عجلونيون يسابقون الوقت لاستثمار الربيع قبل حلول رمضان

مواطن في مزرعته بعجلون - (الغد)
مواطن في مزرعته بعجلون - (الغد)

عامر خطاطبة

عجلون - لم تتح الأمطار وموجات البرد المتلاحقة الوقت الكافي للعديد من الأسر العجلونية التي اعتادت الاستفادة من موسم الربيع بـ"التبقل" لنباتات وأعشاب برية تصلح للطعام وبيع الفائض منها.اضافة اعلان
ولن تجد تلك الأسر وقتا كافيا من الأجواء الدافئة المتوقعة خلال الأيام القلية القادمة، والتي تسبق حلول شهر رمضان الفضيل لاستغلالها بالتنزه والتبقل، إذ يصعب عليهم التنزه والتجول خلال الصيام، ما يمنعهم من استثمار موسم الربيع الحالي كما هو معتاد.
ويقول عديد من الأشخاص إنهم يقومون بالتبقل هذا الموسم الذي يفيض بخيرات الأرض للإنفاق على أسرهم دون الإضرار بأمهات النباتات البرية كي تبقى مصدر رزق لهم ولغيرهم في المواسم القادمة، مشيرين إلى أن ما يتم تبقله يلقى إقبالا كبيرا من قبل المواطنين والباحثين عن هذا النوع من النباتات.
ويقول علي القضاة إن الأجواء الدافئة المتوقعة الايام القادمة، وعقب تجاوز الأمطار التراكمية معدلاتها السنوية في جميع مناطق المحافظة، ستساهم في نمو النباتات البرية والأعشاب التي تلقى إقبالا واهتماما من قبل المواطنين للتبقل من خيرات الطبيعة حيث تعتبر من مصادر الغذاء الرئيسة والصحية، وهواية محببة في مثل هذا الوقت حيث ينتظر الناس موسم التبقل بفارغ الصبر، خاصة المواطنين الذين يجوبون الاسواق بحثا عن النباتات البرية لغايات التخزين نظرا لفائدتها الصحية وقيمتها الغذائية الكبيرة أو تناولها كطعام، كالخبيزة واللوف والعكوب.
وزاد أنه يتوقع أن تشهد الأيام المتبقية من الأسبوع الحالي حركة تنزه وتبقل نشطة، وذلك قبيل حلول شهر رمضان الفضيل مطلع الشهر القادم، إذ يتراجع خلاله موسم التنزه، وكذلك يتعذر معه قيام الأسر بالتجول والبحث عن الأعشاب البرية.
ويقول محمد الخطاطبة أبو إياس إنه بدأ يستغل هذه الأيام للتجول في الطبيعة والبحث عن نباتات برية اعتاد تناولها على مائدته في مثل هذه الأوقات من السنة كالعكوب والشعيط والخبيزة، لافتا إلى أن النباتات البرية التي تجود بها الطبيعة تشكل مصدر غذاء مجاني وفرصة للكسب دون رأس مال لكثير من الأسر في المحافظة.
ويمتهن العشرات من الأسر العجلونية في موسم الربيع "التبقل" نظرا لمردودها الاقتصادي الجيد، حيث تغتنم مواسم نمو الأعشاب البرية الصالحة للطعام نظرا للقيمة الغذائية لهذه النباتات فهناك من يقوم بتخزين هذه النباتات خاصة العكوب واللوف والعلت والجعدة الى جانب نباتات الحميض والخبيزة والفطر والسلق ورجل الحمامة.
ويقول خالد القضاة إن الزائر لمدينة عجلون عادة ما يشاهد في مثل هذا الوقت من السنة على مدخل شارع الحسبة سيدات يعرضن من خيرات الطبيعة من الخبيزة والعلت والجرجير البلدي والحميض واللوف والعكوب الذي ينفذ بسرعة لكثرة الطلب عليه، سيما من الزوار والمتنزهين القادمين من مناطق أخرى.
وزاد أن الثلوج والامطار التي هطلت على المحافظة، ساهمت بانعاش موسم التبقل الذي يعتبر مصدر رزق للعديد من المواطنين بحثا عن خيرات الارض لقضاء احتياجات أسرهم وبعض الأعباء المتزايدة عليهم، إذ أن ما يتم تبقله يستغل كطعام للأسر، فيما يتم تسويق الفائض لسد حاجة الأسر الأخرى.
وقال صقر عريقات إنه امتهن تبقل وبيع اللوف الذي يكثر في مناطق مجاورة للمحافظة وهو نبات معروف لدى الجميع بقيمته الغذائية، لافتا الى انه يقوم ببيعه في عجلون حيث يشهد اقبالا كبيرا على شرائه من قبل المواطنين بقيمة دينارين ونصف دينار للكيلو الواحد وأحيانا أكثر، مشيرا إلى أن موسم التبقل يعتبر من افضل المواسم حيث خيرات الطبيعة وهناك إقبال من المواطنين لشرائها نظرا للقيمة الغذائية التي تتمتع بها.
وقال الناشط البيئي المهندس خالد عنانزة إن كثرة وتعاقب المنخفضات التي شهدتها المحافظة العام الحالي ساهمت في انعاش المحاصيل الحقلية والنباتات البرية والتي كان لها أثر إيجابي على نموها، ما يوفر ذلك فوائد للرعي وإنعاش موسم التبقل في المحافظة الذي يعتبر مصدر رزق لكثير من العائلات.
وزاد ان موسم الربيع يعد فرصة للسكان للاستفادة مما تجود به الطبيعة من خيرات، داعيا إلى ضرورة التعامل الأمثل مع النباتات البرية وسلالاتها حيث يفضل عدم اقتلاع جذور تلك النباتات للمحافظة عليها حيث انها تعتبر من النباتات المتجددة، لافتا الى ان المحافظة يتوفر فيها اكثر من 200 نوع من الأعشاب والنباتات والأزهار البرية التي تستخدم في العلاجات وتشكل مصدرا اقتصاديا للعديد من الأسر.