طلبتُ من الصحفية الإسرائيلية الوحيدة في فلسطين أن تريني شيئاً صادماً -وهذا ما رأيت

روبرت فيسك، والصحفية الإسرائيلية، أميرة هاس، عند قطاع من "الجدار" في الضفة الغربية -(المصدر)
روبرت فيسك، والصحفية الإسرائيلية، أميرة هاس، عند قطاع من "الجدار" في الضفة الغربية -(المصدر)

روبرت فيسك - (الإندبندنت) 29/9/2018

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

هذا هو الطريق القديم من رام الله إلى القدس، تحف به الثروات الضائعة، والآمال المنسية، والمنازل التي كانت حبيبة ذات مرة. وكلها تنتهي الآن، بطبيعة الحال، عند "الجدار".اضافة اعلان
*   *   *
بير نبالا، الضفة الغربية - أريني شيئاً يمكن أن يصدمني، قلت لأميرة هاس. وهكذا أخذتني الصحفية الإسرائيلية الوحيدة التي تقيم في الضفة الغربية الفلسطينية -أو فلسطين، إذا ما كنت ما تزال تصدق هذه الكلمة غير المطابقة للواقع- على طريق خارج رام الله، والذي أتذكره كطريق سريع كان يفضي إلى القدس. أما الآن، وبعد تلة فحسب، فإنه يتدهور إلى درب نصف مسفلَت، ومجموعة من أبواب المحلات المغلقة التي يأكلها الصدأ، والقمامة. وتزحف نفس رائحة الصيف القديمة المنبعثة من مياه الصرف الصحي على الطريق. وتركد المياه، خضراء هادئة، في بركة عند قاع الجدار.
أو "الجدار". أو، بوصف أكثر حذراً، "الجدار الأمني". أو، للأرواح الأكثر حساسية، "الحاجز الأمني". أو للأقلام الأكثر كسلاً، "الحاجز" فحسب. أو، إذا كنتَ قلقاً حقاً من التداعيات السياسية، "السياج". "السياج" -مثل الألواح الخشبية العمودية الودودة، التي تقطعها العوارض الأفقية، والتي ربما تجدها على حافة حقل. أو -إذا كنت تريد حقاً أن ترعب محرري التلفزيونات وتغضب الإسرائيليين- "حاجز الفصل"، أو حتى "جدار الأبارتيد". لماذا؟ لأننا عما قريب سنكون بصدد التحدث عن "البانتوستانات" الفلسطينية التي تقبع مقطوعة بـ"الجدار" والطرق التي "للإسرائيليين فقط"، والإمبراطورية الهائلة من المستوطنات اليهودية على الأرض العربية.
ثق بأميرة حتى تشرع الكرة في التدحرج. تتخلل عبارة "البانتوستان الفلسطيني" حنقها الغاضب بينما تأخذني في جولة في الجيوب الفلسطينية للضفة الغربية و، بعد ساعة أو ساعتين، "الجدار": الذي يرتفع 26 قدماً فوقنا، عابساً، وحشياً في تصميمه، متلوياً ومنسلاً كالأفعى بين مقاطع الشقق السكنية؛ متسللاً في الأودية، ومنعطفاً عائداً إلى نفسه حتى يكون لديك جداران، واحد وراء الآخر؛ جدار مزدوج، لكنه الجدار نفسه، مثل منعطفات ألبينية تشكل هذا المخلوق. تهز رأسك لحظة عندما ترى -فجأة، نتيجة لسوء حسابات، بالتأكيد- أنه لم يعد ثمة جدار على الأطلاق، وإنما شارع للتسوق أو خاصرة تلة عارية من التلال والصخور. ثم، مشروع استعماري هائل من المستوطنات الإسرائيلية، كلها أشجار خضراء ومنازل حمراء السقوف وطرق أنيقة و، نعم، المزيد من الجدران من أسيجة الأسلاك الشائكة، وأسوار أكبر أيضاً. ثم، الوحش نفسه. "الجدار".
لكن ذلك القطاع من "الجدار" التي تأخذني أميرة هاس إليه -مرشدة سياحية ومحللة للمجتمع الإسرائيلي، كما تعترف، لا ينسجمان معاً- هو حقاً مكان تعس. ليس ملحمياً مثل دانتي. وربما يستطيع مراسل حربي أن يصف المكان أفضل. إنه الطريق القديم من رام الله إلى القدس، تحف به الثروات الضائعة والآمال المنسية، والمنازل التي كانت حبيبة ذات مرة، والتي تنتهي الآن، بالطبع، عند "الجدار". تقول أميرة: "الآن، إذا لم يكن هذا صادماً، فإنني لا أعرف ما هو الصادم. إنه تدمير لحياة الناس -إنه نهاية العالم. أترى هنا؟ كنا نذهب مباشرة إلى القدس. وإنما ليس الآن. كان هذا طريقاً مزدحماً وتستطيع أن ترى كيف استثمر الناس في بناء بشيء من العظمة، قوة المنازل، الحجارة. أنظر إلى اليافطات المكتوبة بالعبرية -لأن هؤلاء الفلسطينيين اعتادوا أن يكون لديهم الكثير من الزبائن الإسرائيليين. حتى الاسم ‘نجار’ مكتوب بالعبرية.
لكن كل هذه المحلات تقريباً مغلقة، والمنازل متداعية، والأعشاب والأغصان الجافة تتناثر على طول الحافة المحطمة. الكتابة الغرافيتية على الجدران مثيرة للأسى، والشمس لا ترحم، والسماء مخبوزة تماماً بالحرارة، حتى أن الجدار الرمادي يندغم أحيان بامتداء السماء الحجري الرماد. وتقول أميرة هاس، بلا عاطفة: "مثير للشفقة. هذا المكان –كنتُ دائماً أريه للناس؛ دائماً، كما تعلم، ربما مائة مرة مسبقاً، وهو لا يكف أبداً عن إصابتي بالصدمة".
بركة مياه الصرف الصحي، بمجرد أن تعتاد عيها، تصبح مناسبة للمشهد بطريقة ما. إنه مثل مكان جفّ فيه الخيال، تاركاً خلفه بركة صغيرة قاتمة، والأخضر أكثر إشراقاً لأن "الجدار" يستأثر بالأخضر الصدئ الغامق.
الصمت ليس طاغياً -كما قد يكون في رواية- لكنه يطالب بالجواب. ما الذي يقوله "الجدار" لنا، أسأل أميرة؟ وتبدأ: "أعتقد أنه يقول لي... لأنه يدرك أنه لا يستطيع أن يطرد الفلسطينيين، فإن عليه أن يخبئهم. عليه أن يخفيهم عن عيوننا. ربما يخرج بعضهم للعمل هناك عند اليهود. ويُنظر إلى هذا وكأنه معروف يُسدى لهم. الإسرائيليون لا يدخلون إلى هنا، لأنه بالنسبة للإسرائيليين، نحن لا نحتاج هذه المناطق -إننا لا نحتاجها- هذه قمامة- هذه مياه مجاري. الجدار يتعلق بكم هي الحاجة قوية لأن تكون نقياً -وكم من الناس شاركوا في هذا العمل العنيف؟ هم يقولون أنه بُني بسبب الهجمات الانتحارية، لكن البنية التحتية القانونية والبيروقراطية لهذا الفصل وُجدت قبل الجدار. وهكذا، يكون الجدار نوعاً من التعبير الغرافيكي أو البلاستيكي أو الملموس عن قوانين الفصل الحاضرة قبله".
وهذه إسرائيلية هي التي تتحدث إليّ، الابنة الصلبة بلا حدود لأم بوسنية وقعت في قبضة الجستابو، وناجٍ يهودي روماني من الهولوكوست، والتي منحتها اشتراكيتها، كما أظن، شجاعة ماركسية عنيدة.
ربما لا تتفق هي معي، لكنني أفكر فيها كابنة للحرب العالمية الثانية، حتى مع أنها ولدت بعد 11 عاماً من موت هتلر. وهي تخمن أنه تبقى لها ما بين 100 و500 قارئ إسرائيلي فقط؛ الحمد لله، يقول الكثيرون منا، لأن صحيفتها، هآرتس، ما تزال موجودة.
كانت والدة أميرة، في طريقها من محطة القطار في بيرغن-بيلسن في العام 1944، قد صُدمت برؤية ربات البيوت الألمانيات اللواتي جئن لينظرن إلى السجناء المشوشين، وكيف أن النساء الألمانيات "شاهدن من الجوانب". وأميره هاس، كما أتصور، لن تشاهد أبداً من الجوانب. لقد ترعرعت معتادة على الكراهية وسوء المعاملة اللذين يمارسهما شعبها نفسه. لكنها واقعية.
تقول أميرة: "انظر، نحن لا نستطيع أن نتجاهل هذا لفترة معينة، (الجدار) خدم فعلاً دوره المباشر المتعلق بالأمن". وهي محقة. لقد تم إحباط الحملة الفلسطينية من الهجمات الانتحارية. لكن "الجدار" كان دائماً أيضاً آلة للتوسع؛ وقد زحف قدُماً إلى الأراضي العربية التي لم تكن جزءاً من دولة إسرائيل بأكثر مما هي المستعمرات التي تؤوي الآن نحو 400.000 مستوطن يهودي في الضفة الغربية. ليس بعد، على أي حال.
ترتدي أميرة نظارة مستديرة تجعلها تبدو قليلاً مثل واحد من أطباء الأسنان الذين قابلناهم جميعاً، والذين يدرسون بحزن وقتامة ونوع من الإحباط حالة أسناننا المريعة. وهي تكتب على هذا النحو. وقد انتهت للتو من كتابة مقالة طويلة لصحيفتها، "هآرتس" -والتي ستنشر بعد يومين لاحقاً، وهي تشريح شرس لاتفاق أوسلو للعام 1993، والذي يقترب من إثبات أن الإسرائيليين لم يقصدوا مطلقاً إبرام اتفاق "سلام" يمنح الفلسطينيين دولة.
تكتب أميرة عن الذكرى 25 القاتمة لاتفاق أوسلو: "حقيقة البانتوستانات الفلسطينية، والمحميات أو الجيوب، هي حقيقة على الأرض... لم يُذكر في أي مكان (في الاتفاق) أن الهدف كان إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة في العام 1967، على العكس مما استنتجه الفلسطينيون، والكثير من الناس في معكسر السلام الإسرائيلي في ذلك الوقت والدول الأوروبية". وفي "هآرتس"، تقول أميرة: "المشكلة هي أن محرري النصوص -أنا أسميهم الأولاد- يتغيرون كل بضع سنوات، وفي كل مرة يسألونني: ‘كيف تعرفين أن أوسلو ليست عن السلام’؟... الآن أصبحَت الصحيفة فخورة بأن لديها شخص فهم الأمر جيداً وكان على صواب. قبل عشرين عاماً كانوا يعتقدون أنني مجنونة".
تتواصل جولة هاس في ما تشير إليه باسم "السجن خمس نجوم". نتوقف فوق مدينة رام الله، العاصمة المؤقتة بحكم الأمر الواقع للدولة الفلسطينية -التي ليست كذلك. تتخيل أميرة -وكثيراً ما تفعل- كائناً غريباً يصل إلى الضفة الغربية من الفضاء الخارجي. سوف يلاحظ الكائن، كما تقول، إن المنازل الفلسطينية عليها خزانات مياه سوداء فوق الأسطح -لأن مياههم تأتي في حصص من السلطة الفلسطينية -بينما لدى المستوطنات اليهودية إمدادات مستمرة. "ليس عليها أن تقلق"، تلك المستوطنات على التلال -"خصبة للغاية، مغوية للغاية، ولديها هواء جيد جداً"- وأسقف حمراء، مائلة، من الطراز الأوروبي. والآن، تحاكي العائلات الفلسطينية الثرية سقوف محتليها الحمراء.
ثم يظهر كائن أميرة هاس الفضائي مرة أخرى. "إنه يرى مدينة مترامية الأطراف (رام الله)، وبنايات أنيقة... لديكَ دور سينما هنا ومتاجر وأعمال. أنظر إلى السيارات هناك. سوف يقول رجلنا الفضائي: ‘ما المشكلة؟ لماذا تشتكون من الاحتلال’؟ وإذن، المشكلة أن لديكَ وهم بأنك لست تحت الاحتلال في هذا الحيز الضيق، في القفص، في هذا السجن الخمس نجوم... الخطوط الكونتورية، الحدود، واضحة جداً. لكن الناس في داخل الحدود تعودوا على نوع من الطبيعية التي يصعب عليهم كثيراً أن يتخلوا عنها الآن".
"بشكل أساسي، هم يعرفون أنهم إذا انخرطوا في موجة أخرى من المقاومة، فإنهم ربما يخسرون حتى هذا -حتى القليل الذي لديهم، هذه الطبيعية... أحد أفضل البراهين بالنسبة لي على أن هناك نوعاً من الطبيعية هو الفلسطينيون الذين هم مواطنون إسرائيليون، الذين يأتون كل نهاية أسبوع إلى هذا البانتوستان الفلسطيني للهروب من العنصرية والغطرسة الإسرائيلية اللتين يواجهونهما على أساس يومي داخل إسرائيل -يأتون إلى هنا للهروب منهما، لكي يكونوا في أجواء فلسطينية بالكامل".
التحليل قاس، وليس بلا مسافة تاريخية. "يعلم الفلسطينيون أن هذا ليس استقلالاً. لكنهم أصبحوا يُجرون الآن الحسابات ويكتشفون أن هذا لا يستحق. خلال السنتين أو الثلاث الأخيرة، عندما انخرط بعض الشباب في هجمات الطعن وذهب بعض الطلبة إلى نقاط التفتيش هنا للاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، شعر الناس معهم عاطفياً. لكنك لم تر الحشود تأتي لمواجهة الجيش. الآن، ليس الخوف، وليس الشرطة الفلسطينية هي التي أوقفتهم. في الوقت الحالي، بينما ينقسمون بين حماس وفتح، أصبح الفلسطينيون في قاع ‘دهائهم’ السياسي، ومع أميركا -ترامب- وكل هذا، ما من سبب يجعلك تضحي بنفسك من أجل لا شيء".
تقود أميرة السيارة قدُماً، مروراً بقاعدة عسكرية، وتشير إلى الكلمات المكتوبة -بالإنجليزية- بطلاء الرش على جدار. "اليهود نفذوا 11/9". بمثل هذه الكلمات، هل يمكن أن يكون الفلسطينيون بتجريم مجتمعهم أكثر في أعين الغرب؟ لكن ثمة كتابة غرافيتية أخرى. في قرية فلسطينية صغيرة ربما على بعد مائتي متر من مستوطنة بيت إيل اليهودية –حيث الكاميرات تحدق في اتجاه الخارج على طول سياجها- تشير هاس إلى الكلمات المكتوبة بطلاء الرش على جدران منزل فلسطيني بعد أن أغار مستوطنون على القرية. "يهودا والسامرة"، تقول الكتابة بالعبرية، مشيرة إلى الضفة الغربية. "الدم سوف يُسفك". وترينا عائشة سقف منزلها، حيث كُسر زجاج سخانها الشمسي بحجارة صغيرة -أطلقها الطلاب الدينيون بمقلاع ، كما تقول، قبل ثلاثة أيام فقط- وعلى الرغم من سنواتها الأربع والسبعين، فإنها لا تتلعثم. وأفهم بصمت أنها وُلدت في فترة الانتداب الأصلي لفلسطين في العام 1944، العام نفسه الذي تم فيه إرسال والدة أميرة إلى بيرغن-بيلسن.
"جاء اللصوص قبل شروق الشمس"، تقول عائشة عن رامي الحجارة. "أحرقوا أشجارنا ثلاث مرات. لكن اللصوص لا يظلون إلى الأبد. الناس المتناثرون في كل مكان سوف يعودون إلى بيوتهم، بإذن الله... أنتم تسألونني من هم (المستوطنون)؟ أنتم أرسلتموهم. لديكم كل شيء في كاميراتكم... أريد أن يسمع الأميركان الخنازير -نحن لسنا الهنود الحمر"! تستمع أميرة بانتباه. "بالنسبة إليها، يمتد التاريخ مثل سلسلة طويلة، طويلة، طويلة، من الطرد". وتقول عن عائشة: "هذه هي الأشياء التي نتوقف عن الكتابة عنها. إنها الطبيعية مرة أخرى".
وقد أثّر هذا في أميرة هاس، كما أعتقد، بالطريقة التي تتوارى فيها القصة في صحيفة بمجرد أن تصبح حدثاً عادياً. إلقاء الحجارة، الإحراق، واستعمار آخر. وتظل ميزات كون المرء مواطناً إسرائيلياً حاضرة دائماً. "بطريقة ما، عندما تعرضنا للقصف، كان ذلك أسهل لأنني كنتُ مع الجميع. هذا شيء أستطيع أن أحسه -الخوف من القنابل، بطبيعة الحال، شيء أتقاسمه. أما الإغلاق، على سبيل المثال، فشيء لا أستطيع أن أفهمه. لا أستطيع حقاً أن أستوعب كنهه. بالنسبة لي، الجدار هو شيء بشع في الطريق إلى القدس. لكنه، بالنسبة للفلسطينيين، نهاية العالم. عندما أذهب إلى القدس، لا أستطيع أن أخبر جيراني بأنني ذاهبة إلى هناك -أكون خجِلة. أكون محرجة... لأن القدس بالنسبة إليهم هي شيء بعيد، مثل القمر.
وإذن، هل ستعيش بقية حياتها بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، لتكون الصحفية الإسرائيلية الوحيدة عند النهاية الحادة للقصة؟ "لم أظن أبداً أنني سأعيش في البيرة، لكنها الآن البلدة حيث عشت أكثر من أي مكان آخر"، تجيب أميرة. "لم أخطط أبداً لهذا -لكنه ما حدث. أنا أعرف أنه إذا حدث شيء- إذا كان عليّ أن أغادر، إما لأنني توقفت عن العمل أو لأن الإسرائيليين طلبوا مني أن أذهب أو طلب مني الفلسطينيون أن أذهب، أياً يكن، فإنني لن أتمكن أبداً من العودة للعيش في حي يهودي بالكامل. سيكون علي أن أذهب إلى عكا أو حيفا... في حيفا، لديك فلسطينيون".
بينما أستدير لأعود إلى القدس، إلى "القمر"، أشكر أميرة هاس على جولتها- المحاضَرة، الأكاديمية بقدر ما هي صحفية، والتي تبدو -في عيون الإسرائيليين الذين لا يقرأونها- تعليقاً مروعاً مثل رسالة الكراهية التي أرسلوها إليها بالبريد. "لدي ميل لأن أقول للناس ما لا يريدون أن يسمعوه"، تقول أميرة. وتبدو لي مثل صحفية. وأفهم على الفور أنها لن تشاهد أبداً من الجوانب.

*نشر هذا المقال تحت عنوان: I asked Israel's only journalist in Palestine to show me something shocking – and this is what I saw