عجلون: إجراءات "كورونا" تحد من الزوار

متنزهون في غابات عجلون - (أرشيفية)
متنزهون في غابات عجلون - (أرشيفية)
عامر خطاطبة عجلون – في الوقت الذي تسببت فيه ظروف التعامل مع فيروس كورونا، من حظر شامل ومنع التجمعات الكبيرة، بتراجع اعداد الزوار للمرافق والمشاريع السياحية وتراجع مداخيلها، إلا أن متابعين ومختصين رأوا فيها تأثيرا بيئيا ايجابيا ساهم بتراجع مخلفات التنزه" الصلبة" بين الغابات وفي المواقع السياحية والأثرية إلى حدود كبيرة تقدر بزهاء 80 %. ويقول الناشط البيئي الزميل علي القضاة، إن سكان المحافظة بدأوا يلمسون تراجعا واضحا في حجم المخلفات الصلبة التي كانت تنتشر بين الغابات وفي مواقع التنزه، والتي كانت تتسبب بأضرار بيئية للمزارع، وتشوه المواقع الطبيعية الجميلة وسط الغابات، بحيث كانت تضطر جهات تطوعية عديدة لعمل حملات نظافة تطوعية تسفر عن جمع أطنان من تلك المخلفات في كل عام. وبين ان مخلفات المتنزهين التي باتت تتتراكم في غابات المحافظة، لاسيما خلال الربيع الحالي اقل بكثير من السنوات الماضية، نظرا للتراجع الكبير في أعداد المتنزهين، ما يستدعي تكثيف حملات النظافة مبكرا، وتشديد الرقابة من الجهات البيئية، وفرض غرامات مالية على المخالفين لضمان عدم عودة تراكمها. ويرى عبدالله بني نصر، أن نقص الحدائق والمتنزهات العامة في محافظة عجلون يتسبب بتفاقم مشكلة السياحة والتنزه العشوائي الذي يتسبب بانتشار النفايات، لاسيما وأن مساحات الغابات شاسعة وتشكل الثلث من مساحة المحافظة البالغة 419 كيلومترا مربعا. وزاد ان التنزه العشوائي يتسبب بأضرار بيئية عدة لتلك المساحات الخضراء، مؤكدا أن محدودية المنشآت السياحية، والمتنزهات العامة تضطر السياح والمتنزهين إلى الانتشار في أغلب الغابات والأراضي المملوكة للسكان، وبالتالي التسبب بالحرائق والتلوث جراء ترك المخلفات، ما يستدعي زيادة أعداد الحدائق والمتنزهات العامة في جميع مواقع التنزه، وتزويدها بالمرافق الضرورية. ويرى خالد القضاة، ضرورة اغتنام تراجع اعداد المتنزهين في المحافظة بسبب ظروف التعامل مع جائحة كورونا، وذلك بتنظيم العديد من المبادرات البيئية من الجهات الرسمية والتطوعية وعمل حملات نظافة لجميع المواقع في المحافظة لإزالة المخلفات المتراكمة فيها منذ مواسم سابقة، لافتا إلى أن مناطق عديدة في المحافظة كانت تشهد إقبالا وتواجدا كبيرين من السياح والمتنزهين في سنوات سابقة، ما يتسبب بتلوث مواقع بعيدة عن خدمات البلديات بمخلفات التنزه. وزاد أنه ينبغي مستقبلا إيجاد الطرق الكفيلة بالحد من السياحة العشوائية التي تطال مختلف مناطق المحافظة، وتشمل الأراضي الحرجية والأراضي والمزارع الخاصة، ما يتطلب من الجهات المعنية من بلديات وسياحة توفير المتنزهات والحدائق في أرجاء المحافظة وتزويدها بالمرافق الضرورية. ولفت الناشط سمير الصمادي، إلى أهمية الجهود المجتمعية بتنظيم البرامج والفعاليات الهادفة التي تعزز الوعي البيئي تجاه المواقع السياحية والأثرية وأهمية المحافظة عليها؛ كتوزيع نشرات بيئية على زوار المحافظة والمتنزهين لتحث على أهمية الحفاظ على نظافة المواقع، لافتا إلى ضرورة تنفيذ أعمال تطوعية كلما أتيح المجال لحماية الغابات من أي عوامل تلوث، داعيا إلى تكثيف الرقابة من البلديات والبيئة وفرض غرامات على المخالفين. واكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك وجود تراجع كبير في مخلفات التنزه في المواقع السياحية وأماكن التنزه، عازيا ذلك إلى تراجع اعداد المتزهين والزوار للمواقع السياحية العام الماضي والموسم الحالي، إذ قدرت اعداد الزوار العام الماضي بزهاء 70 الفا، في حين كانت تصل في مواسم سابقة إلى ما يزيد على مليون ونصف المليون زائر ومتنزه. وزاد أن مسؤولية الحفاظ على مواقع التنزه تقع بالدرجة الأولى على عاتق المتنزهين، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف الجهات المعنية في هذا المجال من البلديات والسياحة والبيئة والجمعيات المحلية والهيئات التطوعية. وبين أن مديرية السياحة وضعت العديد من الحاويات المعدنية الكبيرة في مواقع التنزه، خصوصا في مناطق اشتفينا التي تشهد تواجدا كبيرا من المتنزهين. يشار الى وجود 6 مسارات سياحية في المحافظة، تتفرع عنها 7 أخرى، بحيث يشكل مسارا الجب وراسون أكثر المسارات إقبالا من المجموعات السياحية. وبين أن هناك مشاريع سياحية نفذها الديوان الملكي العامر كمشروع متنزه السوس السياحي، ومشاريع أقامتها الوزارة للحد من السياحة العشوائية، بهدف المحافظة على نظافة البيئة وسلامتها، والتي باتت ضرورة ملحة تتطلب جهدا وتعاونا بين جميع الأطراف والجهات، مؤكدا دور الطلبة والشباب والأندية البيئية والطبيعية في نشر الوعي، بأهمية الحفاظ على المواقع السياحية وإدامة نظافتها خدمة للزائر. يشار الى وجود زهاء 25 منشأة سياحية مرخصة تعمل في مختلف المواقع لخدمة زوار المحافظة، إضافة إلى عدد من المتنزهات العامة التابعة لبلديات المحافظة. كما تضم المحافظة حوالي 250 موقعا أثريا وموقعين للحج المسيحي معتمدين من قبل الفاتيكان وهما مقام سيدة الجبل ومار الياس. وتشكل قلعة عجلون أحد أهم وأبرز المواقع الأثرية، التي تشهد إقبالا من الزوار من مختلف الجنسيات، نظرا لقيمتها التاريخية والأثرية والحضارية. بدوره، اقر مدير البيئة في محافظة عجلون المهندس محمد فريحات، بتراجع مخلفات التنزه في مختلف مواقع المحافظة إلى حدود كبيرة تقدر بزهاء 80 %، مقارنة بمواسم سابقة، عازيا ذلك إلى ظروف وإجراءات التعامل مع جائحة كورونا وبالتالي تراجع أعداد المتنزهين. واكد ان المديرية ستعد خططا تنفذها خلال المرحلة القادمة بالتشارك مع جهات رسمية وتطوعية للتخلص من معظم النفايات الصلبة والمخلفات المتبقية من مواسم سابقة، واتخاذ اجراءات احترازية تكفل عدم تراكمها مجددا.اضافة اعلان