"عالم الدمى" مشروع ريادي أردني يحصد جائزة التعددية الثقافية عالميا

عالم الدمى مشروع ريادي أردني يحصد جائزة التعددية الثقافية عالميا
عالم الدمى مشروع ريادي أردني يحصد جائزة التعددية الثقافية عالميا
تغريد السعايدة - أقمشة بوجوه باسمة، وحركات وأصوات تستقطب الأطفال وتقدم لهم النصح والمعلومة المفيدة، من خلال تحويل تلك الأقمشة والألوان إلى "دمى"، ليصنع مجموعة من الشباب الأردني البهجة والفرح في قلوب الأطفال، من خلال مسرح "عالم الدمى". عالم الدمى: هو مشروع شبابي مميز، على المستوى المحلي والعالمي كذلك، حيث حصل الفريق مؤخراً على جائزة التعددية الثقافية للعام 2022 من النمسا، وهي أول شركة أردنية تحصل على هذا التكريم، من خلال حفل مخصص لذلك، من قبل سفير النمسا في عمان، وبحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة وعدد من ممثلي المنظمات المحلية والعالمية. المسؤولة الشريكة في مؤسسة عالم الدمى بان خليل زينب قالت في حديثها عن هذه الفكرة الرائدة التي جابت العشرات من المدارس والمؤسسات والفعاليات التوعوية: "ان شركة عالم الدمى لتنمية قدرات الأطفال هي أول شركة في الأردن تعمل على توعية الأطفال من عمر (4-12) سنة عن طريق مسرحيات دمى شيقة مجازة من وزارة التربية والتعليم الأردنية". وحول ماهية الأفكار والأطروحات التي يقدمونها خلال فعالياتهم قالت زينب: "إن ما تقدمه المسرحيات على يد محركي دمى بشهادات عالمية ومدربين بطريقة احترافيه يعمدون إلى أن تكون تلك الأفكار تستهدف عقول وقلوب الأطفال في الأردن، كما أن جزءا مهما وكبيرا منها موجهة للأطفال اللاجئين وذوي الإعاقة، وتتناول ما يقارب خمسين موضوعاً مختلفاً. وفي سبيل إيصال الأفكار والمعلومات التي يتم طرحها من خلال مسرح الدمى، تبين زينب أن هناك مجموعة من الأطفال المستهدفين ممن هم من فئة "الأطفال الصم"، لذلك كان لزاماً عليهم، ولدعم الأطفال أن يقوموا بترجمة مجموعة من العروض المسرحية بلغة الإشارة، حتى يتمكن الطفل من الحصول على حق المعرفة والترفيه كجميع الأطفال، ولدمج الأطفال الصم في العروض، إضافة إلى تقديم مجموعة منها باللغة الإنجليزية. وتؤكد زينب أن جميع ما يتم تقديمه من عروض مسرحية يجتهد العاملين في "المسرح" على أن يكون هناك دمجا واضحا ما بين "التوعية والمرح بأسلوب شيق يجذب الطفل ويوصل المعلومات له بأسلوب سهل وبسيط"، ما دفع الكثيرين ممن يحضرون تلك العروض إلى الترويج والحديث عن مهارة الشباب في التعامل والتفاعل والتجاوب مع الأطفال. ومن ضمن الآراء التي تم طرحها حول فعالية تضمنت مشكلة الأطفال القديمة الجديدة وهي "التنمر"، حيث تم تقديم الفكرة بشكل مسرحي لافت ومميز وتفاعل كبير من الأطفال، وتمنى الحاضرون لتلك الفعالية تكرار التجربة وتعميمها على جميع المدارس، فـ "الشخصيات مرحة في الحديث مع الأطفال وفي الطرح والعبارات التي تبعث السعادة في قلوبهم والبسمات على وجوههم". وتقول زينب: "إن المواضيع التي يتم طرحها جميعها تطرح قضايا اجتماعية وسلوكية وعاطفية كذلك تتعلق بمشاعر الأطفال وأحاسيسهم، إضافة إلى افكار ثقافية مهمة للأطفال، كما في مواضيع "تقبل الاختلاف والآخر، التنمر، الأصدقاء، الأهل، المدرسة، الأخلاق"، وكل ما يهم الأطفال ونموهم وسلوكهم، كما يتم استخدام دمى متنوعة بأشكال مختلفة تشكل الخلفيات الثقافية للأطفال الحضور. الفئات التي يستهدفها مسرح عالم الدمى هم الأطفال من فئتين مختلفتين، كل حسب الفئة العمرية، حتى يكون هناك توافقا في الطرح والمعلومة والأسلوب، إذ إن هناك مجموعة مسرحيات موجهه للأطفال من سن (4 إلى 8 سنوات)، بينما هناك مواضيع أخرى للأطفال من عمر (9 إلى 12 سنة). ويتدرج الفريق في التفاعل مع الأطفال من خلال العروض المسرحية وذلك في تنويع الفقرات وتوزيعها ما بين فقرات تعليمية وترفيهية متنوعة؛ أولها فقرة الدخول إلى المسرح، الفقرة التفاعلية، فقرة تحريك الدمى، فقرة دولاب العجائب وفقرة الصور التذكارية مع الدمى، حتى يكون هناك نوعا من الترفيه واللعب الذي يقود إلى التعلم وإيصال الفكرة بطريقة فعالة في نفوس الأطفال، من خلال المسرح المتنقل، حيث تم لغاية هذه الفترة تقديم ما يزيد على( 450 ) عرضا توعويا في مختلف محافظات المملكة. ووفق المصادر التي تدون تاريخ مسرح الدمى، فإن هذا الفن يعد من أقدم الفنون الشعبية في العالم، ويعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة، حيث كان يعد من الوسائل التي تساعد على الترفيه والتسلية للمجتمعات، بالموازاة مع فن خيال الظل وكان طريقة لسرد الحكايات والقصص ذات العبرة والمغزى، كما كانت أحياناً وسيلة للتعبير عن الآراء السياسية والمجتمعية، حتى باتت اليوم وسيلة لجذب الأطفال والمهتمين بهذا الفن المسرحي للتسلية والتوعية بطريقة جاذبة. اقرأ أيضاً: اضافة اعلان