عدم معالجة الجيوب الأنفية يؤدي إلى الصداع النصفي

عدم معالجة الجيوب الأنفية يؤدي إلى الصداع النصفي
عدم معالجة الجيوب الأنفية يؤدي إلى الصداع النصفي

 وفاء أبوطه

عمان- يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة العدوى بأحد فيروسات الزكام, وقد تنسد هذه الجيوب مسببة ألما في الرأس, والذي قد يتطور الى صداع نصفي في حال اهمال علاجه.

اضافة اعلان

والاخطر من ذلك أن الالتهاب المصحوب بالبكتيريا قد يؤدي الى وصول البكتيريا الى العصب البصري, حسبما ذكر اختصاصي الانف والاذن والحنجرة د.وليد ابراهيم الجلخ ما يؤدي الى ضعف البصر.

ويعاني المريض من صداع شديد في موضع قريب من الجيب المصاب، فمثلاً يحدث الصداع فوق العينين والجبهة من اصابة الجيبين الجبهيين.

وتتغير نغمة كلامه ويختفي الوضوح في نطقه وتظهر الخناقة في صوته، وكل ذلك يسبب على المدى الطويل الصداع النصفي بنسبة 50%.

وفي بعض الاحيان يتآكل عظم الجيوب الانفية, لذا ينصح د.الجلخ بتدارك الالتهاب أولا بأول تجنبا للمضاعفات بعيدة المدى, مشيرا إلى أن 50% من المصابين يعانون من ربو.

ويقول "إذا أصيب الإنسان بالبرد أو الانفلونزا والتهاب الأنف, وكثرت الميكروبات فيه أصبح في وضع يحتم عليه الراحة واستعمال العلاج المبكر حتى يقضي على المرض في أوله ويتخلص منه".

ولكن الإنسان قد يهمل نفسه ويستهتر بما أصابه فتضعف مقاومته, وقد يزداد التهاب الأنف فتنتهز الميكروبات الفرصة وتتسرب من الفتحات الصغيرة الموصلة للجيوب الأنفية, فتلتهب الجيوب وتكثر إفرازاتها ويطول علاجها.

وحتى نمنع البرد من التفاقم والتحول إلى التهاب مزمن بالجيوب الانفية, ينصح الخبراء بشرب الكثير من السوائل للحفاظ على سيولة المخاط وتدفقه, مع مراعاة "التمخط" برفق حتى تنظف الممرات الانفية وتحافظ عليها من الانسداد.

وينبغي تجنب ركوب الطائرة عند الاصابة باحتقان، فالتغير في الضغط الجوي قد يدفع المخاط إلى داخل الجيوب الانفية. واذا اضطر الفرد لركوب الطائرة, عليه أن يستعمل مزيلا للاحتقان قبل الاقلاع, واستخدام بخاخ الأنف المزيل للاحتقان قبل هبوط الطائرة بحوالي 30 دقيقة.

وينصح الخبراء بوضع كمادات دافئة على الوجه او استنشق البخار من حلة ماء ساخن باستخدام فوطة لصنع خيمة فوق مصدر البخار.

أما بالنسبة للذين يعانون أساسا مشكلة في الجيوب الانفية فإن الاصابة بالانفلونزا تصبح اكثر ضراوة وقد تستمر طويلا.

وتبدأ المشكلة لديهم, كما ذكر د.الجلخ, عندما يحدث انسداد في الفتحة التي يخرج منها المخاط, ويكون كثيفا أو بسبب عيب تشريحي كوجود نمو عظمي غير طبيعي أو انحراف وتيرة أنفية أو تضخم قرينات أنفية فتغطي على قناة تصريف المخاط ويغلقها.

وعندما يتراكم المخاط بسبب هذه العوامل يضغط على الغشاء المبطن للجيوب الانفية مسببا الاصابة بالتهاب الجيوب الانفية, وقد يصحبه ارتفاع طفيف في درجة الحرارة ودوار وشعور عام بالتعب والضعف.

وتشبه اعراض الجيوب الانفية اعراض نزلة البرد الى حد ما والفرق بينهما ان اطوار البرد الاولى المميزة له لا توجد في التهاب الجيوب الانفية، كما ان اعراض التهاب الجيوب الانفية اشد وطأة منها في نزلة البرد.

ويمكن أن يحدث التهاب الجيوب الانفية في الغشاء بسبب التعرض لبعض المواد المهيجة الموجودة في البيئة أو بسبب دخول بكتيريا إلى المخاط المتجمع أو بسبب الانفلونزا نفسها. وقد يستمر الالتهاب عند البعض لعدة اشهر مسببا لهم مشاكل وازعاجات كثيرة منها ضعف حاسة الشم وفي بعض الاحيان فقدانها.

وقد يعانون من آلالم بالاسنان العليا أو من الجفاف في الفم وصعوبة بالتنفس, هذا بالاضافة الى احساس مزعج بوجود جريان مخاطي خلف الانف من الداخل ما يسبب التهابا بالجهاز التنفسي السفلي.

ولكثرة المشاكل التي يحدثها الالتهاب توصل العلماء إلى تقنية حديثة تساعد على معالجة مشاكل الجيوب الانفية, وهي تدليك القرنيات الانفية.

وتوفر التقنية لمشكلات الانف والاعراض المصاحبة لها من انسداد الانف والصداع المزمن والشخير وضعف حاسة الشم, نتائج افضل بكثير من العلاج التقليدي من بخاخات وكيماويات وعمليات جراحية.

وتتم التقنية عن طريق بعض السوائل الملحية والكريمات التي تساعد على انكماش القرنيات الانفية وازالة الاحتقان بالاغشية المخاطية وتجديد الغشاء المخاطي ما يساعد في فتح فتحات التهوية والاخراج للجيوب الانفية.

وتتيح التقنية اخراج الافرازات والصديد المتجمع داخل الجيوب الانفية, وتوفر سهولة تنفس الهواء من الانف دون استخدام البخاخات والقطرات.

وتتمتع هذه التقنية بميزات كونها موضعية وبدون ألم وتعطي نتائج تفوق العلاج التقليدي وماله من مضاعفات.

وعن العلاجات الاكثر شيوعا يقول د.الجلخ إن الطبيب يأخذ تاريخ الحالة منذ ظهورها، ثم يقوم بإجراء فحص لداخل الانف مستعينا بمنظار يساعده على ملاحظة اي انسداد.

ويحاول ان يبعد المريض عن الجراحة قدر الامكان ويعطيه في البداية دواء لمعالجة الاحتقان او العدوى البكتيرية اذا كانت موجودة.

كما قد يجري للمريض فحصا للحساسية لاكتشاف المواد البيئية المسببة لتهيج الغشاء المبطن للجيوب بهدف الابتعاد عنها. فهو يحاول ان يلغي كل ما يسبب التهاب وتورم الغشاء المبطن للجيوب ويسمح بتصريف المواد المخاطية.

فاذا لم تنفع كل هذه الاجراءات يفكر الطبيب حينئذ في الجراحة كآخر الحلول, وتتضمن اجراء تخدير عام للمريض مع استخدام منظار وآلات اخرى تدخل عن طريق الانف.

ويتولى الجراح توسيع قناة تصريف المخاط في الجيوب مع ازالة الاغشية المبطنة للجيوب المصابة بالالتهاب. ويحتاج المريض الى حوالي اسبوع او عشرة ايام للشفاء من العملية والعودة الى حياته الطبيعية وعمله.