عبير عباس: سوريَّة تحوِّل مطبخها البسيط الى مصنع إنتاجي صغير للألبان

عبير في مطبخها تعرض بعضا من منتجها-(من المصدر)
عبير في مطبخها تعرض بعضا من منتجها-(من المصدر)
عمان-الغد- من مطبخها المجهز بأدوات بسيطة، لا تتعدى مجموعة من الأواني وغاز وثلاجة صغيرة، استطاعت عبير عباس سورية الجنسية تحويل مطبخها البسيط الى مصنع انتاجي صغير تصنع فيه الألبان والأجبان وبعض المنتجات الغذائية الأخرى. ورغم بساطة وبدائية الادوات، ورغم قلة الكميات التي تقوم بتصنيعها، إلا أنها استطاعت أن تخرج بمنتج مميز وبجودة عالية، وأن تخلق ثقة مع زبائنها من الجيران والمعارف الذين باتوا يعتبرونها "علامة " مميزة في الألبان والأجبان المصنوعة من حليب الأغنام. قبل عامين قررت عبير (42 عاما) أن تبدأ بهذا المشروع علّه يساعدها وزوجها في مصروف أبنائهم الستة، بعد أن فشلت جميع محاولاتها لأن تجد عملا مناسبا من حيث الوقت والمكان، خصوصا في ظل التزاماتها الرعائية تجاه عائلتها. وجدت عبير الحل بأن تقوم بالعمل من منزلها، لتبدأ بتصنيع حليب الأغنام، مستفيدة من خبرات عمليّة ورثتها عن والدتها، ومن معلومات علمية تعلمتها من دراستها حيث انها تحمل شهادة توازي "دبلوم العلوم"، خصوصا فيما يتعلق "بالكثافة ودرجة الحرارة والحموضة والكميات المناسبة وغيرها من الأمور التي ساعدت في صناعة منتج مميز بجودة عالية" وفق قولها. وتضيف عبير خلال روايتها لقصتها "حاولت أن أجد عملا في مجال خبرتي فقد كنت معلمة ابتدائي في سوريا، إلا أنني لم أفلح في ذلك، خصوصا أننا نعيش في منطقة شعبية، الطلب فيها على الدروس الخصوصي قليل جدا أو معدوم، كما حاولت أن أعمل مع المنظمات لكن أوقات وأماكن العمل صعبت عليّ ذلك خصوصا أنني مطالبة برعاية أبنائي". عبير كانت من ضمن مجموعة من السيدات صاحبات مشاريع ميكروية ومنزلية، حصلن أخيرا على تدريب نظمته منظمة "كير" CARE، عن تأسيس وادارة وتطوير المشاريع الصغيرة، وقد تلقين في هذه الدورة آليات التسويق والترويج، وأساليب التعامل مع العملاء، وطرائق تجاوز المشكلات التي تواجه المشاريع، وكيفية بناء ثقة مع العملاء. تقول عبير " هذا التدريب أغنى معرفتي بمعلومات قيمة وصقل تجربتي البسيطة للارتقاء بها إلى مستوى أكبر، لقد تعلمت تقبّل الانتقاد على منتجي بطريقة إيجابية، وكيف أحسّن من منتجي وكيف أجد حلولا للمشاكل التي أواجهها، والتي كان آخرها عدم توفر حليب الأغنام في هذا الوقت من السنة لأقوم بتصنيع الزيتون والمخللات والزعتر بدلا من التوقف عن العمل". ويرى المدرّب محمد مرعي الذي قدّم الدورة للسيدات أنّ "عبير شأنها شأن الكثير من السيدات اللاتي من الممكن أن يكنّ علامات تجاريّة عالميّة، وهنّ يحتجن الى دعم متواصل من تمويل، وتدريب وتحفيز وتسويق، على أن يكون هذا الدعم مستمر ودائم". ووفقا لمرعي فإنّ" أكبر تحد يواجهه مثل هؤلاء السيدات هو قلّة الثقة بالنفس، وهو ما تركز عليه الدورات التي تنظمها كير، والتي من شأنها أن ترفع ثقة المستفيدات بأنفسهنّ بما يساعدهنّ في مواجهة العقبات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي يواجهنها في الحياة. ولم تكن هذه المرة هي الأولى التي تتعامل فيها عبير مع منظمة كير، فقد اشتركت قبل أشهر ببرنامج ادخار مصمم من قبل منظمة كير بالتعاون مع جمعية "قدرات" الذي تقوم من خلاله المشتركة بادخار مبلغ أسبوعيا (أقله دينار) ولمدة عام في صندوق ادخاري، ويسمح للمدخرة من خلاله باقتراض مبلغ لا يتجاوز 150 دينارا لغايات تطوير مشروعها لتعيده على 3 أقساط. كما سبق لها أن حصلت من المنظمة على مبلغ "مساعدة مالية"، قبل حوالي 6 سنوات، فيما أنّ لها ابنة كانت قد انقطعت عن الدراسة لمدة عامين وعادت، وكانت "كير" تقدّم لها دعما شهريا بمبلغ 70 دينارا، وتشير عبير الى أنّ "هذا المبلغ الذي توقف قبل أشهر كان يدعم أبناءها جميعا ويضمن استمرارهم في التعلم". وكانت "كير" قد أطلقت مؤخرا مشروعا يستهدف الفئات الضعيفة من اللاجئين والمجتمعات المحلية، وهو مشروع بعنوان "طريقة جديدة للاجئين السوريين: حلول مستدامة لسبل العيش"، وهو مشروع يهدف إلى تعزيز الوصول إلى فرص كسب الدخل للاجئين السوريين وأفراد المجتمع المضيف، لا سيما النساء والشباب، وتعزيز الاعتماد على الذات في إقامة حياة كريمة وعالية الجودة في الأردن من خلال نهج ثلاثي المستويات، يشمل توفير حقوق أفراد المجتمع وتصاريح العمل والتوظيف؛ وتحسين الوصول إلى التدريب والتوظيف من خلال أنشطة التدريب والأدوات والمنح التجارية وتطوير الروابط بين أفراد المجتمع وأصحاب العمل المحتملين؛ إضافة الى توسيع المساحة الاقتصادية والقانونية للاجئين السوريين والأردنيين المستضعفين من خلال الحملات الإعلامية المناصرة.اضافة اعلان