ظاهرة المجتمع العنصري

فلسطيني يقف أمام مركبته بعد حرقها على أيدي متطرفين يهود.-(ا ف ب)
فلسطيني يقف أمام مركبته بعد حرقها على أيدي متطرفين يهود.-(ا ف ب)

شيري مكوبر بليكوف
امرأة عربية حامل تعرضت للاعتداء الأسبوع الماضي في محطة القطار الخفيف في القدس، ثلاث شابات يهوديات توقفن الى جانبها، بصقن عليها وضربنها باللكمات وبالركلات. بل ان احدى البلطجيات نجحت في أن تنزع عن رأس المرأة الشابة حجابها. وقد حصل هذا الحدث في ذروة عيد البوريم – المساخر – بعد أن احتست الشابات بعض النبيذ وتسلين مع العربية. فواجب التسلية في المساخر. اضافة اعلان
ما الذي يخيف في هذه القصة؟ الخفة التي لا تطاق لارتكاب الخطيئة. في البداية ادعي بأن العربية اعتدت على البنات؛ ولشدة الحظ، وثقت كاميرا الحراسة الحدث. والصور لا تكذب: رواية العربية تبينت بأنها هي الصحيحة والشرطة بدأت بالتحقيق، ولكن حتى الآن لم يعثر الا على مشبوهة واحدة.
ما المخيف في هذه القصة؟ إنه في دولة اليهود تقع أحداث كهذه باكتظاظ مقلق: فقبل شهر فقط تعرض عربي للضرب بوحشية بسبب انتمائه القومي؛ وقبل ثلاثة أشهر ضرب حتى الموت تقريبا فتى عربي في ذات الملابسات. وفي المساخر تبين أنهم يضربون النساء أيضا. هذه هي مشكلتنا: العنف، العنصرية، الخطر على الآخرين وعلينا.
ما المخيف في هذه القصة؟ ان فتيات متدينات نزعن عن امرأة متدينة غطاء رأسها. هذه هي الإهانة الكبرى للمرأة، والفعلة المثيرة للاشمئزاز. ففي المجتمعات الملتزمة دينيا يحصل أنه عندما تخون المرأة زوجها يكمن لها أهله في الشارع فينزعوا عنها غطاء رأسها ويتركوها مكللة بالعار. فنزع غطاء الرأس عن المرأة المتدينة مثله كمثل تعريتها في الشارع.
ما المخيف في هذه القصة؟ حسب شهود عيان، ضابط أمن شهد الحدث بابتسامة واسعة ولم يكلف نفسه عناء التصرف. حسب شهود عيان، العديد من السكان وقفوا جانبا في محطة القطار، سمعوا صرخات المعتدى عليها ولم يهرعوا لنجدتها. رجل كبير في السن وضع روحه على راحته وحاول مساعدتها. ولن أتفاجأ اذا كان حاخاما، اصوليا أو دينيا يمينيا متطرفا. فالرحمة والرأفة لا تنقسم حسب الأحزاب.
ما المخيف في هذه القصة؟ ان السياسيين يصمتون. رجال الروح يصمتون. الصحفيون يصمتون. الحاخامون يصمتون. جيل ثان للكارثة يصمتون. صمت الخراف هو الأشد مضاضة في الفترة التي يضرب فيها اليهود العرب لأنهم عرب. لم ينهض أي مسؤول ليصرخ: "كفوا! حاسبوا! هذا بربري، هذا عالم ثالث". هكذا كان في الكارثة، وقد سبق ان قال من قال انه كونهم فعلوا لنا الشر لا يضمن أن نفعل نحن الخير.
ما المخيف مع نقطة الضوء في هذه القصة؟ شرطي واحد كتب على الفيسبوك: "خسارة أن الزانية العربية لم تمت". فسارع المفتش العام الى تنحيته. كثرة الاعتداء على العرب على خلفية قومية هي ظاهرة المجتمع العنصري، غير المتسامح والغبي. هذا لا ينتهي هناك؛ من هو قادر على أن يضرب امرأة لا حيلة لها فقط لأنها عربية، سيضرب مع الأيام أيضا المقعدين، السودانيين واليساريين - أو امرأته.