عامر خطاطبة
عجلون - في ظل تراجع فرص العمل أمام الشباب في القطاعين العام والخاص، اتجه شباب عجلونيون نحو الاعتماد على أنفسهم بإنشاء مشاريعهم السياحية الخاصة، مستغلين مقومات المحافظة في هذا المجال.
ويبقى نجاح هذه التجارب، كما يقول أصحابها، مرهونا بحجم الدعم والمنح والقروض المقدمة إليهم من جهة، وتوفير كافة الخدمات والبنى التحتية لمشاريعهم، من طرق جيدة وكهرباء وماء من جهة أخرى.
ويقول حمزة الشويات، وهو صاحب منتجع الروس السياحي الذي يعد لافتتاحه بالتزامن مع تشغيل مشروع التلفريك، إن مشاريع سياحية في محافظة عجلون بدأت باستقبال أفواج السياح والمتنزهين، وسط توقع باستمرار هذا النشاط طيلة أشهر الصيف، متأملا بأن يتم تحسين الطرق المؤدية للمشاريع السياحية الحديثة وتطوير مختلف الخدمات بمحيطها.
وأكد أن المشاريع مخطط لها أن توفر فرص عمل لكثير من الشباب المتعطل، كما أنها تشكل "قيمة مضافة" للمجتمع المحلي وتنشط حركة التسوق، فيما استمرار نجاحها مرهون بتوفر خدمات الطرق المعبدة والمياه والكهرباء وديمومة نظافة محيط المشاريع.
ويقول المشرف على مخيم راسون السياحي، عمران الشرع، إن نسب الإشغال في المشاريع السياحية باتت جيدة، مؤكدا أن أصحابها عملوا على تأهيلها لأشهر الصيف، وذلك بتعيين العاملين وتجهيز المطاعم ومختلف المرافق استعدادا لاستقبال السياح الذين بدأت أفواجهم بالتوافد، متوقعا أن يستمر هذا النشاط طيلة أشهر الصيف لاعتدال درجات الحرارة، وتوقع تشغيل التلفريك مطلع آب (اغسطس) القادم.
ووفق مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة، فإن نسبة الإشغال في الأكواخ الخشبية -احد المشاريع السياحية- جيدة، مشيراً إلى أن السائح يستطيع التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تحتضنها المحمية والاستفادة من المخيمات السياحية التي تمكن الزائر من المبيت للاستمتاع بروعة المكان.
وبين صاحب منتجع راجب السياحي علي الفندي، أن المنطقة تتمتع بخضرتها وأماكن التنزه والأودية والشلالات والتي تحتاج إلى اهتمام من قبل الجهات المعنية وتوفير المرافق الصحية والترويج لها على المستوى المحلي والدولي، مشيرا إلى أن السياحة انتعشت خلال الفترة الاخيرة الأمر الذي يعود بالنفع والفائدة على اصحاب المشاريع السياحية.
النائبان فراس القضاة وخلدون شويات أكدا على ضرورة استثمار الميزات النسبية لمحافظة عجلون والتي تلقى اهتماما ومتابعة ورعاية من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني، وذلك بالعمل على تنفيذ ما جاء في الخريطة الاستثمارية التي أعلن عنها خلال لقاء موسع عقد في المحافظة من قبل وزير الاستثمار عام 2017 بحضور كبير من القطاعين العام والخاص.
وتشمل هذه المشاريع التي قدرت قيمتها بزهاء 11,5 مليون دينار، إنشاء استراحة ومطعم عجلون، ومصنع إنتاج الفاكهة المجففة والزبيب، ومصنع إنتاج وتقطير النباتات الطبية والعطرية، وشاليهات عجلون وفلل سكنية، ومشروع إنتاج الأسمدة العضوية، ومصنع للرخام ومصنع عصائر، ومعهد تدريب سياحي ومنتجع.
وطالبا وزارة السياحية بضرورة ايلاء المشاريع السياحية الناشئة من منتزهات ومنتجعات ومطاعم أهمية خاصة كونها ستسهم في تشغيل الأيدي العامة ما يحد من البطالة والفقر، ويستدعي تسهيل التعاون بين الجهات ذات العلاقة وبخاصة الأشغال العامة لتعبيد الطرق الموصلة لهذه المشاريع بمواصفات معقولة تتسم بالمرونة والتسهيل في عملية الترخيص، سيما وأن اصحاب هذه المشاريع من الشباب.
وأعربا النائبان عن املهما أن يمثل مشروع التفريك إضافة كبيرة للسياحة في المحافظة كونه المشروع الأول من نوعه في الاردن، متوقعين زيادة إقبال الزائرين والسياح بعد الافتتاح وزيادة العائد الاقتصادي من المشروع، خاصة وانه سيترافق مع تشغيل التلفريك مشاريع سياحية ضخمة من فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية وأسواق تجارية ومحلات أخرى ما يسهم في إحداث نقلة نوعية للسياحة في المحافظة وتنشيط حركة السياحة الداخلية وإطالة مدة إقامة السائح.
وثمن النائبان ما تم إنجازه من قبل وزارة السياحة في المحافظة كإنشاء مبنى متكامل لمديرية السياحة ومركز للزوار والمضي بمشروع السياحة الثالث في المحافظة وإنشاء 12 مسارا سياحيا تلبي احتياجات السائح من أنماط السياحة وتخصيص وحدات للشرطة السياحية في المواقع السياحية والأثرية لتأمين الخدمات الامنية لضيوف وزوار المواقع السياحية ومرافقتهم وتقديم الشروحات اللازمة لهم وصيانة وترميم الآثار وبعض المباني التراثية ووضع اللوحات الإرشادية التي تساهم في خدمة السائح.
من جهته، قال رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، إنه سيتم ضمن خطة المجلس الخدمية والتنموية تخصيص مبالغ للتنمية قد تصل إلى 40 %، سيما في القطاع السياحي لإقامة مشاريع ومرافق ملائمة تتناسب مع الإقبال الكبير الذي تشهده المحافظة من قبل الزوار والسياح لتسهم في اطالة مدة اقامتهم، وبالتالي إيجاد فرص عمل للحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وقال رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، إن البلدية ستعمل على تحسين البنى المؤدية للمناطق والمشاريع السياحية الواقعة ضمن اختصاصها، وكذلك برنامج متابعة طيلة الموسم السياحي لجميع مناطق البلدية لجمع النفايات ومتابعة الحدائق والمتنزهات العامة والإشراف عليها.
اضافة اعلان
