طموحات الأندية الأردنية في أبطال آسيا تصطدم بواقع محدودية الإمكانيات

عدد من نجوم الكرة العالمية الذين احترفوا في الملاعب اليابانية - (أ ف ب)
عدد من نجوم الكرة العالمية الذين احترفوا في الملاعب اليابانية - (أ ف ب)

تيسير محمود العميري

عمان - تتحول أحلام الفرق الأردنية وجماهيرها إلى سراب، مع كل مشاركة في الأدوار التمهيدية لبطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، حيث تفشل في الانتقال إلى دور المجموعات، وتحزم حقائبها مغادرة على وجه السرعة نحو بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، التي تضم أندية الصفين الرابع والخامس على المستوى الآسيوي.اضافة اعلان
ولم يكتب لمشاركات فرق الوحدات وشباب الأردن والفيصلي النجاح في دوري الأبطال، بل حتى على مستوى كأس الاتحاد الآسيوي بعد آخر لقب حظيت به الكرة الأردنية قبل نحو 10 سنوات، وإن كان الجزيرة قطع خطوة مهمة في النسخة الحالية وبلغ نهائي غرب آسيا، ما يعني أن خطوة تفصله عن اللقب و1.5 مليون دولار، إذا ما تمكن من اجتياز دفاعات القوة الجوية العراقية بنجاح.
وطبقا لنتائج الموسم الكروي المحلي 2017-2018، فإن الوحدات "بطل الدوري" سيشارك في الدور التمهيدي من دوري أبطال آسيا العام المقبل، فيما يشارك الجزيرة "بطل الكأس" في كأس الاتحاد الآسيوي، وفي حال نجح الوحدات في الانتقال إلى دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، فإن الفرصة ستكون سانحة أمام الفيصلي "ثالث الدوري" للمشاركة إلى جانب الجزيرة بكأس الاتحاد الآسيوي، بينما خروج الوحدات من دوري أبطال آسيا يعني انتقاله الى كأس الاتحاد الآسيوي وتفويت الفرصة على الفيصلي للمشاركة، علما أن الرمثا "رابع الدوري" سيشارك في النسخة الثانية من بطولة الأندية العربية، في ظل منع الاتحاد الأردني لكرة القدم ازدواجية المشاركة الخارجية للاندية.
لكن ثمة من يسأل عن قدرة الأندية الأردنية على المشاركة في مسابقة دوري أبطال آسيا، في الوقت الذي باتت فيه معظم الأندية الآسيوية من اليابان والصين وأستراليا وكورية الجنوبية وقطر والسعودية والإمارات، تضم عددا من نجوم الكرة العالمية، الذين وجدوا في تلك الدوريات محطة أخيرة لممارسة كرة القدم قبل الاعتزال، وبعد الحصول على عائد مالي لا بأس به.
وسجل تاريخ الكرة الأردنية في الموسم 2003-2004 سابقة لم تحدث، عندما انضم النيجيري ايمانويل امونيكي إلى فريق الوحدات لمشاركته في مسابقة دوري أبطال العرب، لكن سرعان ما اكتشف الوحدات حجم المقلب الذي شربه، فاللاعب الذي سبق له الاحتراف في سبورتينغ لشبونة البرتغالي ومن بعده برشلونة الاسباني، لم يكن نفس "الكهل" الذي حضر الى الملاعب الأردنية في الثالثة والثلاثين من عمره وهو لا يقدر على الجري خلف الكرة وتسجيل الأهداف.
وبانتقال نجم برشلونة السابق أندريس انييستا إلى صفوف فيسل كوبي الياباني، في صفقة تمت يوم الخميس الماضي، قيل أنها ستمنح "الساحر الاسباني" مبلغ 30 مليون دولار سنويا، يُفتح باب الحديث مجددا عن صعوبة المقارنة واستحالة مشاركة الفرق الأردنية في البطولة الآسيوية الأهم، ذلك أن الأندية الأردنية لا تقوى على دفع قيمة راتب يوم أو أسبوع على الأكثر لمثل هؤلاء النجوم، الذين يشكلون إضافة للفرق الآسيوية حتى وإن لعبوا في "خريفهم الكروي"، نظرا للفوارق الفنية الهائلة بين الكرتين الأوروبية والآسيوية.
ومنذ أن قرع الاحتراف أبواب الأندية الآسيوية، ظهر العديد من النجوم البارزين في الملاعب العربية والآسيوية، ومنهم على سبيل المثال لاعب برشلونة السابق ومدرب مانشستر سيتي حاليا وبرشلونة وبايرن ميونيخ سابقا بيب غوارديولا، الذي شاهده جمهور الكرة الأردنية عن كثب وهو يشارك الأهلي القطري في مسابقة دوري أبطال العرب، حيث سجل غوارديولا أحد أهداف فريقه الثلاثة ضد فريق الحسين إربد في العام 2004، فيما جرى لقاء الاياب على ستاد الحسن وتفوق الأهلي مجددا بنتيجة 2-1.
وتسابقت الأندية الخليجية والصينية واليابانية على استقطاب أسماء كبيرة أخرى مثل البرازيلي زيكو والانجليزي غاري لينكر والدنماركي مايكل لاودروب والاسبانيين راؤول غونزاليس وتشافي هيرنانديز والارجنتينيين غابرييل باتيستوتا وكارلوس تيفيز والألماني لوكاس بودولسكي والايطال فابيو كانافارو والعاجي دروغبا والبرازيلي روبينيو وغيرهم الكثير، ما يؤكد أن الاندية الأردنية في ظل امكانياتها المادية المتواضعة لا تقوى على ضم لاعبين محترفين على سوية عالية، وأن سقف طموحاتها في ظل واقعها المرير يتجاوز حدود امكانياتها، ويجعل من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي ملاذها الوحيد إلى جانب البطولة العربية.