ظلال الحزن.. لماذا نصاب بالاكتئاب؟

2
2

إسراء الردايدة

عمان - يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعا في العالم، ويعاني منه أكثر من 246 مليون شخص من جميع الأعمار حول العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، فيما النساء هن أكثر من يتأثر به مقارنة بالرجال.
إن الاكتئاب يشكل سبباً رئيسياً للعجز في مختلف أنحاء العالم، وهو يسهم بشكل كبير بزيادة العبء العالمي للأمراض، كما أن عددا كبيرا من المصابين به لا يسعون للعلاج.
والعلاج لمصابي الاكتئاب بالأدوية أو بالحديث أو كليهما، ومضادات الاكتئاب، يكون فعالا في علاج 40 % إلى 60 % من المرضى. وقد تم الإبلاغ عن معدلات نجاح مماثلة لعلاج الاكتئاب بالعلاج النفسي، بحسب ما جاء في موقع "سيكولوجي توداي".
ولكن؛ لماذا لا تخفف العلاجات من معاناة المزيد من الناس؟ هل هناك أي طريقة يمكننا بها زيادة معدلات نجاح العلاجات الطبية وغير الطبية للاكتئاب؟

اضافة اعلان

‘‘التوتر‘‘ الشديد.. حينما تفقد قدرة التمييز بين الخطر والأمان

الإجابة هي "نعم"، وثمة تفاوت كبير في أسباب الاكتئاب. وعلى هذا فلا ينبغي لمقدمي العلاج أن يستخدموا علاجاً عاماً للاكتئاب.
وفيما يلي قائمة للأسباب المحتملة للاكتئاب:

  1. اختلال في المواد الكيميائية، إن التوازن بين المواد الكيميائية في الدماغ يشكل أهمية بالغة للحالة المزاجية والسلوكيات الصحية. وبعض الناقلات العصبية التي قد تكون غير متوازنة في الاكتئاب هي السيروتونين، والدوبامين، والنورابينفرين، والأسيتيل كولين، والغلوتامات، وحمض غاما أمينوبيوتيريك Gamma-aminobutyric acid، اختصارًا GABA.
  2. عوامل وراثية، ومن بين أقوى الأدلة التي تشير إلى الإسهام الجيني في الاكتئاب هي زيادة المخاطر التي يتعرض لها أقارب الناس الذين يعانون من الاكتئاب. فأقارب الدرجة الأولى لشخص عانى من الاكتئاب معرضون للإصابة به بنسبة تتراوح بين 1.5 % و3 %.
  3. خلل في الإشارات الكهربائية في الدماغ، هناك نوعان من الإشارات في الدماغ: الكيميائية والكهربائية. ورغم أن البحوث درست بشكل مكثف فرضية اختلال التوازن الكيميائي، فإن التصدي للأمراض العصبية الكهربائية المرتبطة بالاكتئاب ضئيل للغاية. ولكن ما كان معروفاً لقرون من الزمان هو أن العلاج بالصدمة الكهربائية يخفف بشكل مؤقت أعراض الاكتئاب الحاد.
  4. الحالات الطبية، من بين أكثر المضاعفات شيوعا للأمراض المزمنة الاكتئاب. ينصح الاختصاصيون دائما بالتحقق أولا من الحالات الطبية قبل تحديد تشخيص الاضطراب العقلي. وتورد قائمة "WebMD" بانتشار الاكتئاب بين المرضى المصابين بأمراض مزمنة بالنسب الآتية: الجلطة القلبية (40 % إلى 65 %)، ومرض باركنسون (40 %)، وتصلب الأنسجة المتعدد (40 %)، والسرطان
    (25 %)، والسكري (25 %)، والألم المزمن (30 % إلى 54 %).
  5. الأدوية، قد تتسبب بعض الأدوية التي يتم تناولها بالوصفة الطبية بالاكتئاب. على سبيل حاصرات بيتا لحالة القلب، الأكيوتان لعلاج حب الشباب وأيضا يزيد من خطر الانتحار، حبوب منع الحمل. وقد تكون الأمراض أو الأدوية الطبية جذرا في حالات الاكتئاب بنسبة تصل إلى 10 % إلى 15 % (اعتماداً على الحالة الطبية أو أقل).
  6. الفيروسات والمناعة الذاتية، مسببات الأمراض التي تعمل بشكل مباشر على الدماغ مرتبطة بأعراض نفسية، وفق دراسة دنماركية نشرت في شبكة جاما عن التغيرات المزاجية الناجمة عن أمراض المناعة والفيروسات والتي فحصت أكثر من 3 ملايين شخص. ووجدت الدراسة أن أي تاريخ علاجي بالمستشفى بسبب العدوى يرتبط يزيادة في خطر الإصابة بالمرض بنسبة 62 % في وقت لاحق بتطور اضطراب مزاجي، ومن يملكون تاريخا سابقا من اضطرابات المناعة الذاتية يزيد من خطر اضطراب مزاجي في المستقبل بنسبة 45 %.
  7. الهرمونات، النساء عرضة للاكتئاب ضعفي الرجال. وهنالك أسباب كثيرة لهذا الاختلاف أهمها هي الاختلافات الهرمونية. وطبقا لمركز السيطرة على الأمراض فإن 11-20 % من النساء يعانين من الاكتئاب بعد الولادة.
  8. تجارب الطفولة المعاكسة، التجارب الضارة التي نمر بها في الطفولة تزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب في وقت لاحق. ففي دراسة نشرت في مجلة علم النفس والطب النفسي للأطفال أن فقدان الوالدين أو أحدهما أثناء الطفولة يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. وفي دراسة أخرى نشرة في مجلة الاضطرابات العاطفية، كشفت عن وجود علاقة متدرجة بين التعرض للمواقف المعاكسة الصعبة في الطفولة ووجود اكتئاب في مرحلة البلوغ.
  9. التغير الموسمي، له علاقة أيضا بالاكتئاب. وهذا النوع من الاكتئاب يعرف بالاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD).
  10. العلاقة بين نقص فيتامين D والاكتئاب، في دراسة تحليلية كمية ورسمية تستند لتجارب إكلينيكية عشوائية نشرة في المجلة البريطانية للطب النفسي، وجدت أن هنالك علاقة بين نقص فيتامين D والاكتئاب. وحذرت دراسة نشرت في موقع "NCBI" أو قاعدة بيانات المكتبة الوطنية الأميركية للطب والمعاهد الوطنية للبحث الصحي من السكر، ووجد أن الرجال الذين استهلكوا 67 غراماً أو أكثر من السكر يومياً كانوا أكثر ميلاً إلى تشخيص حالتهم بالاكتئاب في غضون خمسة أعوام من الرجال الذين أكلوا أربعين غراماً.
  11. العوامل النفسية والاجتماعية، وهنالك مجال واسع النطاق حول تلك العوامل مثل الوحدة، والرضا الوظيفي، الحالة الزوجية، الاكتئاب وغيرها.
  12. عادات النوم، هناك علاقة معقدة بين النوم والاكتئاب، ذلك أن عادات النوم الرديئة قد تؤدي إلى الاكتئاب أو تؤدي إلى تفاقمه، كما أن الاكتئاب يتسبب في اضطرابات النوم.
  13. إدمان الإعلام، وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تسحقنا وتؤثر فينا بشكل كبير، مما يؤدي إلى فقدان الإنتاجية، وتقليل احترام الذات والثقة، والتسبب في تغييرات في المزاج. كما أن بعض الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية قد تؤدي إلى الاكتئاب لدى بعض الأشخاص.
  14. الشخصية، قد تكون بعض أنواع الشخصية أكثر عرضة للاكتئاب، مثل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الطفولة، والشخصيات شديدة الحساسية.
  15. الأقليات، يمر الأفراد الذين يعتبرون من الأقليات بحزمة من الآلام الاجتماعية. وهم يبلغون عن شعورهم بالذنب والحرج والحزن أكثر من شعورهم بمكانة أعلى.
  16. آثار الانسحاب من العقاقير، الانسحاب من بعض العقاقير والتوقف عن استخدامها أو أي تاريخ من استخدام للمخدرات يرتبط أحيانا بالاكتئاب.
  17. التوتر، يزيد الإجهاد المزمن من الكورتيزول ويقلل بشكل غير مباشر من ناقلات الأعصاب العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي قد تسهم في الاكتئاب.
  18. التقدم بالعمر، لا شك أن الاكتئاب ليس جزءاً من الشيخوخة الطبيعية، ولكن الشخص الأكبر سناً أكثر عُرضة للخطر. وهناك العديد من التغيرات البيولوجية والاجتماعية والنفسية التي تحدث مع تزايد التقدم بالعمر. ويعاني بعض الناس مع عملية الشيخوخة وقد يؤدي هذا إلى الاكتئاب.
  19. مكان العيش، تختلف معدلات الاكتئاب باختلاف البلد والمدينة. فالناس الذين يعيشون في المناطق الحضرية يواجهون خطراً أعلى من أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية.
    وبحسب دراسة نشرها موقع "NCBI"، أن المدن تزيد من معدلات التوتر وتعزز الإجهاد الاجتماعي العصبي في البشر ويرتبط هذا بارتفاع معدل الانتحار أيضا.
  20. فقدان المعنى، فالأشخاص الذين يجدون صعوبة في إيجاد المعنى في حياتهم يصابون باكتئاب وجودي، أو أولئك الذين فقدوا الحافز والدافع للعيش أو الهدف.
    ولكي يكون علاج الاكتئاب فعالاً، يجب استكشاف الأسباب بدقة وقد يحتاج ذلك لوضع برنامج علاج لمعالجة الأسباب مباشرة لكل مريض.