عقبات حزبية تمنع نتنياهو من توسيع حكومته

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- (ارشيفية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- (ارشيفية)

برهوم جرايسي

الناصرة- قالت مصادر إسرائيلية أمس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "طمأن" رؤساء الأحزاب في حكومته، بأنه لن يضم إلى حكومته كتلتي "المعسكر الصهيوني" ولا "يوجد مستقبل"، كي لا يكون هذا على حساب أي من الشركاء، في حين أن الكتلة الثالثة المرشحة للانضمام للحكومة، "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، ترفض حتى اللحظة الانضمام.
تصريحات نتنياهو هذه، تعد استسلاما للواقع  السياسي الإسرائيلي واستبعاد أي توسيع لحكومته ذات الأغلبية الهشة، المرتكزة على قاعدة ائتلاف تضم 61 نائبا من أصل 120 نائبا في الكنيست. وكان نتنياهو قد سعى مرارا لإقناع كتلة "المعسكر الصهيوني" التي تضم حزبي "العمل" و"الحركة" لها 24 نائبا، بالانضمام إلى حكومته، وكان هذا ايضا في الايام الأولى من الشهر الماضي، مع اندلاع الهبذة الفلسطينية، إلا أنه جوبه بالرفض من ناحية، ومن ناحية أخرى، عبر تحالف المستوطنين، "البيت اليهودي"، عن رفضه لهذه المبادرة.
ويرى نتنياهو صعوبة في مواصلة العمل البرلماني بأغلبية ضعيفة إلى هذا الحد، تدخل حكومته في هاجس دائم لتمرير قوانين، باستثناء القوانين العنصرية، وتلك التي تهدف لعرقلة حل الصراع، إذ إن قاعدة التأييد لها تضم نوابا من المعارضة ايضا، وخاصة من حزب "يسرائيل بيتينو" العنصري الشرس.
والمانع الأكبر لتوسيع حكومة نتنياهو، هي حسابات الربح والخسارة لكل واحدة من الكتل المرشحة للانضمام إلى الحكومة، وفي حال أقدمت اي كتلة على الانضمام، فإنها ستدفع ثمنا سياسيا في الانتخابات المقبلة. كما أن مثل هذه الحسابات موجودة لدى كتل الائتلاف. ونعرض هنا بعض هذه الحسابات.
فكتلة المعارضة الأكبر، "المعسكر الصهيوني"، السابق ذكرها هنا، سيقضي دخولها إلى الائتلاف، على احتمال أن تكون منافسة على الحكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أنه سيُحدث شرخا في داخل حزب "العمل". إضافة إلى أن نتنياهو لا يستطيع ضم "المعسكر الصهيوني"، والحفاظ على التركيبة الحكومية الحالية، بما فيه توزيع الحقائب المركزية.
وفي حال ضم كهذا، فإن كتلة المستوطنين "البيت اليهودي" ستبادر للخروج من الحكومة، كما صرّح زعيم الكتلة، وزير التعليم، نفتالي بينيت، إذ قال، إن الائتلاف القائم يرفض إقامة دولة فلسطينية ومن سينضم لهذا الائتلاف سيكون عليه القبول بهذا المبدأ، وإلا فإن "البيت اليهودي" سيكون خارج الحكومة، ورفض الدولة الفلسطينية قائم بإصرار في حزب الليكود، بدءا من زعيمه.
أما كتلة "يوجد مستقبل"، ورغم كل التصريحات اليمينية التي يطرحها زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد، ورغم أنه أثبت توافقه مع تحالف المستوطنين في حكومة نتنياهو السابقة، إلا أن دخوله إلى الحكومة يواجه اعتراض كتلتي المتدينين المتزمتين "الحريديم"، على ضوء سلسلة الإجراءات التي بادر لها لبيد في الحكومة السابقة، لتقليص ميزانيات هذا الجمهور ومؤسساته، وأيضا لكونه هو بذاته فرض "فيتو" على انضمام كتلتي "الحريديم" إلى الحكومة السابقة.
والكتلة الثالثة هي كتلة "يسرائيل بيتينو" بزعامة ليبرمان، فالسياق الطبيعي لمنسوب التطرف في حكومة نتنياهو الحالية، أن يكون هذا الحزب داخل الائتلاف، وحتى أن حقيبة "الخارجية" في انتظاره. ولكن حسابات ليبرمان تتعلق بمستقبل بقائه هو وحزبه على الساحة بعد الانتخابات المقبلة. فتمثيله البرلماني هبط من 11 نائبا إلى 6 نواب، وقبل دورتين كانت كتلته من 15 نائبا.

اضافة اعلان

[email protected]