ربما أدق وصف لما يجري على الساحة الكروية المحلية ما يقوله المثل الشعبي الدارج "طعة وقايمة"، فالأحوال "حدث ولا حرج" والقضايا الشائكة لا تعد ولا تحصى، حتى باتت تتدحرج الواحدة تلو الأخرى، وتلقي بظلال قاتمة على الكرة الأردنية، بعد أن تحولت الملاعب من ميدان للمنافسة الرياضية الشريفة، إلى مكان تتجسد فيه مشاعر التصيد والكراهية إلى حد غير معقول.
ومن يستعرض القضايا والخلافات التي جرت وما يزال بعضها قائما من دون حل بعد، يشعر بالحاجة إلى وقفة جماعية صادقة لمعالجة مواضع الخلل المتعددة، وكان من المفروض أن تنعكس "الخلوات الرياضية" بشكل إيجابي على أطراف المعادلة الكروية، لا أن تكون العلاقة بين الأندية فيما بينها والعلاقة بين الأندية والاتحاد بهذا الشكل الحاد، ويضاف إلى ذلك مدى الخلافات بين جماهير الأندية الكبيرة، التي تتقاذف الشتائم في كل مباراة وبأبشع العبارات.
أزمة كبيرة أحدثتها مباراة الفيصلي والوحدات بالجولة 16 من دوري المحترفين، وما يزال الوحدات يناقش قراره السابق بتعليق مشاركته في الدوري والكأس، وسط رفض جماهيري بالتراجع عن القرار، رغم وجود أصوات عقلانية كثيرة تدعو إلى طي هذه الصفحة والخروج بأقل الأضرار.
والصريح يقدم اعتراضا رسميا لاتحاد كرة القدم زاعما عدم أهلية مشاركة لاعب الفيصلي خليل بني عطية في مباراة الفيصلي والصريح بالجولة 17 من الدوري، بداعي حصوله على ثلاثة انذارات في مباريات فريقه أمام السلط وشباب الأردن والوحدات، واللجنة التأديبية ترد برفض الاعتراض بناء على ما تولد لديها من حقائق تشير الى حصول اللاعب على انذارين فقط أمام السلط والوحدات.
والوحدات يحرك دعوى قضائية لدى الادعاء العام بحق لاعب الفيصلي عدي زهران على ما بدر منه، والفيصلي يقدم شكوى لاتحاد الكرة بشأن لجوء الوحدات للقضاء، زاعما مخالفته المادة 57 من النظام الاساسي للاتحاد "الاختصاص القضائي"، والتي تقول: يمتنع على الاتحاد وأعضائه واللاعبين والمسؤولين ووكلاء المباريات واللاعبين، عرض أي نزاع أمام المحاكم العادية، ما لم يتم النص على ذلك بصورة محددة في هذا النظام وفي أنظمة الفيفا أو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أو الاتحاد.
والوحدات يقول أن من حقه تحريك تلك الشكوى طبقا لما ذكره المستشار القانوني للوحدات محمد دغمش في رده على استفسارات "الغد" :"ما قمنا به هو تحريك شكوى الحق العام، وحق الدولة في العقاب تجاه أي جرم يخالف القانون، ولا يشترط الادعاء بالحق الشخصي لتحريكها، وما قام به اللاعب فعل معاقب عليه، ولا يتعلق بأنظمة ولوائح الاتحاد، وان العقوبة المسلكية التي اوقعها الاتحاد بحقه، لا علاقة لها بالشكوى الجزائية كونها اجراء داخلي".
من الواضح أن شدة المنافسة في الدوري وتعدد الأخطاء، ربما تؤدي الى مزيد من القضايا والخلاف بين أطراف اللعبة، في دوري يحمل مسمى المحترفين وما تزال الهواية عنوانه الصحيح.