عبدالله السدحان يغيب عن رمضان

الرياض- إذا أردت أن تسرد قصة الدراما السعودية لأحدهم في يوم من الأيام، فلا بد أن تضمّن سردك بثلة من الأسماء التي أثرت فيها منذ انطلاقتها وأسهمت في تطورها إلى عهدها الحاضر، وأحد أهم هؤلاء الذين صنعوا التأثير هو النجم عبدالله السدحان الذي تنوع حضوره مؤلفاً ومنتجاً وممثلاً، وهو أحد السعداء الذين ابتسمت لهم الشاشة في إطلالتهم الأولى.اضافة اعلان
ولا ينسى السدحان ظهوره العربي الأول في المسلسل البدوي "عيون ترقب الزمن"، وهي تجربته الدرامية المهمة التي أرشفها موقع "يوتيوب" وولد فيها بطلاً. وخلال هذا العمل الذي تم تصويره في سورية العام 1983 لعب السدحان دور فدعان في بطولة مع منى واصف وعبدالرحمن آل رشي وجيانا عيد.
ومن المفارقات التي تستحق الإشارة إليها أن اسمه في الظهور على الشاشة سبق الممثلين عباس النوري وخالد سامي وناصر القصبي وبشير الغنيم، والثلاثي الأخير من جيل العصاميين في الدراما السعودية حين نعرف أن بعضهم تخلى عن وظيفته الحكومية بسبب الفن في وقت كان فيه الفنان يعاني من نظرة اجتماعية تزدري الفنون وما قرّب إليها، بل في هذه المرحلة التاريخية المهمة كان السدحان ورفاقه يسافرون على حسابهم الخاص من أجل التعبير عن أنفسهم ومزاولة هوايتهم بدون مقابل، لأنهم يعون أن مرحلة البدايات في حياة أي فنان تحتاج إلى الكثير من التضحيات.
وبعد هذا العمل، واصل السدحان حضوره متجلياً بين الدراما والمسرح. وفي مرحلة النجومية والصعود استطاع أن يوثق علاقته بالجمهور المحلي في سنوات معدودة عبر حمود ومحيميد وأيام لا تنسى وصراع الأجيال وراجعنا بكرة ورفاقة درب. وعبر المسرح كان حضور السدحان عبر عويس التاسع عشر وللسعوديين فقط وثلاثي النكد مع الراحلين عبدالرحمن الخريجي ومحمد العلي.
وبعد أن بانت بوادر الثنائية بينه وبين رفيق دربه ناصر القصبي في أواخر الثمانينيات، انطلق الثنائي العام 1992 عربياً من خلال المسلسل ذائع الصيت "طاش ما طاش" الذي كان عبارة عن أكاديمية سعودية للفنون. وعبر بوابة هذا المسلسل، استهل عدد من الفنانين الذين باتوا نجوما للدراما اليوم مشوارهم الفني، إضافة إلى تقديمه عددا من الكتاب والوجوه الشابة طوال مشواره الذي استمر 18 جزءاً. ومن خلال طاش بدأت كثير من الأعمال في الدراما السعودية تحاول استنساخ التجربة الأهم في تاريخ الدراما السعودية، التي من خلالها ارتفع سقف الطرح الدرامي ووصل عبرها السعوديون درامياً إلى الوطن العربي بقصصهم ومفارقات مجتمعهم اليومية. وبعد أن حقق النجمان كل شيء يطمح له المنتمون إلى الوسط الدرامي، بداية من ثلاثية المال والمجد والشهرة، إلى محبة الناس وتأسيس أرضية صلبة للعمل الدرامي السعودي ينطلق منها إلى أبعد مدى، جاء الانفصال العام 2011 مع رفيق المرحلة الأهم ليواصل السدحان حضوره ونجوميته بدون تلكؤ أو تراجع منفرداً بمشروعه الفني. عاد بعدها السدحان إلى القناة الأولى التي انطلق منها ليكون النجم الأول لشاشة التلفزيون السعودي خلال مجموعة من الأعمال منها هذا حنا ومنا وفينا ومستركاش. وهذا المسلسل الأخير أنتجه السدحان بنفسه وأدى فيه دور البطولة وقد أعطى هذا العمل جائزة للتلفزيون السعودي عن فئة الأعمال الكوميدية في مهرجان الأردن للإعلام العربي.
خذلان وغياب
بعد سلسلة النجاحات عبر شاشة القناة الأولى، قام التلفزيون السعودي بتعميد النجم عبدالله السدحان لتقديم مسلسل رمضاني يحمل اسم "بدون فلتر"، وقبيل المرحلة الأخيرة من إنهاء الإجراءات وقبل توقيع القسم المالي، تم استبدال السدحان بالمخرج والمنتج عبدالخالق الغانم الذي بدوره عرض على السدحان دور بطولة فوافق على العمل معه. إلا أنه أيضاً تراجع فجأة واستبدل عرضه بعرض جديد عبارة عن ظهور السدحان في 4 حلقات فقط ليتخذ بعدها السدحان قراره بالغياب عن الموسم الرمضاني المقبل.
وهذا الغياب يحمل في طياته عددا من التساؤلات، لا سيما وأن السدحان نجم له تاريخه وحضوره وجمهوره وختم موسمه مع التلفزيون بجائزة عربية. ويعتبر المراقبون أن غياب السدحان عن الشاشة وانضمامه إلى الطابور الطويل من الممثلين والمنتجين الذين يعانون البطالة أمر ليس في صالح صناعة الدراما السعودية التي من المفترض في هذه المرحلة التي يعيشها العالم المضطرب أن تضطلع بأدوارها المهمة في إيصال رسالتها وخلق مناخ اجتماعي مهم. -(العربية نت)