عجلون: سكان يجمعون أحطاب يابسة لمواجهة البرد

Untitled-1
Untitled-1

عامر خطاطبة

عجلون - ينشط سكان في محافظة عجلون بالبحث عن الأحطاب والاخشاب اليابسة وما يمكن اشعاله وسط الغابات، لاستخدامها في المواقد لمواجهة موجات البرد المتلاحقة في موسم الشتاء الحالي، في ظل عجزهم عن توفير المحروقات.اضافة اعلان
ويؤكد المواطن هاني شريدة، أن ارتفاع أسعار المحروقات، وعجز الكثيرين عن شرائها لمواقدهم، سيما مع انخفاض درجات الحرارة، يدفعهم للجوء لاستبدالها بمواقد الحطب، ما يضطرهم للبحث عن الأحطاب اليابسة بين الغابات وفي البساتين، وجمع كل ما يمكن إشعاله لمواجهة البرد.
وأكد أن الحل في تخفيف حالات التعدي على الحراج يكمن بتخفيض أسعار الوقود خلال الشتاء، او بيعها للسكان في مناطق الغابات بأسعار مدعومة.
ويقول يوسف المومني، إن كثيرا من الأسر باتت عاجزة عن شراء وقود التدفئة من مادتي الكاز والديزل، بسبب ارتفاع أسعارها، لافتا إلى أن موسم الشتاء، وخصوصا مع انخفاض درجات الحرارة في المحافظة سيكلف الأسرة الواحدة مئات الدنانير لشراء الوقود.
وزاد أن السكان، سيما في المناطق المرتفعة كرأس منيف واشتفينا وعبين وصخرة وسامتا يضطرون للتوفير او الاقتراض وعمل جمعيات لتأمين حاجاتهم من الوقود في مواجهة الطقس البارد لديهم، والذي قد يدوم زهاء 5 أشهر في العام.
ويقول حسين عليان إنه يحاول جمع كل ما يجد من أحطاب يابسة وأشياء يمكن اشعالها في مواجهة برودة الطقس، في ظل عجزه عن شراء وقود التدفئة، مؤكدا أن أي أسرة تحتاج إلى 5 دنانير يوميا كحد أدنى لأغراض التدفئة طيلة موسم الشتاء، وهو ما تعجز عنه معظم الأسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها.
وبين أنه يسعى يوميا لجمع الأحطاب اليابسة بين الغابات، بحيث يتمكن من جمع بعضها لتكفيه لأغراض التدفئة بضعة أيام وتوفر عليه عشرات الدنانير بدلا من أثمان الوقود.
ويقول علي المومني إنه ورغم الإجراءات وتشديد الرقابة من قبل الجهات المعنية بحماية الغابات، وانخفاض تلك الحوادث مقارنة بالأعوام السابقة، ما تزال هناك حالات تعد، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار محروقات التدفئة تفتك بغابات عجلون بين الحين والآخر، متسببة بخسائر في تلك الثروة لا يمكن تعويضها، وتستدعي تعزيز الجهود للقضاء عليها، ومن بينها دعم أسعار المحروقات لكثير من الأسر الفقيرة، داعيا إلى بيع الأحطاب التي تجمعها مديرية الزراعة من مخلفات الحرائق والإنشاءات وفتح الطرق أو التي تتم مصادرتها للمواطنين الأشد فقرا بأسعار رمزية.
ويقول الناشط البيئي الدكتور ثابت المومني، إن لجوء أعداد كبيرة من السكان لاستخدام مادة الجفت بالتدفئة وبعض الملابس والأحذية والإطارات القديمة، بدأ يؤثر بيئيا، حيث ينتج عن اشتعالها غازات سامة تلوث الهواء وتتحول الى أحماض سامة تلوث البيئة عند تساقط الأمطار، مؤكدا أن تخفيض أسعار وقود التدفئة مؤخرا لم يكن كافيا لتكون في متناول أيدي الفقراء.
من جهته، يقول مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، إن حالات التعدي على الغابات انخفضت بشكل ملحوظ العام الماضي والعام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، مبينا أن المديرية باعت للمواطنين من مخلفات الحرائق والتعدي، زهاء 15 طنا من الأحطاب.
وأرجع الشرمان ذلك الانخفاض إلى وجود خطط لدى المديرية، وجهود تشاركية يتم اتخاذها سنويا بالتعاون والتنسيق مع وزارات الأشغال العامة والإسكان والشؤون البلدية والبيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة ومجلس الخدمات المشتركة.
وكشف أن قسم الحراج في المديرية حرر العام الماضي 53 ضبطا حرجيا، ما يؤكد وجود تراجع في الاعتداءات على الثروة الحرجية بنسبة كبيرة قياسا مع الاعوام السابقة، مبينا أن تراجع الاعتداءات زادت نسبتها على 80 %، وذلك بفضل الاجراءات التي قامت بها الكوادر المعنية في مديرية الزراعة بالتعاون والشراكة مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية.
ولفت الى ان مديرية الزراعة تقوم برفع جاهزيتها في مثل هذا الوقت من السنة لغاية الحفاظ على الثروة الحرجية من العبث بها سواء بالتقطيع والتحطيب أواشعال النيران.
وأشار إلى أن المديرية منحت العام الماضي 348 رخصة استثمار و347 رخصة نقل و9 رخص اصطناع و6 تذاكر لنقل الفحم بالاضافة لمنح 170 تصريحا لجمع احطاب جافة وتوزيع 8000 غرسة حرجية وتحريج 225 دونما.