عباس مثل بينيت يركب موجة أكون أو لا يكون

إسرائيل هيوم بقلم: جلال البنا 5/5/2021 انتقاد حاد يتعرض له مؤخرا رئيس راعم النائب منصور عباس. فتصريحاته المختلفة، وأكثر من ذلك الاتصالات العلنية التي يجريها مع رجال اليمين، ولا سيما من محيط نتنياهو، تجتذب نحوه نارا كثيرة من داخل المجتمع العربي. ولكن "المفاجأة" الكبرى كانت الكشف عن لقاء عباس مع الحاخام دروكمان، من قادة الصهيونية الدينية الذي في نظر الكثيرين في المجتمع العربي يعد مستوطنا يعمل على تعميق السيطرة على الشعب الفلسطيني بوسائل القمع والقوة. إن البيان عن تشكيل لجنة برلمانية خاصة لشؤون المجتمع العربي، والتي تبدو وكأن معظم الجمهور العربي يعارضها، والصور المبتسمة لعباس وهو يعانق أناس الليكود مثل ميكي زوهر او ميري ريغف لم تهدىء منتقديه. وفي أجزاء معينة في الرأي العام العربي في إسرائيل بات النائب عباس يعتبر كمن يستخدمه نتنياهو واليمين الإسرائيلي كله. استهدف لقاء عباس – دروكمان على ما يبدو تخفيف حدة معارضة رجال الصهيونية الدينية ولكن واضح أن المبادرة ما كانت لتمر لولا مشاركة ودعم كبار رجالات الدين للحركة الإسلامية الجنوبية في إسرائيل. فهؤلاء يديرون من خلف الكواليس حوارا طويلا وممتدا مع رجال دين يهود بما في ذلك من الصهيونية الدينية، في محاولة لخلق حوار بين الدينين الإسلامي واليهودي. ولكن رغم أن الحوار الجاري هو إيجابي في جوهره، لم ينتقل بعد إلى مستوى الزعامة السياسية. فالنائب عباس يتطلع لأن يعرض نفسه كشريك مدني لكل حكومة تكون مستعدة لأن تحتويه كمواطن عربي في إسرائيل وكإسلامي، ولكن فوق كل ذلك – كبديل عن باقي الزعماء السياسيين العرب في إسرائيل. هذا الطموح لم يلقَ الشرعية بعد – لا في الصهيونية الدينية، ولا في المجتمع العربي – الذي في معظمة يؤيد الانخراط في الائتلاف، ولكن لسبب ما يعارض طريقة سلوك عباس. في الوقت الذي تكتب فيه هذه السطور، يلوح احتمال ألا تقوم حكومة برئاسة نتنياهو بدعم من راعم، وذلك بسبب معارضة الزعامة العليا للصهيونية الدينية. والأمر يمس ليس فقط بالليكود بل وأيضا بالحركة الإسلامية الجنوبية وباحتمالات منصور عباس لأن يقود التغيير الذي ينتظره ويترقبه المجتمع العربي منذ عشرات السنين. إن إحدى نقاط ضعف عباس تنطوي في كونه الممثل الصريح لأيديولوجيا سياسية إسلامية دينية. الأمر الذي يضع في خانة معينة هي في نهاية المطاف محدودة داخل المجتمع العربي الذي هو متنوع أكثر بكثير مما يبدو أحيانا من الخارج. هويته الحركة – الدينية تمنعه من أن يوسع قاعدة تأييده. إذا ما فشل في الخط البراغماتي الذي يقوده في السنوات الأخيرة، فيبقى خارج دوائر التأثير في الائتلاف، من شأن الأمر أن يمس به لدرجة أن يختفي من الخريطة السياسية العربية في إسرائيل ويترك المنطقة للأحزاب العربية الأخرى التي تقود أجندة هي في نظر الجمهور اليهودي في إسرائيل مناهضة لإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين. مثل بينيت، عباس هو الآخر يعلق في معضلة: كي لا يصل إلى انتخابات من شأنه فيها أن يختفي فإنه ملزم بأن يسير نحو حكومة – بخلاف أجزاء من قاعدته.اضافة اعلان