عجلون: الحرائق تحيل مساحات من الغابات إلى جرداء

حريق يندلع في إحدى غابات عجلون الأسبوع الماضي-(من المصدر)
حريق يندلع في إحدى غابات عجلون الأسبوع الماضي-(من المصدر)
عامر الخطاطبة عجلون - تركت الحرائق التي نشبت في غابات محافظة عجلون مؤخرا مساحات خالية من الأشجار، فيما تعرضت اشجار اخرى للتضرر بنسب متفاوتة، ما دفع بناشطين بيئين إلى إطلاق مبادرات لغرس أشجار بديلة عنها والاعتناء بالأشجار المتضررة جزئيا. وتبلغ مساحة الأراضي الحرجية في محافظة عجلون شمالي المملكة 140250 دونما، ما نسبته 34 % من مساحة المحافظة. وقالت عضو الهيئة الإدارية ومدير المركز الإعلامي في جمعية البيئة آلاء جمال، إن الحرائق بالثروة الحرجية قضت على آلاف الأشجار خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا الى ان الغابات اصبحت بحاجة إلى حملة وطنية لزراعة الأشجار للتعويض عن نقص الأشجار التي تم حرقها، مثمنة تبني وزارة الزراعة التي فوضت عددا من الأراضي للجمعيات البيئية من أجل تحريجها ضمن حملتها الوطنية للتحريج وزيادة الرقعة الخضراء. وأشار مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة، إلى أهمية تضافر جهود الجهات المعنية الحكومية والجمعيات التطوعية البيئية للعمل على وضع خطط وبرامج للحد من الاعتداءات على الثروة الحرجية، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية بأهمية الغابات وفوائدها داعيا وزارة الزراعة إلى تخصيص منح ومشاريع للجمعيات لاستثمارها لغايات السياحة والحدائق العامة والمتنزهات. وحذرت عضو لجنة تنسيق العمل البيئي المهندسة ابتهال الصمادي من تزايد خطر الحرائق، خصوصا في فصل الصيف التي أصبحت تفتك بالأشجار بسبب الأعشاب وارتفاع درجات الحرارة، ما يستدعي تعزيز العمل التشاركي بين كل الجهات المعنية ووضع خطة قابلة للتنفيذ لمكافحة الحرائق والحفاظ على القيمة البيئية والسياحية للأشجار. واكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن هناك نيه خلال موازنة العام القادم لتعيين عمال مياومة لتحريج الغابات وإزالة الأعشاب الجافة ودعم مشروع التحريج الوطني للتعويض عن المناطق، التي تشهد اعتداءات سواء بالتحطيب الجائر أو افتعال الحرائق. وقال مدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان، إن وزارة الزراعة أطلقت حملة لتحريج الأشجار، حيث وقعت اتفاقيات تفاهم مع عدد من الجمعيات البيئية لزراعة الأشجار الحرجية في أماكن الغابات التي تعرضت لافتعال الحرائق والتقطيع الجائر خصوصا في غابات باعون. وبين أن الحرائق التي نشبت بالغابات خلال الأسبوع الماضي أتت على أكثر من 1350 دونما، ونتج عنها خسائر كبيرة في الثروة الحرجية المعمرة والنادرة، بحيث كانت منطقة باعون الأكثر تضررا لذلك أعلنت الحكومة عن بدء العمل بمشروع التحريج الوطني من نفس المنطقة. وبين أن المديرية تتابع الأشجار التي تعرضت للشفط لإعادة الاعتناء بها، مثمنا الجهود التي تقوم بها وزارتا البيئة والزراعة لزراعة 10 ملايين شجرة حرجية خلال الأعوام العشرة المقبلة، مما يسهم ذلك في زيادة الرقعة الخضراء. وأشار الى أن هناك توجها لدى الوزارة لتنفيذ خطة شاملة، من اجل المحافظة على الثروة الحرجية منها زيادة أبراج المراقبة وأعداد الطوافين للانتشار بين الغابات وحمايتها وزيادة فتح الطرق في المناطق الوعرة، إضافة إلى البدء بحملة بث الرسائل التوعوية الكترونيا للمتنزهين في الغابات بالتعاون مع شركة الاتصالات العاملة. وبحسب تصريح سابق لرئيس مجلس محلي بلدة أوصرة كارلوس القرشي، فقد بلغت عدد الحرائق المفتعلة في منطقة اوصرة وحلاوة وحدها منذ بداية العالم الحالي 11 حريقا، مجددا طلب المواطنين بزيادة اعداد الطوافين في المنطقة لكشف الفاعلين والسيطرة على المنطقة من عبث العابثين. وبين أن قرار الحكومة بوقف التعيينات العام الحالي حرم المحافظة من زيادة أعداد الطوافين، إذ كان تم الإعلان مطلع العام عن إجراء مقابلات وتقديم الأوراق الثبوتية والخبرات لعدد من الشباب في المحافظة لتعيين عدد منهم بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية طوافين. الى ذلك أُطلق عدد من الشباب المتطوعين في المحافظة مبادرة ” شجرة بشجرة ” لزراعة الأشجار في الغابات التي تعرضت للحرائق المفتعلة وزيادة الرقعة الخضراء. وقال مؤسس المبادرة الناشط التطوعي ليث فطيمات إن المبادرة جاءت نتيجة الحرائق التي شهدتها العديد من المناطق في المحافظة خلال الأيام الماضية وتسببت بالقضاء على الأشجار المعمرة والنادرة وتقليص الغطاء النباتي واحداث اختلال في التوازن البيئي. وبين فطيمات ان الهدف من المبادرة زراعة المساحات التي تعرضت للحرائق للتعويض عن الأشجار التي تعرضت للحريق بالتعاون مع الجهات التي تهتم بالشأن البيئي والتطوعي، مشيرا الى أن المبادرة ستنطلق من عجلون وسيتم تعميمها في باقي المحافظات للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بالحفاظ على الشجرة ومنع الاعتداءات المتكررة عليها من افتعال الحرائق والقطع الجائر. وطالب عدد من المهتمين بالبيئة وزارة الزراعة بزيادة الأراضي المخصصة لغايات التحريج من أجل زراعة المساحات الجرداء والمناطق التي تعرضت للتقطيع الجائر والحرائق المفتعلة. وأشاروا إلى أهمية زيادة الرقعة الخضراء في ظل ما تتعرض له الأشجار من اعتداءات لتعويض النقص الحاصل والمساهمة في الحفاظ على الثروة الحرجية التي تعد ثروة وطنية. وتتوزع مساحة الغابات بشكل مفصل في منطقة عجلون 43748 دونما، وكفرنجة 62490 دونما، وعنجرة 70211 دونما، وعين جنا 41115 دونما، وصخرة 19365 دونما، وعبين عبلين 14172 دونما، وعرجان 18578 دونما، وباعون 7187 دونما، وأوصرة 7550 دونما، والهاشمية 16155 دونما، وراسون 16411 دونما، وحلاوة 11530 دونما، والوهادنة 50803 دونمات، وراجب 44042 دونما، وسامتا وراس منيف 15258 دونما، والشكارة 7806 دونمات، ولستب 2117 دونما، ودير البرك 4192 دونما.اضافة اعلان