عشرات القتلى بمعارك وغارات على شمال غرب سورية

figuur-i
figuur-i

بيروت - برغم إعلان روسيا وتركيا وقفاً لإطلاق النار، قتل عشرات المدنيين والمقاتلين منذ أول من أمس في معارك عنيفة وغارات جوية مستمرة في محافظة إدلب السورية مع سعي قوات الجيش السوري للتقدم باتجاه مدينة استراتيجية.اضافة اعلان
وفي مدينة حلب شمالاً، قتل أربعة مدنيين على الأقل أمس جراء قصف بالقذائف الصاروخية على حي سكني شنته "مجموعات إرهابية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب ومحيطها، رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس عن "اشتباكات اندلعت قرابة منتصف ليل أول من أمس جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة"، أسفرت عن مقتل "26 عنصراً من الفصائل، غالبيتهم من هيئة تحرير الشام مقابل 29 عنصراً من الجيش السوري والمجموعات الموالية لها".
وجاءت المعارك بين الطرفين غداة مقتل 19 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال وعنصر من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل)، جراء غارات شنّها الجيش السوري على مدينة إدلب، استهدفت المنطقة الصناعية وسوق الهال فيها خلال وقت الذروة، بحسب المرصد. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس جثثاً متفحمة داخل عدد من السيارات المحترقة في المنطقة الصناعية.
وكان الجيش السوري والحليف الروسي صعّدا منذ كانون الأول (ديسمبر) عملياتها في ريف إدلب الجنوبي، تحديداً في محيط مدينة معرة النعمان، ما دفع نحو 350 ألف شخص غالبيتهم من الريف الجنوبي إلى النزوح باتجاه مناطق شمالاً أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة.
ونبّهت لجنة الإنقاذ الدولية أمس من أن استمرار التصعيد قد يتسبّب بموجة نزوح جديدة. وقالت مديرة السياسات في اللجنة ميتسي بوتسويل في بيان إن "650 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، قد يُجبرون على الفرار من منازلهم إذا تواصلت أعمال العنف".
وأوضحت أن "الوضع في شمال غرب سوريةعلى وشك الانهيار، وتمثّل أحداث الأيام القليلة الماضية نقطة تحول في الصراع".
وقتل أربعة مدنيين الخميس وأصيب 15 آخرون بجروح، جراء "اعتداء المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على حي السكري" في مدينة حلب، بحسب سانا.
وتتمركز مجموعات مقاتلة أبرزها هيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي، وغالباً ما تستهدف أحياء المدينة بالقذائف منها.
وشنّت الطائرات الحربية السورية والروسية أمس عشرات الضربات الجوية مستهدفة بشكل أساسي مدينة معرة النعمان وريفها.
وبات الجيش السوري على بعد نحو سبعة كيلومترات جنوب معرة النعمان، المدينة التي باتت وفق الأمم المتحدة شبه خالية من سكانها.
ومنذ سيطرة الفصائل المتطرفة والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، يصعد الجيش السوري بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل الى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات الجيش السوري خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية آب/أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
ويتركز التصعيد العسكري اليوم على معرة النعمان، الواقعة أيضاً على هذا الطريق الاستراتيجي.-(أ ف ب)