على رصيف أمنياتنا.. ننتظر تحقيق الأحلام

قد نسقط وتتعثر الأمنيات قليلا لكن لابد من تحقيقها يوما - (أرشيفية)
قد نسقط وتتعثر الأمنيات قليلا لكن لابد من تحقيقها يوما - (أرشيفية)

ربى الرياحي

عمان- هناك على ذلك الرصيف نقرر أن ننتظر جزءاً من أحلامنا أن يتحقق بعد أن نكون قد تجاوزنا شعور الخوف الذي لازمنا طويلا نفكر في تلك اللحظة أن نوقظ رغبتنا بالفرح ولو لدقائق لكن بدون أن نضطر لتفسير ما يحدث تاركين المهمة لملامحنا التي بدت وكأنها تستعد لممارسة طقوس خاصة قادرة على ترجمة تلك الحالة التي نعيشها والتي تصر أيضا أن تذكرنا بعدد مرات تعثرنا وانزلاقنا وسقوطنا، جميعها تحمل المعنى نفسه محاولة استدراجنا إلى ما هو أبعد من الذكرى لتصل ربما إلى تلك العلامة الاستفهامية التي توضح الفرق بين السقوط والاستيقاظ.اضافة اعلان
قد نسقط وتتعثر الأمنيات قليلا داخل ذلك المكان الذي تجبرنا تفاصيله على رسم ملامح الحياة التي نريدها، لكننا نقرر أن نترك ذلك الرصيف بعد أن نستعيد ذواتنا ليصبح بمقدورنا قراءة الواقع من حولنا محاولين بذلك اقتناص فرصة جديدة تعيننا على النهوض ثانيةً لذا نشرع بتجاوز الرصيف خشيةً من أن نتعثر مرة أخرى كوننا لا نجيد تفاصيله الدقيقة في حين أن البعض منا قد يكتفون بالوقوف عليه في انتظار أشياء كثيرة قد لا تأتي ومع ذلك يفضلون البقاء لعلهم يحظون بأمنيات غير متعثرة لا تخضع لفكرة المستحيل التي تلغي رغبتنا في ملامسة أحلامنا وأحيانا أخرى تمنعنا من التفكير جديا بما نريده.
تعلمنا الحياة بدون أن تتجاهل أخذ حقوقها بعضا من أسرارها تفضي إلينا بين الحين والآخر بما تريده هي وليس بما نريده نحن وبدون تحفظ أو تردد نجد أنفسنا نحتمي كعادتنا بما منحته لنا ليس لأنه لم يحدث من قبل أو لأنها تختصنا به دون غيرنا، ولكن لنستطيع مرافقة أمنياتنا وأحلامنا التي تأبى أن تقف عند ذلك الرصيف فقط رافضين أن نبقى رهائن للخوف الذي يحاول منعنا من رؤية الأفق مكتفين بمشاهدته من بعيد والافتتان بما يحققه الآخرون من أمنيات.
وحتى لا نكون كأولئك الذين اختاروا أن يخذلوا أحلامهم تلك فقط لأنهم يخشون السقوط نقرر أن نبحث عما نملكه من أحلام وأمنيات داخل ذلك الرصيف الذي كان وما يزال شاهدا على تعثرنا تارة وعلى نهوضنا تارة أخرى متجاوزين بذلك قسوة الانتظار لأمنيات نعرف مسبقا أنها لن تتحقق بسهولة ومع ذلك نصر أن نتشبث بها لاقتناعنا بأننا نحن من نحدد مكاننا وليس أولئك الذين يتعمدون حصرنا في تلك الدائرة المغلقة ظانين أننا سنعجز عن حمل أمنياتنا لدرجة أننا سنختار التخلي عنها نهائيا فقط لأن الحياة تأبى أن تنصفنا أو بمعنى آخر لم تمنحنا فرصا أخرى لنحقق كل ما نريده من خلال ذلك التعثر المجاني ندرك أن اجتيازنا للرصيف مرهون برغبتنا نحن لأننا نحن من يحيك التفاصيل التي نشعر بأنها تتلاءم مع ما نريد سامحين لذواتنا بتشكيل أمنياتنا كما نشاء وقراءتها بطريقة مختلفة قادرة على استثناء كل تلك الاحتمالات المحبطة الموجعة التي تحاول جاهدة منعنا من انتهاز تلك الفرص القليلة واستغلالها بالشكل المناسب الذي يجعلنا أقدر على احتواء كل الوقائع المتغيرة فالحياة لا تقبل الاجتهادات ولا خسارة ما نملكه من أمنيات.