علامة تعجب حول الفساد

هآرتس

أسرة التحرير

اضافة اعلان

محاكمة ايهود اولمرت، الذي كان رئيس بلدية القدس ورئيس وزراء إسرائيل، تجري في القدس في أجواء لا يوجد فيها أي مؤشر على الحياة العادية. في بدايتها تم التأجيل إلى أن تعزز الدفاع ببديل لأحد النواب العامين عين مستشارا قانونيا للحكومة. وبعد ذلك تم التزامن الدقيق للهجوم على النيابة العامة، بنشر أقوال مسيئة قالها عن السلطة القضائية عضو مركزي في فريق المدعين العامين. وفي الأسبوع الماضي وقعت مفاجأة أكبر بكثير، حيث طلب من الادعاء العام وقف البحث في الملف الذي يعنى بمركز الاستثمارات، بسبب تحقيق جديد يشارك فيه أيضا متهمون وشهود يرتبطون بهذا الملف. وفي النهاية تم ايقاف الاستماع إلى الشهادات وسيستأنف الاستماع في 6 أيار(مايو) المقبل.

حتى ذلك الحين، يجدر صرف الانتباه عن محاكمة اولمرت إلى القضية الجديدة، أو للدقة إلى قضية قديمة استنفد التحقيق فيها بتأخير وفي ظروف تتبين تفاصيلها ببطء – هولي لاند. عمليا، هولي لاند هو الاسم السري للنشاط المشبوه كجنائي والذي وقع، ظاهرا، في سلسلة مشاريع في أرجاء البلاد، وتعتبر مشاريع البناء في هولي لاند الأبرز بينها. ويجري التحقيق في الفساد في العلاقات بين المستثمرين والموظفين والسياسيين، سواء على المستوى البلدي أم على المستوى الحكومي. نائب رئيسة محكمة الصلح في ريشون لتسيون، الذي اطلع على مادة سرية لتعليل طلب اعتقال بعض المشبوهين، أخذ الانطباع بأنه هناك شيئا حقيقيا في الشبهات، وان هذه قضية فساد خطيرة للغاية.

وحيال علامات الاستفهام في القضية تبرز علامة تعجب لا لبس فيها عن انماط الادارة السليمة، فبرج هولي لاند يشذ على نحو ظاهر عن أنماط البناء في محيطه. ومن الواضح أنه كان هناك من فرضه على القدس. من فعل ذلك ومقابل ماذا؟ – هذا ما يجري التحقيق فيه.

رسميا، اولمرت يرتبط فقط بالمحاكمة وليس بهولي لاند، ولكن مقربين منه مشبوهون بل ومعتقلون في القضية، كما تحدث محاميه، وان كان باستخفاف، عن امكانية اعتقاله. وقد تغيب اولمرت عن محاكمته بشكل خاص وعن إسرائيل بشكل عام وانصرف إلى جملة غريبة من الاعمال التجارية وكرة القدم ومعسكر اوشفتس.

هذا سلوك مرفوض لمن لا يكتفي بادعاء براءته بل يبث أملا بالعودة إلى الحياة العامة. وعلى الشرطة والنيابة العامة أن توضحا علنا ومن دون ابطاء إذا كان اولمرت مشبوها في التحقيق في قضية هولي لاند. ربما كانت هناك حاجة إلى الغموض في مرحلة سابقة من التحقيق، اما في هذه اللحظة فان الاهتمام العام يستدعي تبديد هذا الغموض.