عبارات خادشة تثير استياء متابعي الدراما الرمضانية

مشهد من مسلسل "البلطجي" - (أرشيفية)
مشهد من مسلسل "البلطجي" - (أرشيفية)

سوسن مكحل

عمان- أبدى مشاهدون ومتابعون لأعمال درامية عرضت خلال شهر رمضان المبارك استياءهم من تضمن بعضها "عبارات سوقية"، ومشاهد جريئة لا تناسب حرمة الشهر الفضيل. اضافة اعلان
ويرى نقاد أن الشتائم والمفردات السوقية التي ظهرت في أكثر من عمل جاءت وعلى غير العادة بشكل صريح، حيث ذهب الناقد السينمائي المصري أشرف البيومي، إلى أن الفن بالأساس يفترض أن يرتقي بالجمهور العربي، وخاصة فيما يتعلق بالمفردات المستخدمة، واستبدالها وقت الضرورة بالتلميحات، والانتباه إلى وعي المشاهد الذي لا يقبل تلك "الإباحية بالكلمات والمشاهد"، خصوصا مع ازدياد نسبة جمهور التلفزيون مقارنة بالسينما والمسرح.
العشرينية مريم، وهي طالبة صيدلة، عبرت عن صدمتها إثر مشاهدتها مسلسل "الزوجة الرابعة"، الذي حاز على اهتمامها في ثالث حلقة، مشيرة إلى أنها قامت بقلب المحطة لما فيه من جرأة لم تتقبل سماعها.
وتبين أن المسلسل، وهو من بطولة مصطفى شعبان، علا غانم، لقاء الخميسي، وإخراج مجدي الهواري، حصل على انتقادات بسبب المفردات الإباحية، واحتوى أيضا على شتائم بين بطلات العمل.
كما أن بعض اللقطات التي شاهدتها مع أخواتها الأصغر سنا كانت بمثابة الصدمة، إذ لم تستوعب شقيقاتها بعض اللقطات التي تضمنت رقصا إباحيا أمام رجل مسن، ما جعلها تقوم بتغيير المحطة وعدم مشاهدة المسلسل احتراما لحرمة الشهر الفضيل.
مسلسل "البلطجي" المصري من بطولة آسر ياسين، وكندة علوش، وسلوى خطاب، وإخراج خالد الحجر، جاء في مقدمة الأعمال التي احتوى حوارها على السباب والشتائم بشكل صريح في أغلب المشاهد.
ويسلط المسلسل الضوء على الحارة الشعبية والعشوائيات المصرية بمجملها، حيث تم استخدام أغلب الكلمات "السوقية" خلال العمل.
مسلسل "شربات لوز"، ظهرت فيه الفنانة المصرية يسرا بشخصية امرأة شعبية تستخدم مستوى ألفاظ غير مسبوق لأهل حارتها، وتردعهم بالشتائم والسباب بسلوك عنيف. وتضمنت أعمال مثل؛"كيد النسا" و"طرف ثالث" و"مع سبق الإصرار" ألفاظا غير معتادة على التداول الدرامي.
وعلى غير ما هو متوقع في نظر رهام تيسير (30 عاما)، وهي أم لطفلين، لم تخل المسلسلات السورية والتي بالعادة تحب مشاهدتها، من مشاهد ساخنة وألفاظ غير متوقعة سببت لها الصدمة.
ورغم أن طفلي رهام ما يزالان تحت سن الثامنة، إلا أنها تخشى أن يجلسا إلى جانبها أثناء حضورها تلك المسلسلات، مبينة أنها تفضّل مشاهدتها وحدها نظرا لعدم قدرة الأطفال على استيعاب بعض اللقطات.
البيومي يذهب إلى أن الإيحاءات الجنسية فاقت الحد، خصوصا في مسلسل "الزوجة الرابعة"، رائيا أن على الفن أن يحاكي الواقع كما هو بالتحديد، وألا يتم نقل كثير من الأشياء المخالفة للقيم والتقاليد، حيث ينبغي على الفنان أن يختار من بين كثير من المفردات التي تتردد، ما يمكن أن يناسب الذوق العام.
واستذكر البيومي فيلم "الخيط الرفيع" لسيدة الشاشة فاتن حمامة عندما احتدت على محمود ياسين، وشتمت والده، فأثار ذلك كثيرا من الانتقادات وقتها، رغم أن تلك العبارة هي الوحيدة التي يمكن أن تعبر عن حالة الغضب التي تملكتها في ذلك الموقف.
ويشدد البيومي على أن المشاهد الساخنة فما يحدث في المسلسلات "كارثة أخلاقية" لأن التلفاز بنظره وسيلة إعلامية بالغة التأثير على المتلقي، وخاصة في مصر والتي تحتوي على عدد من الجمهور يسهل التأثير عليهم.
"الصغار يفهمون" هذا ما قالته الأربعينية أم سند التي كانت تتابع مسلسلا رمضانيا، بدون أن تدرك أن أبناءها يتابعون تفاصيل المسلسل معها، مشيرة إلى أنها مع مرور الوقت بدأ أطفالها يسألونها عن أحداث المسلسل.
وتذهب أم سند إلى أنها لم تكن تملك الإجابة، إلا أن إلحاح الأبناء مع الوقت جعلها تدرك ضرورة مناقشة مواضيع المسلسلات مع الأبناء ومحاورتهم في تفاصيل الأحداث، منعا من إبقاء الأجوبة مجهولة في عقولهم، والتي قد يترتب عليها الكثير من المشاكل بالمستقبل.
ويرى البيومي أن على الجهات المعنية وكل من له علاقة ببث تلك المسلسلات الأخذ بعين الاعتبار بأن هذه الأعمال الفنية تعرض على شاشة يشاهدها جميع أفراد الأسرة، علاوة على أن الحديث يدور عن شهر رمضان الكريم وحرمته، وللروحانيات التي يفرضها هذا الشهر يُفترض أن تكون أيامه المباركة حافزاً إضافياً للمسلم، كي يصبح أفضل ويرتقي بأخلاق وسلوك يتلاءم مع حرمة هذا الشهر الفضيل.
ويرد انتشار تلك الأعمال لناحية تجارية وهي كسب المال، منوها إلى أن الاستمرار في عرض مثل هذه الأعمال سيؤدي إلى اختلال المعايير فيصبح الخطأ هو الصواب والعكس، إلى جانب أن انتشارها لا يعالج المجتمع بل يؤدي إلى إفساد الذوق العام.

[email protected]