عاصم صبح: أحرص على أداء الشخصية بأسلوب مرن مغلف بالتشويق

جانب من أدوار الفنان عاصم صبح- (من المصدر)
جانب من أدوار الفنان عاصم صبح- (من المصدر)

أحمد الشوابكة

عمان- يبدي الفنان والمخرج الأردني عاصم صبح، خشيته من استمرار تراجع الأعمال الفنية على المستوى العربي، بحسبه، لم تفرض الأعمال الدرامية الأردنية نفسها على شاشات التلفزة، رغم أن الدراما استردت جزئية من عافيتها، لكن ذلك لا يخولها الدخول في الأجواء التنافسية بين الأعمال الفنية الدرامية العربية.اضافة اعلان
وبرر ذلك إلى عدم رفع سوية الأعمال الفنية برمتها، وخاصة الدراما، فيما يتعلق بالنصوص ووضع ميزانية إنتاجية تتلاءم مع قيمة العمل الدرامي المزمع إنتاجه، مع الاستعانة بالمخرجين أصحاب الخبرة، ليتولوا العملية الإخراجية مع إعطائه الصلاحيات الكاملة بإدارة واختيار الطاقم التمثيلي والفني.
ورغم المحاولات لإنقاذ الحالة الدرامية الأردنية وإعادة ألقها، يجب إيجاد حالة تنافسية بين شركات الإنتاج الفني تساعد على سوية عالية المسلسلات لتليق بمستوى المشاهد العربي، وفق ما أكده، مشيرا إلى أن أزمة شركات الإنتاج الفني غير ناجمة عن تداعيات الأزمة المالية العالمية، بل ناتجة عن ندرة شديدة في النصوص الدرامية الجيدة، التي تنطبق عليها المعايير الفنية التي يطالب بها المشاهدون، خصوصاً في شهر رمضان الذي يشهد أكبر منافسة في استقطاب المسلسلات الجيدة، بين مختلف الفضائيات العربية.
لا يهم أن تكون هناك كثرة في إنتاجات الأعمال الدرامية، بقدر ما تكون هناك إنتاجات نوعية تفرص نفسها على الخريطة الفنية العربية، وعرضها للمشاهد العربي في الموسم الرمضاني، وفق ما قال لـ"الغد": "كل التجارب الإنتاجية أضحت أكثر نضوجاً، لكن لا نريد أن تقبع الدراما الأردنية تحت وطأة التكهنات التي لا تغني ولا تسمن من جوع".
وفي السياق، يشير صبح إلى أهمية ارتهان الدراما الأردنية بالصبغة البدوية التي أضحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدراما الأردنية، لكنه انتقد بعض الأعمال التي تحاول فقد الإرث البدوي المتمثل بالعادات والتقاليد والقيم الإنسانية ونقل صورة غير واقعية عن هذا المجتمع، مشيراً إلى أهمية معالجة اختلالات تعتري الدراما البدوية حتى تقدم بصورة مؤهلة، ليس للدراما البدوية بل لكل الأعمال الفنية.
وأكد صبح، وهو عضو في الهيئة لنقابة الفنانين الأردنيين، أنه لا يريد تحييد دراما البيئة الأردنية والتاريخية عن الساحتين الفنيتين المحلية والعربية في إطار سعي صناع الأعمال الفنية إلى تحييدها ولو ظاهرياً عن بؤرة الاستقطاب، وهو غرض تسويقي تجاري ليس أكثر، لافتاً بذلك إلى الاهتمام الأكثر بالأعمال الدرامية البدوية.
ولمح صاحب المسيرة الفنية الطويلة إلى أهمية أن يكون لدى الممثل قدرة على أداء أدوار بلهجات مختلفة، لأنها ميزة وموهبة يجب استغلالها لأنها تعبر عن ذكائه وقدرته، لكنه في الوقت نفسه يفضل أن يبدع الممثل في وطنه، ويتقن اللهجات وخاصة البدوية التي هي الأصل والأساس، لأن هذا النوع من الأعمال الدرامية يمتاز به الأردن، ولا يمنع أن يؤدي الممثل لهجات أخرى، إن كانت تخدم العمل الفني الذي يشارك فيه، وكان قادراً على الأداء بتلك اللهجة، لأنه سيكون سفيراً لوطنه في المحافل العالمية.
ويحرص صبح على أداء الشخصيات بأسلوب سلس ومرن في مجمل أعماله الدرامية والمسرحية، وطيلة مسيرته الفنية التي بدأها في الثمانينيات من القرن الفائت، فارضاً بذلك سلوكه الواعي الذي يحافظ دوماً فيه على هدوئه لإظهاره ببراعة إبداعية في تجسيد عمله الفني بحماسة تدفعه لأن يكون متألقاً وتمنحه الرغبة في إثبات الذات على جناح العفوية التي يتمتع بها كسمة تتيح له التصرف بحرية مطلقة في تحرر واضح من قواعد وتقنيات الأداء التقليدي، لذا يبدو أن أداءه مدهش في قدرته الفائقة على كشف الانفعالات، ومشوق في بساطتها حين يلعب الشخصية المراد تجسيدها في العمل الفني سواء الدرامي أو المسرحي، ما يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى متعة بصرية للمشاهد.
ويتأمل صبح، في ختام حديثه، تحريك الإنتاج الفني المحلي للمساهمة في كثرة الإنتاجات الأعمال الفنية الأردنية وإعادة بريقها من جديد لتثري الشاشات الفضية العربية بأعمالها الفنية المتنوعة، مسجلاً تقديره لمجموعة المركز العربي الإعلامية التي عادت للإنتاج الفني ليغزو الشاشات العربية بالدراما والأفلام.
ويذكر أن صبح بدأ مسيرته الفنية الاحترافية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، من المسرح، وخصوصاً مسرح الطفل، الذي قدم من خلاله أعمالا مسرحية عدة، لينتقل بعد ذلك للعمل التلفزيوني، وفي إدارة الإنتاج الفني والإخراج كمساعد مخرج ومخرج منفذ، وشارك في بعض الأعمال الدرامية كممثل منها؛ "رأس غليص" الجزء الثاني والجزء الرابع، "جمر الغضا"، "وعد الغريب"، و"تل السنديان"، إضافة إلى أعمال عدة سواء في الإخراج أو التمثيل.

الفنان والمخرج عاصم صبح- (من المصدر)