عائدات النقل التلفزيوني و"صيغة" موازين القوى

بيروت - عقود في مقابل عشرات ملايين الدولارات في الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة، يسيل لها اللعاب، أرقام تقفز يوميا يفرضها واقع الحال والطلب الكبير على "هذه السلعة" المجزية.اضافة اعلان
فما أن انتهى موسم 2016 من البطولة الثرية حتى سارعت الأندية إلى إغراء نجوم بعقود فلكية، قد تخلط الأوراق بصورة ضبابية وتطيح بتوازن "هذه المؤسسة". لذا، ابدى آدم سيلفر مفوض الدوري على هامش الاجتماع السنوي لمسؤوليه اخيرا حرصه الشديد "على موازين القوى".
وعموما لم يحصل أن بلغت عقود النقل التلفزيوني للدوري الأميركي للمحترفين حدا مرتفعا كما بات رائجا، ما افضى إلى حالة جديدة تؤرق كثر وان كانت مغلفة بثروات مغرية.
وللتذكير، تبدل وجه دوري المحترفين يوم 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2014، اي قبل ثلاثة اسابيع من انطلاق الموسم الذي تسيده فريق غولدن ستيت ووريورز. وقد تحقق ذلك التبديل خارج الميدان في ضوء توقيع ادارة الدوري عقد النقل التلفزيوني مع "إي اس بي ان" و"تورنر سبورتس" في مقابل مبلغ لم يتصوره احد. وحتى تلك الساعة كانت "إي اس بي ان" فرعا من مجموعة "اي بي سي" الناقل الوحيد لمباريات البطولة، بينما كان "تورنر سبورتس" يتولى منذ العام 2007 إدارة الموقع الإلكتروني الرسمي وشبكاته وتطبيقاته. وفي مقابل ذلك، يدفع الطرفان 930 مليون دولار سنويا.
ولقاء بث المباريات باتت إدارة الدوري تحقق عائدا سنويا يقارب الخمسة مليارات دولار، ومن صوره الزاهية نمو المشاهدة للمباريات السبع النهائية هذه الموسم بين كليفلاند كافالييرز وغولدن ستيت إلى 31 مليون مشاهدة.
وبالتالي، الرقم الذي كان دون المليار دولار سيصبح 6ر2 مليار سنويا حتى العام 2025، أي ما يشكل 22 مرة كتلة الرواتب المعتمدة في ثمانيات القرن الماضي وبدء عصر الأسطورة مايكل جوردان.
واذا كانت وكالات الأندية تزداد سنويا باضطراد، فان رئيسة نقابة اللاعبين، وفق رئيستها ميشيل روبرت، حريصة على حصولهم على مردود عادل لقاء ما يبذلونه.
عموما توزع مداخيل الدوري بين مالكي الفرق واللاعبين في ضوء اتفاقية ينظر فيها دوريا. وكان الاضراب شل الدوري أشهرا في العام 2011، ونظمته نقابة اللاعبين في ضوء طرح قضى بخفض حصتهم من المداخيل من 57 إلى 51 في المائة، وعزا المالكون ذلك إلى ارتفاع مداخيل اللاعبين ورواتبهم. غير أن سقف الرواتب الذي ارتفع من 70 إلى 94 مليون دولار يبدو أنه سيتجاوز الحدود ليحلق الى 110 ملايين في مطلع موسم 2017 - 2018، اي بزيادة مقدارها 2200 في المئة مقارنة بمطلع الثمانينات، علما ان ادارة الدوري تسعى إلى كبح جماح هذا التضخم او جعله يتحقق ضمن فترة اطول، خشية ان تفقد السيطرة على السوق.
وفي مقابل رفض اللاعبين هذا الطرح واصرار نجوم الدوري على الاستفادة من الطفرة الجديدة، يؤكد مالكو الأندية انهم لا يستطيعون تسييل مبالغ طائلة فورا.
العام 2014، عاد ليبرون جيمس الى كليفلاند في مقابل 47 مليون دولار لمدة موسمين. ومدد موسما واحدا في مقابل 5ر27 مليون دولار، ويفاوض لان يرتبط بعقد طويل الامد في مقابل نحو 230 مليونا.
اما غولدن ستيت ووريورز الوصيف والذي شمر عن ساعديه باكرا وبدأ تعزيز صفوفه لاستعادة اللقب، فقد اغرى كيفن دورانت (افضل لاعب في موسم 2013 - 2014) بمغادرة اوكلاهوما سيتي ثاندر والالتحاق بكتيبة المدرب ستيف كير في مقابل 54 مليون دولار لموسمين، حيث سيزامل ستيفن كوري "بركان الحمم المثيرة"، والمتوقع ان يتضاعف راتبه (37ر11 مليون دولار سنويا) ثلاث مرات على الاقل عند توقيعه عقدا جديدا، قياسا الى انجازاته و"استعراضاته" المثيرة.
إنها "ثورة رواتب جديدة" سيصبح بموجبها تقاضي كوبي براينت، الذي اعتزل اخيرا، مبلغ 4ر136 مليون دولار لقاء توقيعه مع لوس انجليس ليكرز عقدا مدته 7 سنوات العام 2004، متواضعا جداً. طالما أن عقد انتوني ديفيس مع نيو اورليانز الموقع اخيرا (5 سنوات) يبلغ 145 مليونا.
لكن الخشية الكبرى التي عبر عنها المفوض سيلفر تكمن من ان تؤدي الأمور إلى هوة بين الأندية، "نظرا لوجود فريقين كبيرين حاليا، ويجب العمل على ارساء مقايضة، ولو كانت جماعية، تسمح بانتقال النجوم الى سائر الاندية، حتى من خلال سن قوانين وتشريعات تفضي الى صيغة مناسبة". -(أ ف ب)