على أميركا أن لا تدير ظهرها لحلفاء القتال في العراق وأفغانستان

Untitled-1
Untitled-1

هيئة التحرير - (الواشنطن بوست) 30/1/2019
ترجمة: علاء الدين أبو زينة

الآن، يتم فقدان روح "إذا وقفت إلى جانبنا، فإننا سنقف إلى جانبك" التي تحدث عنها نائب الرئيس عندما كان عضواً في الكونغرس. ويحتاج الرئيس والكونغرس إلى الوفاء بالوعود التي بذلتها أميركا لشركائها من الأفغان والعراقيين الذين عملوا معها في ساحة المعركة، والموافقة على منح تأشيرات دخول جديدة لهم هذا العام، والقضاء على الإجراءات التي تؤخر إصدارها.

  • * *
    عندما كان نائب الرئيس الحالي نائباً في الكونغرس، حضر جلسة استماع حول مسألة منح تأشيرات هجرة خاصة للمترجمين الفوريين والمترجمين الذين عملوا مع القوات الأميركية في العراق وأفغانستان. وقال السيد بنس في ذلك الحين إنه يقف بكل صدق وإخلاص وراء هؤلاء الحلفاء في ساحة المعركة، الذين تحدوا في أغلب الأحيان التهديدات بالقتل، وعرضوا عائلاتهم لخطر الانتقام. وفي جلسة عقدت في الكونغرس يوم 26 آذار (مارس) 2007، أعلن السيد بنس: "أعتقد أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من قول الولايات المتحدة الأميركية للناس في العراق أو في أي مكان في العالم: ‘إنك إذا وقفت إلى جانبنا، فإننا سوف نقف إلى جانبك’، وهذا هو مستوى الأهمية الذي أشعر به".
    والآن، بعد مرور نحو 12 سنة، أصبح السيد بنس نائباً للرئيس في إدارة يبدو أنها تنسى، إلى جانب الكونغرس، التزاماتها بهذا الخصوص. هناك ما يقدر عددهم بنحو 19.000 من الأفغان الذين خدموا الولايات المتحدة، والذين ما يزالون عالقين في مراحل مختلفة من عملية تزداد تباطؤاً بشكل ملحوظ لمنح التأشيرات. وبشكل عام، كما ذكر أليكس هورتون في مقال له نشرت في صحيفة "الواشنطن بوست" الأسبوع الماضي، منذ أن أنشأ الكونغرس قانون حماية الحلفاء الأفغان في العام 2009، تمت الموافقة على ما يقرب من 16.000 من المتقدمين الأفغان الرئيسيين المرشحين للحصول على التأشيرات. لكن العدد المعتمد أصبح يتضاءل خلال فترة إدارة ترامب. وفي السنة المالية الماضية، تم الانتهاء من عملية إصدار نحو 1.649 تأشيرة من هذا النوع للأفغان، هابطة من 4.120 تأشيرة تم إنجازها في السنة المالية 2017. ويعتقد أن هناك حوالي 3.000 تأشيرة وافق عليها الكونغرس والتي ما تزال متاحة.
    حتى الآن في هذه السنة المالية، لم يوافق الكونغرس على منح أي تأشيرات دخول جديدة؛ وكان يجب أن يخوِّل بإصدار 4.000 تأشيرة أخرى على الأقل. ومما يزيد المشكلة تعقيدا أن التأخيرات تطول كثيراً بسبب عمليات الفحص الأمني للمتقدمين. وكان الكونغرس قد طلب من وزارة الخارجية أن لا تستغرق عملية التدقيق الأمني أكثر من تسعة أشهر في الحد الأقصى، لكن متوسط وقت الانتظار الحقيقي يصل إلى 23 شهراً.
    للحصول على تأشيرة الدخول، يجب على المتقدمين الأفغان إثبات أنهم قدموا خدمة مخلصة وقيمة للولايات المتحدة، وعملوا لمدة عامين على الأقل بقدرة تأهيلية، وواجهوا تهديدات جدية ومستمرة بسبب عملهم مع الأميركيين. ويجب عليهم اجتياز فحوصات أمنية كثيفة وواسعة النطاق. وبالنسبة لأولئك الذين يتأهلون، يعد برنامج منح التأشيرة مكافأة قيمة للمترجمين الفوريين والمترجمين وعمال الدعم الذين وقفوا مع القوات الأميركية خلال الحرب الطويلة في أفغانستان. ولأسباب واضحة ومفهومة، أصبح هؤلاء يخشون الآن من أن يتركوا في الوراء. وهم لم يخاطروا فقط بتواجدهم في مسارح القتال، وإنما يواجهون الخطر أيضاً عندما يعودون إلى ديارهم وغالباً ما تستهدفهم الطالبان. وما كان من الممكن خوض الحرب من دونهم. فهل سينتهي بهم المطاف وقد تقطعت بهم السبل؟
    من جهة أخرى، تم إغلاق برنامج التأشيرات الخاص بالعراق أمام مقدمي الطلبات الجدد في العام 2014، ويجب على أولئك الذين عملوا مع الولايات المتحدة تقديم طلب من خلال برنامج الوصول المباشر (DAP)، وهو جزء من عملية قبول اللاجئين في الولايات المتحدة. وقد انخفض قبول العراقيين من خلال برنامج الوصول المباشر بشكل حاد، هابطاً من 7.122 في السنة المالية 2015 إلى 51 فقط في السنة المالية 2018، وفقاً لما أفاد به المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين، والذي يقدر أن هناك الآن 100.000 شخص ما يزالون عالقين في إجراء برنامج الوصول المباشر المتأخرة.
    الآن، يتم فقدان روح "إذا وقفت إلى جانبنا، فإننا سنقف إلى جانبك" في أميركا. ويحتاج الرئيس والكونغرس إلى الوفاء بالوعود التي بذلتها أميركا لشركائها في ساحة المعركة، والموافقة على منح تأشيرات جديدة للأفغان هذا العام، والقضاء على الإجراءات التي تؤخر إصدارها.
اضافة اعلان

*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: America must not turn its back on battlefield allies from Iraq and Afghanistan