عائلات تفكر بالآخرين وتوزع الطعام على المحتاجين

التبرع بالطعام الزائد قد يسعد رجلا مسنا او طفلا جائعا - (ارشيفية)
التبرع بالطعام الزائد قد يسعد رجلا مسنا او طفلا جائعا - (ارشيفية)

ديما محبوبة

عمان – في الوقت الذي تقوم العديد من العائلات برمي الطعام الزائد عن الحاجة في سلة المهملات، هنالك آخرون يفكرون بغيرهم حينما تزيد الكميات، ويقدمونها بوجبات مرتبة لجمعيات خيرية أو أسر محتاجة.
وهالة محمد لا تتخيل نفسها ترمي الطعام الزائد في الحاويات، لأنها تعلمت من عائلتها كيفية المحافظة على ما تبقى من الطعام، وتقديمه لمن يحتاجه، فقد كبرت وهي تسمع والدتها تقول “علينا دائما أن نحافظ على نعمة الله”.
واليوم تعلم هالة عائلتها الصغيرة ما تعلمته قديما في الحفاظ على الطعام وحتى على الفتات، فهي تتعامل مع جمعيات خيرية توصل لهم الطعام الزائد، خصوصا وقت العزائم الكبيرة، واحيانا توصله بنفسها إلى بيوت المحتاجين. وإن لم تستطع فإنها تستثمر ما تبقى من الطعام لعمل طبخات أخرى، لكنها لا تلجأ ابدا إلى التخلص منه.
أم فهد والتي تعمل في إحدى المدارس الخاصة تعمل جاهدة في الحفاظ على كميات الطعام، فهي تتعامل مع أسر محتاجة يقطنون بجانب منزل عائلتها، توصل لهم وجبات من المأكولات التي تطبخها، وتشعر أنها استطاعت أن تسعدهم وتشعرهم أنها جزء منهم وتفكر بهم باستمرار.
وتعلمت أروى سعيد عادة الحفاظ على الطعام من زوجها وعائلته، فهو يطلب منها احيانا أن تزيد بكميات الطعام، لكي يقوم بتوزيعه على اسرة محتاجة، قريبة من مكان سكنهم، واحيانا لاعطائه لحارس العمارة، او لأي شخص محتاج.
وتؤكد أنهما حريصان على هذا الامر، ولا يلجآن إلى التخلص من الطعام الزائد في حاويات القمامة، بل ايصالها للمكان الصحيح، والتفكير دائما بالغير برأيها، يطرح البركة عليها وعلى عائلتها، فأحيانا وجبة صغيرة كفيلة بإسعاد رجل مسن أو طفل صغير.
وتقوم هي وزوجها أحيانا بترتيب وجبة لإعطائها لعامل الوطن في الحي الذي يقطنوا، فهو يكد ويعمل من الصباح الباكر، ويحتاج لمن يشعر به، أو رجل كبير يجر عربة للخردة أو عربة النفايات تعتقد أن مكافأته على هذا العمل قد يكون بوجبة لذيذة ومفيدة، مع ابتسامة وشكر كبير أنه قبلها منها ومن زوجها.
وينزعج مهند حسن كثيرا ممن يقومون برمي الطعام خصوصا بعد العزائم الكبيرة ، مبينا أن هنالك من هم بحاجة إلى وجبة تسد جوعهم. ولفت إلى أنه علم أبناءه من الصغر المحافظة على النعمة وعدم التخلص منها عبر رميها، وهو ينسق باستمرار مع جمعيات خيرية يوصل لها الطعام الزائد سواء لعائلته أو لاقاربه واصدقائه الذين ينسقون معه باستمرار وقت الولائم الكبيرة.
ويبين اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع أن السلوك الاستهلاكي للمجتمع يختلف بناء على الوضع الاقتصادي للأسرة، فبعض من ينتمون للطبقات المتوسطة والفقيرة يكونون حريصين على النعمة التي بين ايديهم، وبالتعامل معها للحفاظ عليها.
ويؤكد جريبيع أن الحفاظ على النعمة والطعام هو سلوك تربوي أسري وثقافة عائلية، فمن يتعامل بهذه السلوك أمام عائلته، هو نفسه يربي أبناءه عليه بطريقة غير مباشرة.
ويتفق التربوي الدكتور محمد أبو السعود مع الدكتور جريبيع، ويرى أن الحفاظ على النعمة واجب على الأسر، ويمكن لربة الأسرة أن تعلم أولادها الصغار بأن من يحافظ على النعمة يحفظه الله من كل مكروه، ويمكن أن يساعد الكثير من الفقراء والمحتاجين.
ويرى أن هناك طرقا عملية يمكن للأم والأب أن يعلما أطفالهما اياها، أولها أن يكون الطعام المطهو هو طعام يرغبه الجميع، فلا تقوم الأم بالاستسهال وطهو طعام لا يأكله أحد من أفراد الأسرة.
وعلى الأم أن تكون أكثر حكمة في تقدير كميات الطعام المطهو للعائلة، فإن أرادته ليومين عليها أن تقدر ذلك، أو ليوم واحد، وعليها أن تفكر بشكل المائدة قبل تحضيرها، وهل هي كمية كبيرة او مناسبة لعائلتها واستهلاكهم من الطعام.
وفي حال زاد الطعام على الأسر أن تفكر بمن يحتاج هذا الطعام، بأن تقوم بتنسيقه بشكل جيد والتبرع به لأحد المحتاجين.

اضافة اعلان

[email protected]