جمعية الجيل الأخضر تنظم مسيرة راجلة من عمان للعقبة

جانب من مسيرة التغير المناخي المتجهة من عمان للعقبة-(من المصدر)
جانب من مسيرة التغير المناخي المتجهة من عمان للعقبة-(من المصدر)

فرح عطيات

عمان- اختار ثلاثون شابا وشابة السير على الأقدام مسافة 350 كم، من العاصمة عمان، حتى محافظة العقبة، لمطالبة الحكومة، وقادة العالم بالإسراع في إنقاذ كوكب الأرض، ومستقبلهم، من حالة "الطوارئ المناخية".
وجاءت هذه المسيرة، التي تنفذ في نسختها الخامسة، وتحمل عنوان "استجابة الشباب الأردني للطوارئ المناخية"، بالتزامن مع التحضيرات العالمية لعقد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ "كوب 26"، الذي سيقام في مدينة غلاسكو الاسكتلندية نهاية الشهر الحالي، ومن أجل التسليط الضوء على قضية التغير المناخي وآثارها السلبية في الأردن كذلك.
وللمرة الرابعة على التوالي يشارك علي عفانة، البالغ من العمر 62 عاما في هذه المسيرة، التي تنفذها جمعية الجيل الأخضر، بالتعاون مع منظمتي "أكشن إيد- المنطقة العربية" و"غرين بيس"، بهدف "تسليط الضوء على تأثيرات التغيرات المناخية التي يتعرض لها الأردن، وللمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للحد، والتخفيف من تبعاتها".
وبين عفانة، في تصريحات لـ"الغد" أن "السير على الأقدام، واستخدام الدراجات الهوائية كذلك خلال المسيرة، جاء لغاية دعوة المواطنين لتقليل اعتمادهم على المركبات، بغية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، المسببة للتغير المناخي.
وتمحورت رسالته لـ"الحكومة وقادة العالم، بأننا يجب أن نحافظ على مناخنا نظيفا، ونعمل على خفض ملوثات الهواء، التي تؤثر على صحته، وعلى صحة الأفراد في مجتمعاتنا المحلية".
لكن مشاركة محمد رضا، البالغ من العمر 52 عاما كانت نابعة من اهتماماته البيئية السابقة لبدء تنفيذ المسيرات، وقبيل خمس سنوات تقريبا، التي تكونت لديه من الاطلاع على الأخبار المحلية والعالمية، والتقارير العلمية التي تتحدث عن تغير المناخ، وتأثيراته السلبية على المجتمعات.
وبين رضا أن "تبعات التغيرات المناخية أصبحت ملموسة، فعدد الوفيات في العالم بازدياد نتيجة الكوارث الناجمة عنها، وبسبب الأنشطة البشرية المختلفة التي ساهمت في تدمير البيئة، والتي تعد السبب الرئيسي لظاهرة التغير المناخي".
وبالنسبة لرضا "شكلت المسيرة فرصة له لزيادة معرفته بقضية التغير المناخي، ومن أجل ترك بصمة خضراء له في كل مكان يزوره، بحيث أصبح بمثابة أحد سفراء الحفاظ على البيئة في الأردن".
ووجه رسالة لـ"الأفراد بضرورة عدم رمي النفايات، والحفاظ على البيئة والهواء نظيفا، مع أهمية إقامة حملات توعوية من قبل الحكومة بهذا الشأن، وخاصة في المناطق خارج العاصمة عمان".
إلا أن مشاركة الشاب زيدان غيث، البالغ من العمر 19، في هذه المسيرة جاءت للمرة الأولى، لكونه منخرطا في الكشافة، والتي يقع موضوع التغير المناخي والقضايا البيئة المختلفة ضمن اهتماماتها، بحيث يتم تنفيذ العديد من الأنشطة من قبل المنخرطين فيها.
ولفت إلى أن "نشر الوعي بين أفراد المحافظات حول قضية التغير المناخي، التي سيتم زيارتها خلال المسيرة، تعد واحدة من الأهداف التي يصبو اليها من مشاركته في المسيرة".
وبين أن "هنالك وعيا متزايدا بين الأجيال الشابة حول القضايا البيئية، وعلى رأسها التغير المناخي، لكن ما تزال ثمة حاجة الى التنبيه على حالة الطوارئ المناخية، لدفع القادة باتخاذ الإجراءات لحماية كوكبنا".
والرسالة الرئيسية للمسيرة، بحسب المنسقة اللوجستية لها هيا الدعجة، تتمحور في أن "قضية التغير المناخي أصبح من الإلزام أن تتم مناقشتها في مختلف المحافل الأكاديمية من الجامعات وغيرها، مع تنفيذ أنشطة متنوعة من قبلهم ذات علاقة مباشرة بالتوعية والحد من تأثيراتها السلبية".
ولفتت، إلى أن "العنوان ينعكس على توجه الجمعية التي تسعى للاستجابة للطوارئ المناخية، وبرفقة مجموعة شبابية، من أجل دفع الجهات المعنية لأخذ إجراءات سريعة للتعامل معها، مع قياس تأثيراتها على المجتمع".
ويأتي تنفيذ المسيرة في كل عام، وفي هذا التوقيت تحديدا، على حد قولها "حتى تتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف، وبهدف إيصال رسائلنا إلى قادة العالم، في ظل ما أثبتته جائحة كورنا أن للدول قدرة على تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، من خلال العديد من الإجراءات المختلفة".
وسيواصل هؤلاء الشبان والشابات، المسير على الأقدام لمدة خمسة أيام، ابتداء من عمان، مرورا بمحافظات مادبا والكرك والطفيلة، وانتهاء بمحافظة العقبة، لإقامة العديد من الفعاليات البيئية، التي تهدف الى تخفيض البصمة الكربونية للشخص عبر زراعة الأشجار، واستخدام الدراجات الهوائية، وعقد المحاضرات التوعوية لأبناء المجتمع المحلي كذلك.

اضافة اعلان