عشرات القتلى بالغوطة .. وتركيا توشك على محاصرة عفرين

عائلة كردية تجلي عن منطقة عفرين بعد اشتداد القصف الجوي التركي أمس ( ا ف ب)
عائلة كردية تجلي عن منطقة عفرين بعد اشتداد القصف الجوي التركي أمس ( ا ف ب)

بيروت- تصعد القوات التركية عملياتها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سورية، حيث استهدفت أمس أحياء المدينة بالقذائف، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس رجب طيب اردوغان أنه يأمل محاصرة المدينة بشكل كامل.اضافة اعلان
في الغوطة الشرقية قرب دمشق، تم اجلاء دفعة جديدة من الحالات الطبية من مدينة دوما، تزامنا مع مقتل 25 مدنيا على الأقل معظمهم جراء غارات سورية وروسية استهدفت جيبا تحت سيطرة "فيلق الرحمن"، بحسب المصدر السوري لحقوق الإنسان.
وقال مصدر في الرئاسة التركية إن اردوغان يأمل "بانجاز التطويق الكامل" لمدينة عفرين "بحلول المساء" أمس وذلك بعد وقت قصير من تصريح متلفز عبر خلاله عن الامل في "سقوط" المدينة.
وتطوق القوات التركية وفصائل سورية موالية منذ الاثنين الماضي مدينة عفرين مع تسعين قرية تقع غربها، إثر هجوم بدأته في 20 كانون الثاني(يناير) تقول إنه يستهدف الوحدات الكردية الذين تصنفهم أنقرة بـ"الإرهابيين".
وردا على تصريحات اردوغان، قال ريدور خليل مسؤول مكتب العلاقات العامة في قوات سورية الديمقراطية، التي تعد الوحدات الكردية أبرز مكوناتها لفرانس برس "يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحلم أحلام اليقظة من خلال قوله أن عفرين ستسقط الليلة".
واستهدفت القوات التركية أحياء في مدينة عفرين بالغارات والقذائف، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين بينهم طفل وإصابة 25 آخرين بجروح، وفق حصيلة المرصد.
وافاد مراسل فرانس برس في المدينة عن اختباء المدنيين في الأقبية.
وقبل وقت قصير من القصف، شاهد العشرات من المدنيين يقفون أمام فرن رئيسي للحصول على الخبز الذي تم توزيعه مجانا بإيعاز من الإدارة الذاتية.
وقال إن العديد من المحلات التجارية أقفلت أبوابها مع نقص المواد الغذائية لا سيما الحليب ووجبات الأطفال.
وبموجب هجومها، تمكنت أنقرة التي تخشى اقامة أكراد سورية حكما ذاتيا على حدودها، من السيطرة على كامل الشريط الحدودي وتقدمت في عمق منطقة عفرين حيث باتت تسيطر على أكثر من سبعين في المئة من مساحتها.
ويربط مدينة عفرين منفذ وحيد بمناطق سيطرة قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء المواليتين.
وقتل عشرة مقاتلين موالين لدمشق جراء غارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وفق المرصد.
وبات هذا الطريق تحت مرمى نيران الجيش التركي وحلفائه، الأمر الذي يدفع المدنيين الى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام للفرار من مدينة عفرين مقابل دفع مبالغ باهظة لمهربين، وفق المرصد.
وتشهد مدينة عفرين اكتظاظا سكانيا جراء حركة النزوح الكبيرة إليها. ويهدد التقدم التركي مصير نحو 350 ألف شخص يقيمون في المدينة وفق المرصد في ظل ظروف إنسانية مأسوية.
وحذر المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب في عفرين ريزان حدو في تصريح لفرانس برس أن "مجرد بدء المعركة وحدوث اشتباكات في هذه البقعة الجغرافية الضيقة، بغض النظر عمن سينتصر في النهاية، هو قرار قيام بمجزرة وابادة جماعية بحق المدنيين".
وشدد خليل وهو قيادي أيضا في صفوف الوحدات الكردية في سورية، على أن "المدافعين عن عفرين على اسوارها ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله الإرهابية منها بهذه السهولة".
في الغوطة الشرقية قرب دمشق، قتل 25 مدنيا على الأقل الأربعاء معظمهم جراء غارات روسية وأخرى سورية استهدفت وفق المرصد مناطق سيطرة "فيلق الرحمن" في جنوب المنطقة المحاصرة أبرزها مدينة حمورية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "النظام يحاول من خلال التصعيد العسكري ان يمارس ضغوطا على فيلق الرحمن لدفعه الى القبول بتسوية في المنطقة وافق المدنيون عليها".
وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) حملة جوية عنيفة، ترافقت لاحقا مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على أكثر من 60 في المائة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن فصلها الى ثلاثة جيوب. وتسبب الهجوم حتى الآن بمقتل أكثر من 1220 مدنياً بينهم 248 طفلا، وفق المرصد.
ولليوم الثاني على التوالي، خرجت أمس دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاسلام، غداة اجلاء 150 شخصا أول من أمس.
وتأتي عملية اجلاء الحالات الطبية هذه بناء على اتفاق بين فصيل جيش الإسلام أكبر فصائل الغوطة وروسيا.
ودعت الأمم المتحدة الاثنين الماضي الى إجلاء عاجل لأكثر من ألف شخص بحاجة إلى عناية طبية طارئة ولا يتوفر لهم العلاج في المنطقة المحاصرة.
وأفادت وكالة الانباء السورية من جهتها عن وصول "عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال عبر الممر الامن" إلى الوافدين.
وشاهدت مراسلة فرانس برس عند معبر الوافدين وصول 24 شخصا بينهم أربعة رجال، يبدو أحدهم مريضا في مرحلة متقدمة وكان على كرسي نقال. وقال ياسر دلوان رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام، أن الاجلاء يتعلق بحوالي 35 حالة طبية بالإضافة إلى مرافقيهم. وفي دوما، تجمع عشرات الأشخاص الذين انتظروا أن يتم اجلاؤهم عند مركز للهلال الأحمر مدينة دوما في وقت مبكر الأربعاء، حسبما أفاد مراسل لفرانس برس.
وقال طبيب في دوما لفرانس برس "بعض هذه الحالات لم نستطع علاجها في الغوطة منذ أكثر من العام".
بين هؤلاء عمران (18 عاما) الذي اصيب بجروح بالغة في قصف على الغوطة قبل عامين، ما تسبب ببتر ساقه وذراعه اليمنى وخسارة عينه اليسرى.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان عدم مشاركتها في عمليات الاجلاء، مشددة على وجوب أن "تتحلى بالإنسانية" وأن يتاح للمدنيين حرية التنقل بالإضافة إلى ضمان السلامة والحماية.-(ا ف ب)