عجلون: الطريق الدائري.. ضرورة لا رفاهية مع توقع تزايد الزوار

عامر خطاطبة

عجلون- في ظل الزيادة التي تشهدها محافظة عجلون بأعداد القادمين بقصد السياحة والتنزه، وتوقع تضاعف الأعداد التي تقدر حاليا، وفق جهات رسمية، بزهاء مليوني زائر في كل عام، سيما مع قرب التشغيل الرسمي لمشروع "التلفريك"، باتت الحاجة ماسة إلى إيجاد طريق دائري للمحافظة، بحيث يخفف الضغط على الطرق المتوفرة، ويتيح للقادمين عبورها للوصول إلى وجهاتهم للمواقع الأثرية والمشاريع السياحية.اضافة اعلان
ويؤكد سكان وناشطون، أن مسألة التفكير الجدي بإيجاد الطريق الدائري لم تعد مسألة ترف، بقدر ما هي حاجة ملحة، وسيثبت قادم الأيام تلك الضرورة، حينما يبدأ تشغيل التلفريك ومشاريع سياحية أخرى جاذبة للزوار والمتنزهين، لافتين إلى أن مشكلة عدم ملاءمة الطرق بادية الآن، وسيزداد الحال صعوبة مع تضاعف أعداد القادمين.
ويقول المواطن علي الصمادي إن إنشاء طريق دائري بات مهما لخدمة القادمين لعجلون، ولأبناء المدينة للمساهمة في التخفيف من الازدحامات المرورية وحوادث السير التي تقع بين الحين والآخر، لافتا لأهمية إنشاء هذا الطريق لمنع دخول الشاحنات والمركبات الكبيرة للطريق الرئيسي والذي تسبب بوقوع الحوادث المتكررة نظرا لضيقه وانحداره الشديد.
وزاد أن مدينة عجلون تعاني بالأصل من ضيق الطريق الرئيس الوحيد والذي يربط عجلون بمدنها المجاورة الأمر الذي يشكل ازدحاما مروريا مستمرا ويتسبب بوقوع الحوادث لعدم توفر الطرق البديلة، مناشدا الجهات المعنية الإسراع في توفير طريق دائري تلافيا لوقوع الحوادث، خصوصا مع بدء تشغيل التلفريك وقدوم مئات الحافلات والمركبات يوميا.
ويؤكد الناشط حمزة الشويات أن مداخل المحافظة الحالية لا يمكنها استيعاب تزايد أعداد القادمين بمركباتهم لمشروع التلفريك والمشاريع السياحية الأخرى ومواقع التنزه، كما أن وضع الطرق في المدينة أصبح لا يستطيع استيعاب حركة المرور الكثيفة عليه، ما يستدعي إيجاد طرق بديلة كالطريق الدائري بحيث تمكن الراغبين بالوصول إلى مناطق أخرى في المحافظة سلوكها من دون الحاجة للدخول إلى وسط المدينة، مبينا أن إنشاء طريق دائري مطلب تكرر عرضه لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية أمام المسؤولين نظرا لأهميته، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن، مبينا أن أي خطط مرورية لا يمكنها أن تحد من مثل هذه الازدحامات والاختناقات المرورية المتوقع حدوثها.
ودعا المواطن علي المومني إلى توسعة مداخل المدينة من جهة اربد وعنجرة لتصبح بأربعة مسارب وإنشاء طريق دائري حول مدينة عجلون للحد من الاختناقات المرورية وسط المدينة التي أصبحت مقلقة، مؤكدا أن الحال في المستقبل القريب سيثبت أن الطريق الدائري لن يكون ترفا، بقدر ما هو حاجة ملحة لا بد منها، وإلا انعكس ذلك سلبا على عموم المشاريع السياحية بعزوف الراغبين بزيارتها عن القدوم.
ويقول مالك مشروع سياحي، زهير الشرع إن سكان المحافظة سيبدأون بملاحظة تضاعف أعداد المركبات والحافلات السالكة وسط مدينة عجلون مع بدء تشغيل التلفريك، وتوقع تزايد أعداد الزوار للمحافظة على مدار العام وفي مختلف الأوقات، مبينا أن وسط المدينة يشهد اختناقات مرورية في أوقات عديدة وفي الظروف الحالية، متسائلا كيف يمكن لهذا الوسط الضيق أن يستوعب تزايد الحركة المتوقعة.
ودعا إلى وضع حلول وخطط عاجلة، والبحث عن حلول استراتيجية دائمة تتمثل بعمل طرق بديلة، سيما الطريق الدائري.
ويصف كمال مخلوف أزمة المرور التي يعاني منها وسط مدينة عجلون بالمشكلة المركبة التي تتسبب بها الطبيعة الطوبوغرافية وانتشار البسطات وضيق الطرق وزيادة المركبات والاصطفافات المزدوجة وعدم توفر المواقف، معربا عن تخوفه من تفاقم المشكلة مع توقع تزايد القادمين للمحافظة في حال البدء بتشغيل التلفريك.
ويرى رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، أن تعدد المعضلات المرورية التي تعاني منها مدينة عجلون، باتت ظاهرة تؤرق الجميع وتستدعي حلولاً واقعية، بحيث تجري مناقشتها من قبل مختلف الجهات المعنية في المحافظة، من إدارة السير والبلديات والأشغال، وتبني جملة من تلك الحلول وتنفيذها.
وأوضح أن بعض هذه البؤر المرورية محكومة بواقع حال يصعب تغيره، إذ تجد كثيرا من الطرق الرئيسة وسط المدن ضيقة ولا يمكن توسعتها لإحاطتها بالعمارات والمباني على جانبيها، مؤكدا أن الحلول الواقعية تكمن بإعادة تحديد اتجاهات السير على هذه الطرق، والاستفادة من طرق بديلة، والأهم من كل ذلك، هو عمل طريق دائري حول المحافظة، بحيث تتمكن الحافلات والمركبات الراغبة بزيارة التلفريك والمشاريع السياحية الأخرى العبور منها.
وبينت دراسات مرورية سابقة أن النقاط المرورية الساخنة تتركز وسط مدينة عجلون وشارع القلعة، حيث تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تشهد على مدار الساعة أزمات مرورية خانقة، وتتفاقم أثناء الذهاب والإياب من دوام الموظفين والطلاب، وفي المناسبات، كالأعياد وعند استلام الرواتب، وأثناء مواسم التنزه، وبسبب قيام أشخاص بركن مركباتهم طيلة النهار بشوارع وسط المدينة، ومغادرتهم لأعمالهم بمحافظات أخرى.
كما اقترحت عدة توصيات ودراسات لفاعليات مجتمعية سابقا حلولا لتخفيف أزمة وسط عجلون، وتمثلت بعمل طرق بديلة، سيما الطريق الدائري، ونقل بعض الدوائر الحكومية كدائرة الأراضي والأحوال المدنية التي تشهد باستمرار حركة كثيفة الى مناطق أخرى في عجلون بعيدة عن وسط المدينة، إضافة الى فتح صرافات آلية للبنوك في كافة مناطق المحافظة وجعل شارع القلعة من وسط عجلون الى مبنى مديرية الصحة باتجاه واحد، وإيجاد المكان المناسب لأصحاب البسطات ومركبات الخضار.
ودعت غرفة تجارة عجلون، الجهات المعنية إلى توفير المخصصات الكافية لإحياء الطريق الملوكي والطريق الدائري، وإيصال الخدمات من طرق جيدة وإنارة ومياه، وخصوصا فيما يتعلق بالقطاع السياحي المتوقع أن يشهد نموا متزايدا خلال السنوات القادمة مع إنجاز وتشغيل مشروع التلفريك.
وشدد رئيس الغرفة النائب الأسبق عرب الصمادي على أهمية العمل بشكل جاد لتشجيع الاستثمار وإيجاد الحلول المناسبة لقضايا البنية التحتية في المحافظة، وخاصة في مجال تحسين مداخل المحافظة، وإعادة إحياء الوعود الحكومية السابقة بعمل الطريق الدائري، وحل مشكلة الازدحامات المرورية وسط مدينة عجلون والعديد من القضايا الأخرى في المحافظة.
وزاد أن المستثمرين وأصحاب المشاريع قائمة، يطالبون بضرورة تحسين الطرق المؤدية إلى مشاريعهم وتطوير مختلف الخدمات بمحيطها، مؤكدين أن مشاريعهم توفر فرص عمل لكثير من الشباب المتعطل، كما أنها تشكل "قيمة مضافة" للمجتمع المحلي وتنشط حركة التسوق.
ويؤكد مدير سياحة عجلون محمد الديك، أن المحافظة أصبحت وجهة للسياح والمتنزهين المحليين والعرب والأجانب، خصوصا وأنها تتمتع بالعديد من المواقع الأثرية والسياحة المهمة، كقلعة عجلون ومار إلياس ومحمية غابات عجلون والأودية والينابيع والغابات دائمة الخضرة.
وبين أن الأعداد وصلت في سنوات سابقة إلى زهاء مليوني زائر، متوقعا زيادة كبيرة على تلك الأعداد، سيما مع تشغيل التلفريك، وإنشاء عشرات المشاريع السياحية الجديدة، ما يستدعي الاستمرار بتحديث وتطوير البنى التحتية وإيجاد طرق جديدة.
بدوره قال رئيس بلدية عجلون، حمزة الزغول، إن البلدية تعي تماما حجم الزيادة المتوقعة بأعداد الزوار مع بدء تشغيل التلفريك وتوقع قدم الآلاف بشكل يومي، مقرا بأهمية توفير الدعم اللازم والمخصصات الرأسمالية لإنشاء الطريق الدائري، مؤكدا أن كوادر البلدية تعمل باستمرار وبالتعاون مع قسم السير في المحافظة وعلى مدار الساعة لتنظيم عملية المرور، وخاصة وسط السوق التجاري، وضبط التجاوزات في سبيل تسهيل الحركة المرورية.
وزاد أن البلدية تسعى بالشراكة والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول الناجعة للاختناقات المرورية وسط مدينة عجلون بهدف الحفاظ على انسيابية السير دون أي معيقات، مشيرا إلى طبيعة المنطقة الجغرافية الصعبة التي لا تتناسب مع إقامة جسر أو نفق وسط المدينة لحل مشكلة الازدحام حلا جذريا بسبب وجود عقود رومانية قديمة أسفل الشارع الرئيس أمام مسجد عجلون الكبير ومحيط شجرة الكينا.
مؤكدا أن الحل الجذري لا سيما مع تشغيل التلفريك، يكمن بعمل طرق بديلة وطريق دائري يمكن عبوره للوصول للتلفريك والمشاريع السياحية.
وأكدت مصادر بمديرية "الأشغال" أن إنجاز طريق بحجم الطريق الدائري أو الملوكي، يحتاج إلى دراسات فنية متأنية، وتوفير مخصصات رأسمالية كافية لا يمكن أن تتاح لها من مخصصات مجلس المحافظة.