عزلة رئيس الحكومة

هآرتس

اسحق ليئور

في عرض في يوم الخميس أمر القائد نتنياهو بـ"تحسين المواقع". بعد ذلك، مثلما يقول هذا بشكل عرضي، ذكر كيف أنه أدار بنجاح الازمة في بدايتها، فقط عن طريق أوامر، وحده، اثناء فترة الحكومة الانتقالية. الآن توجد لدينا حكومة موسعة والكثير من الوزراء والنقاشات والتشريع والكنيست والتصويتات. الديمقراطية تزعجه في أن يعافينا ويعيلنا. لا توجد له أي علاقة برمي التضحية الاقتصادية ومياه الاغلاق في الفراغ. ومن يتحمل المسؤولية عن ذلك هم الوزراء والموظفون.اضافة اعلان
الدولة فاشلة. الشعب متشائم، عندما قاموا بتخويفه اصبح حذرا، وعندما انتهى الخوف تصرف بصورة متهتكة وفاسقة. وهم يقترحون علينا الشباك، الخبير في اعتقال المعارضين في المناطق. والذي لديه قوائم لنا جميعا. وجميعنا سنتعافى حسب قوائمه. ويقترحون علينا الجيش. ما الذي سيفعله؟ فحوصات؟ بناء مستشفيات؟ اضافة اطباء وممرضين؟ الاهتمام بالمسنين؟ استيعاب عاطلين عن العمل؟ اذا كان هناك تجمع اسرائيلي، باستثناء التجمع حول التلفاز، فهو غير قادر على الصمود في نضال يستمر لأكثر من شهرين. المجتمع متفكك والمواجهة تحتاج الى التجنيد، والتجنيد يعني التجند، والتجند يعني القيادة. وفي هذه الاثناء لا توجد امور كهذه. فالسلطات المحلية فقيرة وضعيفة، وليس لديها ما يكفي من موظفي الشؤون الاجتماعية، الذين كانوا يستطيعون تنظيم، مثلا، عزل للمسنين، مع الحفاظ على علاقة يومية معهم. والمجتمع السياسي القديم اختفى منذ زمن (نقابات مهنية، لجان، مجالس عمال، فروع حزبية ونشطاء فيها، حركات شبيبة، منظمات طلابية ونوادي رياضية). وقد حل محلها جميعا التلفزيون التجاري. والشعب الذي كان نشط في غالبية الوقت خارج البيت تحول الى سلبي تماما، وهو مرتبط بالمحرك، التلفزيون.
لا يمكن الاشتياق لما خرب. الخراب مرتبط بغروب حركة العمل. أي مستويات قيادية نمت؟ ضباط كبار متقاعدون واستخذاء مطيع مثلما تبين عند تشكيل الحكومة؛ احزاب، انتخابات، التي جميعها تقريبا يتم تعيينها من قبل قادتها بدون أي علاقة بالتجمعات والاحياء والمساكن. لا يوجد افضل من اليسار من اجل رسم هذا التفكك: في الضفة الغربية المحتلة يقوم الشباك بملاحقة القيادة الميدانية (هناك يوجد مستويات قيادية). اليساريون لدينا يلاحقون الشائعات بمثابرة في فيسبوك. مقابل اسرائيل الآفلة، المستوطنون منذ اكثر من جيل وهم يمولون بشكل جيد ويتدربون، وفي ارجاء البلاد توجد شبكة محترمة من الكنس التي تستخدم للوصل بين الاشخاص، وهناك حركة الليكود مع "نشطائها الميدانيين" الذين يقوم نتنياهو بتجنيدهم بين الحين والآخر، ليس من اجل الخروج من السلبية وتطبيق لسياسته، بل من اجل شتم اليسار.
في اوساط الاغلبية العلمانية في اسرائيل يظهر بوضوح الالتقاء بين عدم القدرة على مواجهة سلطة اليمين المستبدة وبين الكورونا. مجتمع متفكك مع فجوات اقتصادية كبيرة، التي في مركزها المناور بدون بديل. لا توجد له سياسة، ايضا لا توجد له أي مصلحة في تجنيد الشعب. مراقبون متعبون يجدون انفسهم امام اشخاص يحتفلون، لا يعتبر الحل، ايضا رجال الشرطة على مداخل الحانات. المجتمع الاسرائيلي ضعيف، لذلك فان بيبي، بين تويتر وظهور في التلفاز، هو قوي، والعكس بالاساس: بيبي قوي لأنه لا يوجد مجتمع. هل تتذكرون حرب لبنان الثانية؟ كل الشمال، من هدار هكرمل وحتى حدود لبنان، لم يعمل تحت الصواريخ لأنه لم يكن هناك من "يهتم بنا". وهكذا هو الامر الآن ايضا في موضوع الكورونا. "نحن لا نعرف ما العمل". يوجد فقط زعيم، عندما يريد يقوم بالاعلان، واحيانا نحن نستمع واحيانا نحن نستوعب، ومرة اخرى يظهر كقائد للأمة مع ارتفاع المنحنى. ولكن ليست لديه أي فكرة عما يجب فعله. هو يفكر كثيرا بالانتخابات. والذين ما يزالون يتوهمون حتى الآن بشن حرب ضد ايران، يجب عليهم النظر الى عجز السلطة من اجل معرفة ما الذي سيحدث هنا في حالة هجوم صاروخي واحد.