عدد "الكلمة" الجديد يطرح أسئلة الكتابة الجديدة في العالم العربي

 

عمان - الغد - صدر مؤخرا العدد الثلاثون الخاص بشهر حزيران (يونيو) من مجلة الكلمة، الشهرية الأدبية الفكرية الإلكترونية، والتي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ.

اضافة اعلان

وتواصل المجلة انفتاحها على مختلف وجوه الإبداع واستقصاءات الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، وحوار حول الثقافة العربية في جغرافياتها الفكرية والأدبية المتعددة. وتفتح الكلمة في عددها الجديد أسئلة الكتابة الجديدة في العالم العربي، الملف الذي أعده للكلمة محررها ومراسلها في المغرب الكاتب عبدالحق ميفراني، الملف استقصاء متعدد المحاور لأسئلة الكتابة الجديدة، تتعرف من خلاله عبر الشهادة والدراسة والنص الإبداعي في نوع من اللجوء لتعدد اللغات والمنطلقات، على جمالياتها واجتهاداتها النظرية وتحققاتها الإبداعية معا.

ويتضمن العدد مجموعة من النصوص الإبداعية، حيث يكتب الشاعر المرموق سعدي يوسف عن "أول أيار في موريس بلاتسه"، ويخص الروائي المصري صبحي موسى الكلمة بنصه الروائي الجديد "أساطير رجل الثلاثاء"، هذا الى جانب الأبواب الثابتة المعتادة. وتفتتح الباحثة السودانية خديجة صفوت باب دراسات بقراءة معمقة وسمتها بـ "كيف تكتم السرديات الملفقة أنفاس الحقيقة". فيما يتوقف الناقد نبيه القاسم في "سبحة لسجلات سميح القاسم" عند أحدث دواوين الشاعر الفلسطيني الكبير مقدما حفرا في أركيولوجيا العنوان، وتحليلا لبنية القصيدة، ولتنويعات الشكل وتشكلات المعنى المختلفة فيه. وتقارب الباحثة اليمنية صباح الأرياني في "بين عمومية الانكفاء المحلي وخصوصية المستبد الشمولية" رواية "باطيو بينيطو"، الرواية التي نشرتها (الكلمة) في يناير الماضي، كاشفة عن تضافر البصيرة النقدية المرهفة مع رؤى عالمة اجتماع حصيفة، في قراءة تفتح الرواية على الواقع العربي وعوالم مهمشيه الممتدة من اليمن حتى المغرب، وعلى اشتباكها الإشكالي مع المحرمات الثلاثة: الدين والجنس والسياسة.

وتقارب هذه الدراسة روايته الأخيرة مقاربة سيميائية وسياسية معا، كاشفة عن دلالات العتبات، ومحتوى البنية الروائية، وعن طبقات المعنى المتوارية من ورائهما. ويتوقف الباحث المغربي محمد مريني في "الرواية المغربية" للخطيبي متوقفا عند ريادة كتاب الباحث المغربي عبدالكبير الخطيبي الذي رحل عنا مؤخرا، وعمق استبصاراته ووعيه الباكر بما بلوره إدوارد سعيد من آليات ارتحالات النظرية النقدية وضرورات تحويرها عند تطبيقها على أعمال من ثقافة مغايرة وسياقات مختلفة. ليختتم باب دراسات بالقسم الثاني من دراسة كسلمان وويثروب "النقد الحديث للعهد الجديد خلال القرن العشرين".

قصائد العدد الجديد من الكلمة تزينها نصوص الشعراء: سعدي يوسف، إليخاندرا بيزاريك "ترجمة: حمو بوشحار"، نمر سعدي، عمادالدين موسى، كمال أخلاقي، وصالح بن سعد الزهراني.

في باب نقد، نقرأ لموريس أولندر، ترجمة الباحث محمد آيت لعميم، عن "لغات الجنة" حيث يتعقب أولندر المسارات التي سلكها الآباء المؤسسون لعلوم الفيلولوجيا المقارنة، واللسانيات الهندو - أوروبيّة، وتاريخ الحضارات. في مراجعته التحليلية، يلفت الباحث عبدالغني عبدالله الانتباه، في "بين الأصالة والمعاصرة" إلى عمق الجوانب الجديرة بالبحث في شخص المويلحي المثقف ومؤلفه الشهير. ويتناول أسلوبيّة نصه وحواره مع التخييل والواقع والتراث. والى جانب دراسة الباحث المغربي سالم اكويندي حول "المسرح المغربي بين الفرجة والنسق السياسي"، يكتب الكاتب الفلسطيني نبيل عن عودة أخلاقيات حرية الرأي. كما يكتب الكاتب عبدالوهاب الملوح عن "فأس الشابّي.. من أكل كبد بروميثيوس" ململما الآراء النقدية التي تجسد محاولات الشابي لتحقيق انطلاقة شعرية مغايرة. أما الكاتب محمود الباتع فيختتم الباب بـ "خيار المثقف بين النفي والانتحار" متأملا وصية حنا مينا وعبرها يشيد الكاتب مقالته على فعل تمويت المثقف العربي، وإقصائه عن الظاهرة الثقافية، واستلابه عن ذاته وعن موقفه من الواقع.

باب كتب افتتح بمقال الشاعر والناقد عبداللطيف الوراري "في شعرية هنري ميشونيك"، وعبره نعيد اكتشاف جزء من انشغالات الراحل والأسئلة التي شغلته طيلة مسيرته الإبداعية والنقدية. أما الناقد فتحي عبدالله فيكتب عن "تحقير الذات وإهانتها" متمثلا مفهوم السرد الكوني. الناقد السوري خالد زغريت يقارب ديوان الشاعر الأردني موسى حوامدة، والذي يعتبره نموذجا خاصا لتألّق بعض التجارب التي تتابع حمل راية التحديث بمسوغات موضوعية. ويتوقف الناقد العراقي عبدالكريم كاظم في "واقع السلطة والدكتاتور" عند إحدى أشهر روايات الكاتب الكولومبي الشهير جابرييل جارثيا ماركيز، مستقصيا حضور شخصية الديكتاتور في النص كحضور إنساني وكأمثولة. في حين، ترصد الناقدة اللبنانية سلفانا الخوري "التشهي نوستالجيا البلاد المؤجلة" نصا روائيا عراقيا يعالج الجنس والذكورة والسلطة، وتتوقف عند الدلالات الثاوية خلف هذه المقولات من خلال تتبع المبنى الحكائي والشخصيات.. وصولا الى استخلاص رؤية النص العميقة. ويختتم السوسيولوج المغربي عبدالرحيم العطري هذا الباب بمراجعته "كيف يدير المغاربة طقوس المقدس؟" الكتاب الذي يمثل مدخلا نوعيا لقراءة أنماط التدين بالمجتمع المغربي.