عجلونيون: مسار راسون مهدد بالفشل بعد نقل عدد من مشاريعه السياحية إلى أماكن أخرى

سائح يمارس هواية السير على الحبال ضمن مسار راسون-(الغد)
سائح يمارس هواية السير على الحبال ضمن مسار راسون-(الغد)

عامر خطاطبة

عجلون- رغم أن مسار راسون السياحي لم يمض على استحداثه اكثر من سبعة اعوام، الا ان استثماراته السياحية بدأت تعاني من شح السياح، بعد نقل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لاستثماراتها منه، ما يهدد بفشل المسار الذي عقد عليه العجلونيون الآمال بتنشيط السياحة في محافظتهم.
واعتبر أصحاب مشاريع سياحية تقع ضمن المسار أن نقل جمعية حماية الطبيعة مشاريع تتبع لها وكانت موزعة في عدد من القرى ضمن المسار أضرت باستثماراتهم السياحية التي أنشئت بالتزامن مع تلك المشاريع لترويجها، وتهدد ديمومتها.
وقال هؤلاء إن نقل مشاريع بيت الصابون وبيت البسكويت وبيت الخط العربي التابعة للجمعية لمواقع بعيدة عن المسار سيقلل من عدد الزوار لمشاريعهم.
وأكد زهير الشرع صاحب مخيم راسون السياحي الواقع ضمن المسار إن نقل الجمعية لمصنع الصابون وبيت البسكويت إلى داخل محمية غابات عجلون أضر بكثير من المشاريع السياحية كمخيمة واصحاب النزل والمطاعم، لافتا إلى أن السائح، خصوصا الأجنبي كان يمر بتلك المشاريع ضمن برنامج زيارة محدد يضمن مروره بمشاريع تعود للسكان.
ويضيف أن الجمعية بهذا الإجراء استغنت عن 3 حراس في تلك المشاريع، مؤكدا أن مشروعه أوجد قيمة اقتصادية مضافة لمنطقته بحيث وفر زهاء 20 فرصة عمل ونشط من حركة التسوق وأوجد عملا دائما لأصحاب الصهاريج لتزويد المخيم بالمياه.
وأكد محمد أبو عصام صاحب متحف طبيعي أن عدد الزوار لمتحفه انخفض بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية التي أعقبت نقل تلك المشاريع من مواقعها السابقة التي أقيمت بها منذ ما يزيد على 10 سنوات، مطالبا إدارة المحمية بترويج جميع المشاريع المقامة ضمن المسار.
فيما أعرب جمال جروان صاحب مطعم سياحي أنشئ بتمويل من وكالة الاميركية USAD ضمن المسار السياحي وسط بلدة راسون عن تخوفه بأن يتأثر مطعمه سلبا بعد نقل مشاريع الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة من مناطق قريبة لمطعمه، مؤكدا أنها كانت تجذب الزبائن له من السياح المحليين والعرب والأجانب، إضافة إلى العاملين بتلك المصانع.
يأتي ذلك في وقت أبدى مدير سياحة عجلون هاني شويات قلقه من تأثر تلك المشاريع على المدى المتوسط بقرار نقلها إلى الأكاديمية البيئية في محمية عجلون، مؤكدا أن المديرية ستعمل على إدامة مسار راسون السياحي وضمان إستفادة أصحاب المشاريع لإدامتها.
من جهته أكد مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي أن نقل تلك المشاريع من مواقعها السابقة جاء بسبب اكتمال بناء الأكاديمية البيئية في المحمية والمؤلفة من 3 أدوار، مشيرا إلى أن الجمعية لا يمكنها دفع مبالغ تصل إلى آلاف الدنانير سنويا بدل استئجار لتلك المشاريع في الوقت الذي تتوفر لديها الأماكن المناسبة، كما أن الجمعية ما تزال تتعاون مع أصحاب تلك المشاريع وترسل إليهم الأفواج السياحية.
وأضاف أن الجمعية أبقت على جميع العاملات والعاملين في تلك المصانع، بل على العكس، أمنت لهم وسائل النقل و زادت من طاقتهم الأنتاجية وبالتالي من رواتبهم، لافتا إلى أن بيت الخط العربي تم نقله إلى محمية الأزرق لعدم تحقيقه
أي نجاح في المنطقة.
وكان عشرات الشبان في بلدتي راسون وعرجان بمحافظة عجلون احتجوا قبل زهاء 3 أشهر، عندما اعتزمت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة نقل مصنع الصابون الواقع بين البلدتين إلى مبنى الأكاديمية الجديدة بالقرب من مركز محمية غابت عجلون.
واعتبروا حينها أن هذه الخطوة لا تصب في صالح تسويق المنطقة سياحيا، إضافة إلى أن نقل المصنع سيضر بالمجتمع المحلي و المستفيدين من خدماته خصوصا.
وأشار مدير عام الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة يحيى خالد في تصريحات صحفية حينها أن الجمعية تعتزم نقل جزء من مصنع الصابون في بلدة عرجان بمحافظة عجلون إلى الأكاديمية البيئية في محمية غابات عجلون، بهدف زيادة التسويق.
وأكد أن نقل جزء من مصنع الصابون لمبنى الأكاديمية الجديدة الموجودة بقرية أم الينابيع بالقرب من محمية غابات عجلون والتابعة للجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة جاء لصالح المصنع وتسويق منتجاته، مؤكداً أنه من المتوقع أن يزور الأكاديمية سنوياً حوالي 20 ألف زائر وهذا سيسهم بالتأكيد بزيادة تسويق منتجات مصنع الصابون.
وأضاف، أنه تم توفير مكان مناسب لبيع منتجات مصنع الصابون، إضافة إلى توفير مشغل كبير لإنتاج الصابون في الأكاديمية، لافتاً إلى أن جزءا كبيرا من مصنع الصابون سوف يبقى ببلدة راسون للحفاظ على الطبيعة السياحية للمنطقة ومسار راسون السياحي.
وأشار إلى أن العاملات في مصنع الصابون بموقعه الحالي لن يتحملن أي أعباء إضافية بسبب نقل جزء من المصنع إلى مبنى الأكاديمية، مؤكداً أنه سيتم تأمين العاملات بالتنقلات اللازمة من وإلى المصنع.
وأكد أن الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة لن تتراجع عن دعم ومساندة كل ما من شأنه المساهمة في تنمية المجتمع المحلي في محافظة عجلون، وإيجاد فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة وكذلك تسويق المنطقة سياحياً وتسويق منتجات أبناء المنطقة وتزويدهم بالخبرات اللازمة لإدارة مشاريعهم.
يذكر أن مديرية سياحة محافظة عجلون كانت أنشأت 3 مسارات سياحية في المحافظة، حيث أكدت حينها أن هذه المسارات الجديدة جاءت بالتعاون مع وزارة السياحة بسبب تنوع المناطق السياحية في المحافظة ولإطالة مدة إقامة الزائر بالمحافظة.
وبينت أن المسار الأول هو مسار راسون السياحي ويبدأ من قلعة عجلون الأثرية انطلاقا إلى اشتفينا مرورا بمحمية عجلون وبيوت البسكويت والصابون والخط وانتهاء بمتحف راسون الشعبي وحديقة الزيتون الرومي.
 وأشارت إلى أن المسار الثاني هو مسار وادي الطواحين انطلاقا من قلعة عجلون الأثرية إلى وادي الطواحين للتعرف على الطواحين والخرب الأثرية والمواقع الطبيعية، ووادي كفرنجة ثم إلى موقع مار الياس الأثري ومسجد لستب ومخيم راسون السياحي، فيما أطلقت على المسار الثالث مسار قلعة عجلون ويبدأ من القلعة إلى الوسط التراثي لمدينة عجلون (مسجد عجلون والمنطقة المحيطة ومقام سيدي بدر ومقام البعاج والكركون)  ومن هناك إلى كنيسة سيدة الجبل وشلالات راجب وسد وادي كفرنجة ثم إلى عجلون عبر طريق وادي الطواحين.

اضافة اعلان

[email protected]