"طريق الحرير" في "الشارقة القرائي".. 4 حضارات في ركن واحد

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

الشارقة- يحرص القائمون على تنظيم فعاليات مهرجان الشارقة القرائي في كل موسم على خلق حالة من الخيال في استقصاء قصة أو قضية معينة، تحكي أساطير وقصصا حقيقية، لتكون بصمة في تاريخ المهرجان في كل عام، فكان أن ذهبت بالزوار إلى رحلة في أقاصي الصين وصولاً للعراق عبر "طريق الحرير".اضافة اعلان
وما إن يهم الزائر لدخول ركن طريق الحرير، حتى يحصل على جواز سفر، يؤهله لخوض هذه التجربة الفريدة، كغيرها من تجارب المهرجان المتعددة، إلا أنها هنا، فيها الكثير من المعرفة والاطلاع على تاريخ واكتشاف الحرير، بدءا من الصين مروراً بطريق التجار العرب والآسويين للوصول إلى العراق ومنها لبعض دول أوروبا.
جواز السفر الذي يحصل عليه الزائر يخوله لزيارة أربع زوايا في الطريق، وهي "شيان/ ثم تورفان، مروراً بسمرقند، حتى بغداد"، وفي كل مرحلة يتم ختم جواز السفر من خلال المنظمين؛ حيث يستطيع الزائر التعرف على الكثير من الأحداث والأعمال التي كان يقوم بها العرب آنذاك، كما في زاوية شاشة عرض لمجموعة من القصص من ثقافات هندية وصينية عدة؛ حيث كان يتم روايتها من قبل السكان المحليين للعرب بهدف الترفيه عنهم خلال مسيرهم في طريقهم التجاري.
طريقة العرض لطريق الحرير مميزة جداً، حيث الإضاءة الخافتة التي تُشعر الزائر بهول الطريق وطوله ومعاناة التجار آنذاك لإيصال الحرير إلى العالم العربي، ليكون من أغلى الأثمان ويصنع منه لباس الأثرياء والأمراء، والذي يحكي في الوقت ذاته حقبة مهمة من التاريخ الإسلامي، سواء اجتماعياً أو ثقافياً أو تجارياً.
مليون ومائتان وخمسة وتسعون كيلومتراً مربعاً، بحسب المؤرخين، هي المسافة التي يقطعها التجار ذهاباً وإياباً، يمرون من خلالها برمال الصحراء الحارة، والأنهار العميقة، وخاصة في بلاد الصين؛ أي أن ما سيواجه الرحالة هو مدّ من الرمال الذهبية النقية؛ حيث وصف العالم الصيني تشانغ هينغ (139-78 ميلادي) مدينة شيان التي تمر بها قوافل العرب، بقوله "ممرات طويلة، وشرفات أرضية واسعة، وأروقة، وصالات متصلة تأخذ شكل السحب، ساحات خارجية مسوّرة غريبة الشكل، وغير عادية، ألف بوابة، وعشرة آلاف باب، مداخل مزدوجة، ومداخل معزولة، متقاطعة ومتداخلة".
وصور المعرض تلك التفاصيل بطريقة "احترافية"، كما هي الفعاليات الأخرى، التي ملأت أرجاء قاعات معرض إكسبو الشارقة الذي احتضن الفعاليات، والتي لم تفصل ما بين التاريخ القديم وما بين الحداثة، فهي في المقابل تنقل الطفل إلى الاستفادة من التقنيات الجديدة التي أصبحت في متناول يد الأطفال قبل الكبار، كما في ورشة عمل "تقنيات صحافة الإنستغرام".
وعلى هامش "الشارقة القرائي للطفل"، حصدت دار النشر "أ، ب، ت" الأردنية جوائز الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، بالتشارك مع "دار ينبع للنشر" من المغرب؛ حيث كرم رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري، الفائزين بجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، في دورتها السادسة (2019)، والهادفة إلى الارتقاء بالإنتاج الإبداعي لدور النشر أعضاء الملتقى، وتطوير إسهاماتهم في مجالات نشر كتاب الطفل العربي.
وفازت دار النشر (أ، ب، ت)، ناشرون من الأردن، عن فئة الطفولة لما قبل الستة أعوام، عن كتاب "بهاء ولعبة الاختباء"، للكاتب جيكر خورشيد والرسام طاهر رضائي، وعن جائزة الطفولة المتوسطة للفئة العمرية ما بين 6 و11عاماً، فازت دار ينبع للنشر من المغرب عن كتاب "ماذا أرى" للكاتبة أمينة الهاشمي والرسامة جلنار حاجو، فيما حجبت لجنة التحكيم جائزة كتب اليافعين لهذه الدورة، نظراً لعدم ارتقاء الأعمال المقدمة للمعايير المعتمدة في الجائزة والأهداف المنشودة.