أدت إلى عقد مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، الذي قاد إلى مفاوضات "أوسلو" في العام 1993، وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، فيما يتحدث الفصل الخامس عشر عن انتفاضة الأقصى في العام 2000، والحروب على غزة في العام 2008، والعام 2012، والعام 2014.

اضافة اعلان

[email protected]