عبد الخالق يستعيد المعجم الثالث لياقوت الحموي عبر "معجم القلوب"

2
2

عمان-الغد- صدرت الرحلة الروائية الثانية للأكاديمي والكاتب الأردني غسان عبد الخالق بعنوان "معجم القلوب؛ الكوكب المنسي في رحلة ياقوت الحموي" في 170 صفحة من القطع المتوسط عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمّان.اضافة اعلان
الرحلة الروائية كتبت وفقا لأدب السيرة الذاتية من منظور "ياقوت الحموي" الذي وجّهها إلى صديقه المؤرخ "عز الدين ابن الأثير"، وقد حاول الكاتب من خلالها مقاربة مأساة اختطاف ياقوت وهو في الخامسة من عمره وبيعه في سوق النخاسة ببغداد، وما أعقب ذلك من مفارقات تمثّلت بإقدام التاجر البغدادي "عسكر الحموي" على ابتياعه وتبنيه وتعليمه ثم إرساله للمتاجرة؛ ما جعل منه رحّالة ومثقّفا جوّالا، ثم إعتاقه؛ ما دفع به لاحتراف الوراقة والتطواف في أرجاء الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام والعراق وإيران وخراسان، ثم اضطراره للفرار من "مرو" بعد أن طرقت سمعيه أنباء قرب اجتياح المغول لخوارزم ومعاناته الشديدة طوال الطريق إلى الموصل ثم حلب التي أقام فيها حتى توفي.
وانطلاقا من اعتراف عابر لياقوت الحموي أثناء إقامته في "نيسابور"، ينشئ الكاتب على لسان السارد، قصة حب جارفة جمعته بالجارية "زمرّد"، مازجا بعد ذلك، بين همه كمعتوق عاشق وهمه كرحّالة مثقف وهمه كشاهد عيان على تدهور أحوال الدولة الأيوبية، وما تخلل هذا التدهور من مفاصل تاريخية حاسمة ودلالات حضارية فارقة، فضلا عن استحضار العديد من مشاهد الحياة العامة الشامية والمصرية. وفيما عمل الكاتب على مركزة رحلته الروائية المسرودة وفق تقنية السيرة الذاتية، حول علاقة ياقوت الحموي بزمرّد في نيسابور وبالوزير القفطي في حلب، فإنه لم يدخر وسعا للإفادة من التباس العلاقة بين الأخير والسارد، محاولا العثور على إجابة مقنعة طالما أجهد الباحثون أنفسهم للوصول إليها، من دون أن يغفل عن إبراز وجوه العلاقة المعقّدة، بالتالي، بين المثقف والسّلطة في كل زمان ومكان. كما عمل الكاتب على استحضار لغة ياقوت الحموي ولغة عصره، من دون إغراق أو تصنّع، حرصا منه على سلاسة تلقي القارئ. وراوح بين السرد المتدفق على لسان السارد وتوظيف الوثيقة التاريخية والأدبية المستمدة من "معجم البلدان" و"معجم الأدباء"، لإضفاء مزيد من الواقعية على "معجم القلوب".
ويذكر أن الكاتب الدكتور غسان عبد الخالق الذي يعمل الآن أستاذا للنقد في جامعة فيلادلفيا، وسبق له أن شغل العديد من المناصب المرموقة فيها، فضلا عن ترؤس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين متتاليتين، قد صدر له حتى الآن عشرون كتابا في حقول الفكر والنقد والسرد.