"عطلة ما بين الفصلين".. "استراحة محارب" للطلبة وذويهم!

Untitled-1
Untitled-1
تغريد السعايدة عمان - في ظل ظروف استثنائية مختلفة، وتفاصيل قد تغيب عنها البهجة كما الأعوام السابقة، تبدأ عطلة ما بين الفصلين لطلبة المدارس، بعد أشهر لم تكن سهلة اختبرها الآباء والأبناء لأول مرة. ويجد الأهل بهذه العطلة "استراحة محارب" بعد متابعة مستمرة للأبناء سواء بالواجبات أو الدروس عبر المنصات الخاصة بوزارة التربية والتعليم أو من خلال منصات متخصصة بالمدارس الخاصة. في الفصل الأول الذي شارف على الانتهاء في ظل جائحة "كورونا"، مرّ الأهل والطلبة بشكل عام بالكثير من الصعوبات، واجهتهم أثناء متابعة الدروس اليومية، أو خلال تقديم الامتحانات، كون نسبة من العائلات في بعض المناطق، لا يتوفر لديها خدمات إلكترونية بشكل مستمر، وكان من الصعوبة بمكان أن يكونوا متابعين للدروس كافة، وهذا سبب ضغوطاً نفسية وأسرية عليهم. وتجد لبنى حسن، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، أن عطلة ما بين الفصلين فرصة حقيقية لها ولعائلتها، قد تستغلها بالاستجمام وتنظيم رحلة مع الأسرة، والجلوس مع طفليها بعد أن كانت تقضي بين الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً في متابعة الحصص، وهذا كان سبباً لأن تلتزم البيت وتقوم بمتابعة الواجبات فيما بعد. تستعد لبنى للعطلة من الآن، على حد تعبيرها؛ إذ كان ثقل التعليم عن بعد يقع على عاتق الأهل المطالبين بالمتابعة والوقوف بجانب أبنائهم خلال الحصة، عدا عن إعادة الشرح لهم فيما بعد، ومن ثم متابعة الواجبات، وهذا شكل عبئا إضافيا عليها، لتؤكد أن العطلة ما بين الفصلين هي لأولياء الأمور، كما هي للطلبة. وكانت وزارة التربية والتعليم قد عملت منذ بداية العام الدراسي على تنظيم الدراسة عن بعد من خلال منصة "درسك"، التي تتيح للطلبة حضور الحصص الدراسية، في ساعات محددة خلال النهار، كما قامت المدارس الخاصة بتنظيم الدراسة فيها من خلال المنصات الخاصة بها أو عن طريق التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومن المفترض أن تبدأ عطلة ما بين الفصلين لطلبة المدارس الحكومية في السابع عشر من الشهر الحالي، وتستمر لغاية الأحد الموافق 7/2/2021، فيما بدأت بعض المدارس الخاصة عطلتها، وخاصة للمرحلة الأساسية الأولى. الكثير من العائلات كانت المحرك الرئيسي للعملية التعليمية خلال هذه الفترة، ومنهم أمهات عاملات كن طيلة تلك الفترة الماضية في حالة توتر ومتابعة لدروس أبنائهن من خلال التواصل معهم عبر الهاتف أو الانتظار لحين العودة من العمل ومتابعة الدروس مسجلة مرة أخرى. ولكن تأتي العطلة ما بين الفصلين "الشتوية" لتوفر قليلا من الراحة للأهل والطلاب، في حين أن والدة الطفل أحمد، في الصف الثالث، تنوي أن لا تنقطع عن التدريس لطفلها في بعض المواد الدراسية الأساسية، من خلال مساعدته بحصص محددة تقوم بتقديمها له إحدى المعلمات في العطلة، كونها تشعر بتقصير في هذه المواد، وتعد العطلة الفرصة المناسبة لذلك. الاختصاصية التربوية الدكتورة انتصار أبوشريعة، تنصح الأهل في هذه الفترة بأن يكونوا متوازنين في التعامل مع أبنائهم في العطلة، خاصة وأن الفصل الأول كان زاخراً بالمتطلبات الدراسية في تجربة يخوضها الطلبة لأول مرة في حياتهم. ومع قرب انتهاء الفصل الدراسي الأول، تقول أبوشريعة "إن الأهل سيجدون أنفسهم أمام مشكلة الفراغ الكبير لدى أبنائهم الطلبة بعد فصل دراسي مرهق لهم تحديدا كأولياء أمور، فرضت عليهم الجائحة أن يكونوا معلمين قسرا ويتحملوا عبئا كبيرا من عملية التدريس والمتابعة وطرفا رئيسيا في العملية التعليمية في هذه المرحلة الحرجة التي عانى منها الكثيرون باعتبار التعليم عن بعد تجربة جديدة لم تصل لدرجة النضج بعد". ومن ثم تأتي هذه العطلة ما بين الفصلين ليجد الأهل أنفسهم أمام حالة من التذمر والشكوى من الملل والفراغ، وهذا أمر واقع للأسف؛ حيث استنفد الطلبة كل وسائل الراحة والترفيه في ظل الغياب القسري عن المدرسة وعدم التعامل مع التعليم عن بعد بجدية التعليم الوجاهي نفسها عند الكثيرين. ولا تنوي أم أحمد أن تزيد الضغوط على طفلها خلال العطلة، وتبين أن عدد الحصص سيكون قليلا، ولكن سيكون وجاهياً لدى إحدى المعلمات التي تقوم بتقديم القواعد الخاصة بتلك المواد من خلال شرحها له مباشرة دون منصات، بيد أنها تؤكد في الوقت ذاته أنها تنوي تخصيص وقت مناسب لها ولأطفالها للخروج من المنزل في ساعات الصباح لإضفاء بهجة وتغيير الأجواء في ظل ما يعانونه من محددات وقيود في "الجائحة". وعلى الرغم من أن الكثير من مراكز الترفيه والتسلية المخصصة للأطفال للعب، أو المراكز الرياضية والثقافية والفنية ما تزال قيد التوقف، بسبب إجراءات المحافظة على التباعد للحد من عدوى انتشار "كورونا"، إلا أن أولياء الأمور يجدون في هذه العطلة مساحة "فراغ" للطفل" دون دروس ومتابعة واجبات، للترفيه عن أنفسهم دون ضغوط، حتى وإن كان ذلك مقتصراً على التواجد مع الأسرة من دون أي متطلبات دراسية. ومن وجهة نظرها، تقول أبوشريعة "آن الأوان للتفكير خارج الصندوق لملء فراغ الأبناء الطلبة وبما يضمن خروجهم من الجو النفسي الذي فرضته عليهم الجائحة، فمعرفة الأهل مواهب وميول أبنائهم ضروري جدا للبدء بالاستعداد لهذه العطلة بما هو مفيد كزيارة المواقع الأثرية ودور المكتبات والحدائق وزيارة الأقارب والمساعدة في أعمال المنزل والمشاركة في الأعمال التطوعية". كما تنصح أبوشريعة الأهل بإمكانية تقوية الأبناء من خلال المشاركة في الدورات التعليمية أو التدريبية، والابتعاد ما أمكن عن الهواتف والأجهزة الذكية باعتبارها المرتكز الرئيسي، كأداة تعلم في فترة التعليم عن بعد وهذه العطلة فرصة للاستراحة وإراحة العين من إلإرهاق والتعب. إلى ذلك، عدم اللجوء لمراجعة الدروس أو التحضير للفصل الجديد كون العطلة قصيرة نوعا ما، والأفضل أن يخرج الطالب من الأجواء السلبية التي فرضتها الجائحة نتيجة ابتعاد الطلاب عن أقرانهم ومعلميهم، وتفاصيلهم المعتادة.اضافة اعلان