طلب صغير قبل الحرب

هآرتس

عينار شيلو  8/4/2012

إن دولاب الحظ يدور بسرعة يدور لها الرأس ويقف في كل مرة على عدد مختلف. فبعد التنبؤ من وزير الدفاع ايهود باراك بـ500 قتيل نشر الآن تقدير أكثر علمية. فقد تحدث خبراء بحث عمليات من سلاح الجو استعانوا بحواسيب ونماذج رياضية مختلفة عن 300 قتيل لهجوم صاروخي على إسرائيل قد ينشب ردا على هجوم إسرائيلي على ايران.اضافة اعلان
وهذا تخفيض بنسبة 40 في المائة في ظاهر الامر قُبيل عيد الفصح. لكن حينما نقرأ الحروف الصغيرة لا يمكن ألا نصاب بالقشعريرة. فقد وعد باراك بأقل من 500 (إذا دخل الجميع بيوتهم)، أما خبراء بحث العمليات فيتنبؤون على كل حال بـ300 على الأقل. واذا كنا أملنا 100 قتيل فقط وهو ما يمكن بحسب باراك، فإن هذا الأمل يناقض تقدير الخبراء المُحدث. وفي مقابل هذا فإن التقدير الجديد يجعل ألف قتيل أمرا ممكنا أو عشرة آلاف أو كل عدد أكبر من 300، ويوجد منها الكثير.
هل نغرق في الأعداد؟. هل يُخشى من أنه بعد لهب الاحتجاج الاجتماعي في الصيف الماضي ان يقع هنا حريق أقل استعارة؟. هل يُشك في منطق هجوم يؤخر بحسب تقرير مجلس النواب الاميركي المشروع الذري الايراني بنصف سنة فقط؟. هل تتساءلون عن التخلي عن الجبهة الداخلية عشية حرب مع وضع فاضح للملاجيء ومع لحاف قصير جدا للقبة الحديدية التي لا تحمي من صواريخ بعيدة المدى؟. هل تحلمون نافدي الصبر بالملجأ الذري المغطى اعلاميا في جبال القدس الذي ربما يحمي بنيامين نتنياهو وباراك وقيادة الدولة، وتتساءلون ما الذي سيحمينا؟.
إن اخفاق الأقنعة الواقية أكثر صخبا. ان الجلبة حول قنبلة ذرية ايرانية افتراضية تُسكت التهديد الحقيقي لسلاح كيماوي تتجاهله حكومات إسرائيل منذ سنين. فايران وسورية تملكان عددا ضخما من الصواريخ مع رؤوس كيماوية أشد فتكا مُعدة للاطلاق وقت الحرب. وعدم الاستقرار في سورية يزيد الخوف في إسرائيل من انتقال هذا السلاح إلى حزب الله واستعمال نظام الاسد له ليصرف الانتباه عن مذبحة الشعب التي ينفذها. لكن الحكومة مشغولة بخطر محتمل في المستقبل وتُهمل تماما خطرا موجودا محققا تمكن الحماية منه بوسائل بسيطة. بل انه لا يوجد في ذروة الازمة الايرانية والسورية انتاج وتوزيع للاقنعة الواقية من الاسلحة الكيماوية على جميع المواطنين، والمحظوظون الذين فازوا بقناع حصلوا على معدات جدواها مشكوك فيها.
من المهم أن نذكر أن الكلفة الميزانية للاقنعة الواقية السليمة من أجل السكان جميعا ليست كبيرة بصورة خاصة. وهي أقل كثيرا من كلفة تطوير بطارية قبة حديدية مثلا والتسلح بها. وهي أقل أيضا من كلفة التطعيم من حمى الخنازير الذي اشترته إسرائيل في ذعر ولم تستعمله قط.
يمكن أن نتوقع أن يتذكر رئيس الحكومة، الذي يكرر ذكره للمحرقة ويُقسم ألا تتكرر أبدا، كيف أُبيد ملايين اليهود بالغاز في أوروبا. وأن يُبدي حساسية أكبر بخطر الحرب الكيماوية اليوم. وبدل هذا يُبدي بلاده حس أكبر ويلعب بدولاب الحظ على حياتنا.
يا بيبي عندنا إذا قبل الصيف الساخن طلب صغير. أعطنا أقنعة واقية من الاسلحة الكيماوية، فهذا سينفعك ايضا. فلماذا تحتاج إلى لجان التحقيق بعد ذلك. فانك لا تريد ان ترى هنا يهودا يتم القضاء عليهم بالغاز ومؤكد أنك لا تريده في ولايتك. يقولون انك قابل للضغط وها هو ذا سبب جيد للضغط. لا يوجد وقت كثير فاعمل سريعا اذا من فضلك. ولا تعتمد على انتاج محلي بل اشتري لنا فورا اقنعة جيدة من خارج البلاد من فوائض الجيش الاميركي أو من المانيا مثلا. وليس هذا صعبا كثيرا. وسيعطيك الألمانيون مع شيء من الحظ أقنعة واقية من الغاز بالمجان. ونحن ننتظر الأقنعة الواقية.