عطلة نهاية الأسبوع تنعش سوق الزيت والزيتون في عجلون

عامر خطاطبة

عجلون- ساهمت عطلة نهاية الأسبوع، وقدوم الزوار والمتنزهين إلى مناطق محافظة عجلون في تنشيط حركة بيع الزيت وثمار الزيتون وارتفاع أسعارها نسبيا بسبب زيادة الطلب. اضافة اعلان
وشهدت جميع المعاصر في محافظة عجلون يومي الجمعة والسبت الماضيين إقبالا كبيرا للمتسوقين القادمين من مختلف محافظات المملكة، حيث أكد شهود عيان أن سعر صفيحة الزيت تجاوز في بعض المعاصر حاجز الـ 100 دينار، بسبب شدة إقبال المواطنين من كافة محافظات المملكة على شراء الزيت العجلوني.
وأكد أحد المزارعين أحمد عبدالرحمن، أن غالبية معاصر الزيتون في المحافظة شهدت مع عطلة نهاية الأسبوع اقبالا مميزاً وكبيراً ، لافتا إلى أن كثيرا من زوار المحافظة لم يتمكنوا من شراء الزيت العجلوني من المعاصر بسبب الإقبال الكبير الذي شهدته المعاصر، ما دفعهم للتواصل مع مزارعين تعاملوا معهم خلال السنوات الماضية لتأمينهم بإحتياجاتهم من الزيت العجلوني.
ويقول سامي فريحات، إن الكثير من سكان المحافظات يأتون الى محافظة عجلون لشراء الزيت العجلوني، لقناعتهم أن الزيت العجلوني يعد من أجود وأفضل أنواع الزيوت، لافتا إلى أن كثيرا من زوار المحافظة لديهم قناعة كاملة وثقة بالزيت العجلوني لوجود أشجار الزيتون المعمرة"الرومي"، محذرا من إعلانات مضللة لمادة زيت يدعي أصحابها بأنها من عجلون وتباع بأسعار منخفضة جدا لا تصل إلى نصف السعر الدارج.
وأكد أحد أصحاب معاصر الزيتون حسان عناب، أن سعر تنكة زيت الزيتون في عجلون يختلف من وسط الأسبوع عن نهايته، موضحا أن السعر الطبيعي للصفيحة وسط الأسبوع يتراوح بين 80 دينارا الى 90 دينارا ، بينما يتجاوز سعر التنكة نهاية الأسبوع حاجز الـ 95 دينارا ويصل أحيانا إلى 100 دينار بسبب زيادة الطلب.
في الأثناء، يواصل المزارعون قطف ثمار اشجارهم، والتي يعولون عليها الموسم الحالي لتوفير سلعة غذائية رئيسة لأسرهم، وإيجاد مصدر دخل لقضاء احتياجاتهم.
ويعد موسم الزيتون من أهم المواسم في محافظة عجلون، نظرا لانتشار الأشجار المعمرة والحديثة في جميع مناطق المحافظة والتي توفر كميات جيدة وأفضل من أي ثمار أخرى، بحيث يتزود السكان من مادة الزيت وتخليل كميات من ثمارها، إضافة إلى بيع الفائض بمبالغ لا بأس بها.
وكان فريق من السفارة الأميركية والاتحاد النوعي للمزارعات الأردنيات شاركوا مؤخرا بيوم عمل وحمله تطوعية لقطف ثمار الزيتون في احدى مزارع الزيتون بمنطقة صخرة بمحافظة عجلون.
وقالت رئيس الاتحاد زينب المومني، إن فريقا من السفارة وفريق الشباب ومتطوعات الاتحاد النوعي شاركوا في يوم القطاف التطوعي، لافتة إلى انه تخلل اليوم التطوعي تنظيم نشاط تشاركي لتخليل الزيتون لتسويق المنتجات من هذه المادة، كما قام الفريق بزيارة الى احد معاصر الزيتون للاطلاع على آلية عصر محصول الزيتون بالمعاصر الحديثة.
ويقول محمد الرشايدة إن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة "الرومي" والتي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية التي تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون منذ بضعة سنين.
ويؤكد أن كثيرا من الأسر في المحافظة ليس لها دخول سوى ما يوفره موسم الزيتون من مادة غذائية ومبالغ يعتمدون عليها طيلة العام للإنفاق على المستلزمات الأخرى، داعيا وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، وكذلك تشديد الرقابة من الجهات المعنية لمنع بعض التجار الجشعين من التلاعب بالسلعة، وتسويق المغشوش منها والإساءة لسمعة زيت المحافظة ذي الجودة العالية.
يشار إلى أن كوادر الإدارة الملكية تمكنت الأسبوع الماضي من ضبط شخصين قاما بالاعتداء على أشجار زيتون رومي معمرة وازالتها من مكانها في إحدى مناطق المحافظة، حيث تم تحويل الشخصين المتورطين للقضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما، كون هذه الأشجار تعد ثروة وطنية يمنع الاعتداء عليها بكافة الأشكال سواء بالتقطيع او اقتلاعها أونقلها أو بيعها.
من جانبه، قال مدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان، إن هناك 15 معصرة لزيت الزيتون موزعة على معظم مناطق المحافظة حيث يوجد في لواء القصبة 12 معصرة وفي لواء كفرنجة ثلاث معاصر ، لافتا إلى أن جميع هذه المعاصر مرخصة وتعمل ضمن الشروط والمواصفات القانونية المطلوبة.
وأكد الشرمان أن موسم الزيتون لهذا العام يعتبر من أفضل المواسم، لافتا الى أن شجرة الزيتون تعتبر مصدر دخل رئيسي لكثير من الأسر في محافظة عجلون. ودعا سكان المحافظة الى مزيد من الإهتمام بزراعة شجرة الزيتون والإعتناء بها.
وتوقع الشرمان أن يتم الموسم الحالي انتاج 41 ألف طن زيتون في المحافظة، بحيث يتم تحويل 39 ألف طن منها إلى مادة الزيت وبكمية تقدر بـ 8 آلاف طن، فيما يتم استغلال ألفي طن منها للكبيس، مشيرا إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ 86 ألف دونم.
وأكد أن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر لمخالفات بيئية أثناء الموسم، مؤكدا أن الجولات ستستمر على المعاصر طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات "الزيبار" بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
وفيما يتعلق بأشجار الزيتون الرومي"الأمهات" أكد الشرمان أن المديرية ملتزمة بحمايتها، بحيث لا تسمح بالمتاجرة بها، ولا تسمح باقتلاعها إلا بعد الحصول على التصاريح من المديرية وفي حالات نادرة كفتح الطرق وتراخيص البناء.