طبقة فحل: معلم أثري بارز على الخريطة السياحية

آثار في طبقة فحل - (أرشيفية)
آثار في طبقة فحل - (أرشيفية)

عمان-الغد- تعتبر طبقة فحل أو (بيلا) من المعالم الآثرية البارزة على الخريطة السياحة الأردنية، فهي غنية بآثارها العائدة إلى عصور غاية في القدم وهي واحدة من مدن تحالف المدن العشر الديكابولس، لذلك يغلب على آثارها الطابع اليوناني والروماني بالإضافة إلى كنائس بيزنطية واحياء سكنية تعود للعهود الأسلامية المبكرة حيث يوجد مسجد صغير فيها.اضافة اعلان
وطبقة فحل عرفت قديما ببيلا، وهي قرية في شمال غرب الأردن، تقع إلى الشرق من بلدة المشارع شيدت المدينة في العصر الهلنستي في الفترة التي شهدت فتوحات الاسكندر المقدوني وسميت بيلا نسبة إلى المدينة التي ولد فيها الاسكندر.
ودخلت المدينة في حلف المدن العشر واضيفت اليها العديد من المباني في القرون التي تلت فتح القائد (بومبي) سنة 63 ق.م.
واجريت في السنوات الاخيرة عدة حفريات اثرية فيها من قبل بعثات اثرية اجنبية وجامعات عالمية تم فيها الكشف عن بعض الكنائس والعثور على قطع فخارية وقطع نقدية.
وطبقة فحل مشهورة بآثارها القديمة من العصر الحجري الحديث وسميت تيمناً بالاسكندر الكبير (ببيلا) نظرا لمكان ولادته، وتبعد حوالي نصف ساعة عن مدينة اربد.
وتعتبر طبقة فحل إحدى المدن العشرة في حلف الديكابولس الذي أقيم أيام اليونان والرومان. كان حلف الديكابوليس في أيام اليونان والرومان، يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسورية وفلسطين.
فبالإضافة إلى جرش كانت توجد مدينة بيلا (طبقة فحل) في وادي الأردن إلى الشمال من عمان. وما تزال أعمال الحفريات مستمرة في هذه المدينة الواسعة، وهي تكشف أنها كانت عامرة ومأهولة منذ عشرة آلاف سنة. ويعتبر موقع طبقة فحل من أكبر وأهم المواقع الأثرية في المنطقة.
وتعود معظم الأبنية التي تم كشف النقاب عنها إلى عهود الرومان والبيزنطيين والعرب والمسلمين، من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر للميلاد. وهناك دلائل كبيرة على إقامة الإنسان فيها منذ العصر البرونزي والعصر الحديدي، بل قبل ذلك.
ويستذكر المرء وهو يقف على أطلال هذه المدينة القديمة، ذكريات المعركة، معركة فحل، التي وقعت بين جيوش العرب المسلمين وجيوش الروم البيزنطيين، والتي أحرز العرب فيها ذلك الانتصار التاريخي العظيم.
وتعود بداية تفكير المسلمين في فتح مدينة بيلا إلى الهزيمة التي لحقت بالروم في معركة “أجنادين”، حيث بدأ الروم يجمعون قواهم في أحد حصونهم المنيعة في بيلّا التي تقع على ارتفاع 150 متراً عن سطح البحر وتطل على غور الأردن بحوالي 50 كم جنوبي نهر اليرموك، وقد أقام الروم حول بيلا خطاً دفاعياً مائياً، بشق قنوات من بحيرة طبرية، وسلطوا مِياهها على الأراضي المحيطة بالمدينة بهدف منع تقدم جيشِ المسلمين، وحشدوا في المنطقة عشراتِ الآلافِ من مقاتليهم، وكان تجمع الروم في تلك المنطقة يشكل خطراً محدقاً على جيش المسلمين المتوغل شمالاً، لان أي هجوم يقوم به الروم شرقا سيؤدي إلى قطع خطوط الإمدادات من الجزيرة العربية إلى جيوش المسلمين، وهو ما جعل الصحابي الجليل أبا عبيدة بن الجراح الذي كان يتولى قيادة جيوش المسلمين التي كانت تفتح بلاد الشام في ذلك الوقت يقرر الانسحاب جنوباً من وسط سوريا لتدارك الخطر في أغوار الأردن، وأدرك ضرورة فتح مدينة بيلا والسيطرة عليها للقضاء على خطر الروم في هذه المدينة، وعلى الفور أرسل جيشاً بقيادةِ شرحبِيلِ بن حِسنة للقضاء على تجمعات الروم في بيلا.