طلبة جامعيون يتدربون على برامج الذكاء التقني والأمن السيبراني

figuur-i
figuur-i

ديمة محبوبة

عمان– تطور العالم وتحكم الشبكة العنكبوتية في الحياة البشرية، واعتماد الناس عليها بشكل كبير، خصوصا في فترة الحجر للتصدي لفيروس كورونا المستجد، كلها أمور دفعت مؤسسة "إنجاز"، بالشراكة مع البنك العربي، لتوظيف برنامج الذكاء التقني في تغطية حاجة الشباب من التطورات التي يشهدها العصر.اضافة اعلان
وتم، مؤخرا، توقيع اتفاقية تعاون مشترك لتنفيذ برنامج تدريبي متخصص بالأمن السيبراني، تحت مسمى الذكاء التقني، وهو البرنامج الأول من نوعه الذي يتم تنفيذه من قبل مؤسسة "إنجاز" لطلبة الجامعات.
المتطوع مع مؤسسة "إنجاز" لتنفيذ برنامج الذكاء التقني في الجامعة الأردنية علي حواري، يقول: "إن البرنامج الذي يتم تنفيذه يسهم في إيضاح مفاهيم جديدة ومطلوبة في حياتنا اليومية للطلبة؛ إذ يتعرف الطلبة على مفهوم الذكاء الاصطناعي وهو قدرة الآلات والتكنولوجيا على محاكاة طريقة تفكير وعمل البشر".
ويضيف "ويتم تقديمه للطلبة بطريقة تفاعلية من خلال طرح أمثلة واقعية لطرق استخدام الذكاء الاصطناعي مثل استخدامه في مجال الزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من المجالات وربط مفهوم الذكاء الاصطناعي مع البطالة وتأثيرة عليها سلبا وإيجابا".
ويؤكد أنه وفي الوقت الحالي تم استحداث وظائف جديدة، كالمبرمجين والعاملين في مجال التكنولوجيا، لكن من الناحية السلبية للتطور هو حلول الذكاء الاصطناعي مكان الأيدي العاملة ببعض القطاعات؛ حيث تغيرت طريقة التفكير بفرص العمل المستقبلية، وهنا يجب على الطلبة المقبلين على الدراسة ودخول سوق العمل أن يراعوا هذا الجانب في مستقبلهم المهني.
ويوضح حواري أن هذا البرنامج يظهر للطلبة مستقبل الذكاء الاصطناعي وفوائده في مختلف المجالات؛ إذ اعتبر إضافة نوعية من ناحية دقة العمل وسرعة الإنتاج وتوفير الوقت والجهد والتكلفة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كلي؛ حيث إن وجود العنصر البشري مهم مع الذكاء الاصطناعي وتعلم الطلبة كيفية ربط الذكاء الاصطناعي بريادة الأعمال والطب والسياحة والتعليم وتوظيفه في خدمة الحياة والمجتمع. ويضيف البرنامج للطلبة مفهوم انترنت الأشياء والمدن الذكية، وفق حواري؛ حيث تعلم الطلبة معنى انترنت الاشياء وهو ربط كافة الآلات والأجهزة الذكية مع بعضها بعضا عن طريق الانترنت، ومدى قدرة هذه الآلات على اتخاذ قرارات تسهل على الإنسان حياته اليومية من خلال المعطيات المتشاركة بينها، فكيف يمكن استثمار هذا الشيء في تسهيل الحياة البشرية وربطها فيما بينها لتكون متلاصقة؟
ويوضح أن انترنت الأشياء والمدن الذكية تؤثر على خصوصية الإنسان وتطبيقات إنترنت الأشياء والتوجه نحو المدن الذكية لتصبح معظم مجالات حياتنا مرتبطة بالإنترنت، مما يسهم في جعل العديد من أمور حياتنا الشخصية عرضة لاختراق خصوصيتها وسريتها.
ويكمل "قد لا نضمن لاحقا إمكانية حمايتها وعدم اختراقها، لذا لا بد من توخي الحيطة والحذر عند ربط الأمور الخاصة بالإنترنت للتحكم بها عن بعد، وجعل تلك الأشياء الخاصة بنا تتخذ قراراتها وحدها بشكل يسهل علينا حياتنا، لذا لا بد من اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن تلك المعلومات، وعدم تسربها أو انتهاك خصوصياتنا وغيرها من الأمور الأمنية".
أما الأمن السيبراني، فيؤكد حواري أنه يعرف الطلبة على مفهوم الأمن السيبراني وأمن المعلومات، وأهم مخاطر الانترنت، وخطورة عدم حماية أي من المكونات التي يمكن استخدامها لاختراق بياناتك الرقمية كبطاقاتك الائتمانية أو هاتفك الشخصي يحل بأمن معلوماتك السيبرانية، في حين أن وجود بعض المكونات غير الرقمية كالمفكرة الخاصة أو جدول المواعيد وغيرها قد يخل بأمن المعلومات للشخص؛ حيث إن المجتمعات الحديثة تعتمد بشكل متنام على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات المتصلة بالشبكة العالمية. ويشدد على أن هذا الاعتماد المطرد ترافقه مجموعة من المخاطر الناشئة والمحتملة التي تهدد وبشكل أساسي الشبكة وأمن المعلومات والمجتمع المعلوماتي وأعضاءه، وإن سوء الاستغلال المتنامي للشبكات الالكترونية لأهداف إجرامية يؤثر سلبا على سلامة البنى التحتية للمعلومات الوطنية الحساسة، لا سيما على المعلومات الشخصية.
وتعرف الطلبة على مفهوم التهديدات السيبرانية والوقاية منها، وفق حواري، بهدف اطلاعهم على أهم أخطاء مستخدمي الإنترنت التي قد تعرضهم للاختراق السيبراني، وكيفية التعامل مع مثل هذه الهجمات والتعرف على الأخطاء الأكثر شيوعا لمستخدمي الفضاء السيبراني، وتحديد أهم السلوكات الواجب اتباعها في الفضاء السيبراني وإن التقدم التقني وظهور الإنترنت وفر لنا مساحات واسعة لنشر كثير من المعلومات والبيانات التي تخصنا والتي أصبحت عرضة للاختراق من قبل بعض الأشخاص أو الجهات.
الطالبة في تخصص إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية زينة الخطيب من المستفيدين من برنامج الذكاء التقني، تقول "إن برنامج الذكاء التقني عرفني على مفاهيم جديدة لم أكن على علم بها، وربط تلك المفاهيم بالواقع الذي نعيشه"، مشيرة إلى أننا كأشخاص، وخصوصا في ظل جائحة كورونا، نعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا للعمل والتعلم والتواصل مع الأشخاص، هذا الأمر يتطلب منا جميعا أن نكون على علم ودراية في كيفية التعامل الأمثل مع التكنولوجيا. وتبين الخطيب أن البرنامج تضمن جلسات تفاعلية وفيديوهات توضيحية، وتوضيح أهم طرق الاستثمار في دمج الأشياء التقليدية بالتكنولوجيا والاستفادة منها في حياتنا العملية، ولكن يجب أن يكون الشخص الذي يتعامل مع هذه التكنولوجيا على حذر كبير.
وتبين زينة أن البرنامج يحاكي لغة العصر بعيدا عن التعلم التقليدي، وأهمية مثل هذا البرامج التي تسهم في بناء مهارات وقدرات الطلبة وتعريفهم بمفاهيم جديدة تساعدهم في حياتهم اليومية.
الطالب في جامعة العلوم التطبيقية زيد البيدر، يقول "لم أكن أعلم ما هو الأمن السيبراني والأمن التقني، حتى عرفت أن مؤسسة إنجاز تقدم دورة على منصتها خلال فترة الحظر، ولأن التكنولوجيا هي حياة الشعوب أحببت أن أعرف أكثر عنه". ويضيف "من خلال الدورة تعرفنا أن التكنولوجيا فعلا احتلت العالم، وباتت تعطي آراء، وتتخذ إجراءات من خلال الذكاء الاصطناعي، أما عن الأمن السيبراني، فاطلعنا على التهديدات والأخطار التي من الممكن أن تشكل في حال عدم حماية الملفات الشخصية والحسابات الشخصية والصور وكلمات المرور السرية".
أما طالبة العلوم المصرفية دانة المنسي، فتبين أن اهتمامها منصب على التطبيقات الالكترونية والتكنولوجيا، وهذه الدورة عرفتها أكثر عن هذا العالم، وكيف تتم الاختراقات وكيفية الحماية منها، ومن خلال هذه المعلومات استفادت بعمل نموذج لأمن وحماية المعلومات المالية في الأمور المالية لإحدى المواد المتخصصة في مجال دراستها.