على مشارف العيد.. التساهل بالإجراءات بيئة خصبة لانتكاسة وبائية

Untitled-1
Untitled-1

منى أبوحمور

عمان- مخاوف من العودة إلى انتكاسة وبائية، هي ما وصفها خبراء أوبئة في ظل الانفتاح الكبير في القطاعات وتقليص ساعات الحظر، رافقه غياب في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وفي حفظ مسافة الأمان وارتداء الكمامة في الأسواق وأماكن التجمعات.اضافة اعلان
غياب التزام المواطنين بإجراءات السلامة العامة والالتزام بالبروتوكول الصحي الذي يضمن عودة آمنة للقطاعات، يجعل البيئة خصبة لانتشار العدوى، خصوصا خلال ليالي العيد التي تشهد إقبالا كبيرا على الأسواق والمطاعم ومراكز التسوق من جهة، والفعاليات التي يقوم بها المواطنون خلال أيام العيد.
عدد متلقي اللقاح في الأردن وصل إلى 431301 من الجرعة الأولى و120290 من الجرعة الثانية و1114975 مسجلين على المنصة لأخذ اللقاح.
وارتفع عدد متلقي اللقاحات في الأردن حتى اليوم من مختلف أنواع المطاعيم، وتوزعت، بحسب رئيس لجنة الصحة والتربية في المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم البدور، إلى 60 % حصلوا على اللقاح الصيني، بينما وصلت نسبة الحاصلين على لقاح فايزر إلى 37 %، في حين انقسم الحاصلون على لقاحي أسترازينكا وسبوتنك إلى نسبة 3 % من مجموع من تلقوا اللقاح.
هذا الارتفاع في نسبة التطعيم لا يكفي وحده للتصدي لفيروس كورونا المراوغ، بحسب ما وصفه خبراء الأوبئة، ويتطلب إلى جانب أخذ المطعوم الالتزام بالكمامة ومسافة الأمان التي تكسر سلسلة العدوى وتكفل عدم الدخول في موجة ثالثة شرسة من الوباء.
الاستعدادات والحركة الشرائية التي تشهدها أسواق المملكة استعدادا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، فضلا عن أجواء صلة الرحم والتجمعات العائلية، تتطلب من المواطن أن يكون على قدر عال من الوعي والالتزام بالإجراءات التي فرضتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لضمان العودة الآمنة للصيف والقطاعات والمحافظة على الاستقرار الوبائي.
عدم الالتزام لدى فئة ليست قليلة من قبل المواطنين وغياب الرقابة الصحية من قبل الجهات المعنية كما كان سابقا، والازدحام الكبير والواضح والحركة غير المسبوقة بالأسواق والمقاهي والمطاعم والانفتاح الكبير، كلها أمور يرى خبير الأوبئة واستشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد الطراونة، أنها تشكل "خطرا وتهديدا على الوضع الوبائي".
وتعود خطورة هذا الانفتاح، بحسب الطراونة، إلى المتحورات التي ظهرت مؤخرا في الأردن؛ حيث تعد مدينة الكرك بؤرة المتحور الهندي، مشددا على ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين في هذه المرحلة الصعبة والتأكد أن كورونا لم ينته وأن شعور المواطن بالأمان من الفيروس لم يتحقق بعد.
ويعتبر الطراونة أن أخذ اللقاح وحده لا يكفي من دون كمامة وتباعد حتى لا "نعود للمربع الأول"، خصوصا في ظل الانتكاسات الوبائية التي تشهدها الأقاليم والدول المجاورة وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات، ما يجعل الحديث عن الالتزام أمرا ضروريا.
ويتابع "حتى نصل إلى بر الأمان، لا بد أن يكون أكثر من 70 % من المواطنين حصلوا على المطعوم لمدة لا تقل عن أسبوعين للجرعتين"، لافتا إلى ضرورة زيادة تثقيف الأفراد أن كورونا فيروس ليس سهلا وله الكثير من المتحورات التي تختلف في طرق انتشارها والعدوى وفاعلية اللقاح ضدها.
وينوه الطراونة إلى أن احتمالية وجود موجة ثالثة في الأردن ليست ببعيدة وشهدت ذلك دول الجوار، لذلك على الحكومة ومسؤولي ملف كورونا متابعة تطورات الوباء محليا وإقليميا ودوليا، مشددا على ضرورة تسريع وتيرة التلقيح وزيادة عدد ساعات التطعيم والحصول على لقاحات أكثر من الدول المصنعة.
إلى ذلك، ينبغي زيادة الوعي والتثقيف الصحي لدى المواطنين من خلال المنصات الحكومية والإعلامية الرسمية وإعطاء المعلومة الصحيحة فيما يتعلق بفيروس كورونا ومتحوراته والوضع الوبائي والنظر بالاهتمام إلى القطاع الصحي في حال "لا سمح الله"، دخل الأردن بموجة ثالثة، وفق الطراونة.
ويؤكد أن "التسابق في التصريحات يخلق نوعا من التشكيك وتشتيت الموقف العام في مواجهة الوباء"، لافتا إلى أن الأردن لديه خبرة عامين من ظهور هذه الجائجة، ما يعني زيادة الجهود المبذولة والدراسات ومحاصرة البؤر في حال ظهورها وتشديد الالتزام على القطاعات بالإجراءات الاحترازية.
وحول إجازة عيد الأضحى المبارك، يهيب الطراونة بالمواطنين ضرورة التقيد والالتزام بالإجراءات الاحترازية، خصوصا أن عيد الأضحى المبارك هذا العام يأتي بشكل مختلف وحالة استثنائية منذ عامين والتجمع بأعداد كبيرة قد يلحق الأذى بالأسر.
أيضا، وفق الطراونة، يجب أن يملك كل مواطن الوعي الكافي لكي لا يتسبب بإلحاق الأذى لكبير السن في العائلة والأطفال، مشددا على ضرورة عدم المصافحة والتقبيل خلال الزيارات العائلية والحفاظ على التباعد داخل البيوت وعن أماكن التجمعات داخل المنازل والمحافظة على التهوية اللازمة.
ويبين الطراونة "أن البيوت التي تحظى بتهوية جيدة طوال اليوم تقلل نسبة العدوى داخلها إلى حد كبير"، مبينا ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية بالشكل الصحيح وارتداء الكمامة بوضعها الصحيح، وطوال أيام العيد بما يضمن للجميع عيدا آمنا وخاليا من العدوى والإصابات.
ويتفق في ذلك خبير الأوبئة الدكتور عبدالرحمن المعاني، الذي يرى أن الوضع الوبائي في هذه الأوقات غير مستقر، ويظهر ذلك في دول الجوار، ما يتطلب مزيدا من الوعي والمسؤولية وعدم التجمهر أو حضور المناسبات الاجتماعية التي تزيد فيها الأعداد على الحد المسموح، لافتا إلى ضرورة الانتباه عند زيارة الأرحام في العيد بعدم المصافحة أو التقبيل أو الجلوس في أماكن مغلقة ومخالطة الأشخاص عن قرب والحفاظ على ارتداء الكمامة واستخدام المعقمات.
ويبين المعاني أن من الممكن القيام بالواجبات الاجتماعية خلال عطلة العيد، خصوصا صلة الأرحام وفعاليات الأضاحي وتوزيع الأضحيات، ولكن بحذر شديد والمحافظة على التباعد الجسدي، والغياب عن المناسبات التي يكون فيها اختلاط كبير وتخالف قوانين الدفاع والاكتفاء بالمشاركة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويرى المعاني أن كل مواطن يترتب عليه مسؤولية عدم تفاقم الوضع الوبائي، ومن تظهر عليه أعراض خفيفة عليه ألا يخالط غيره من الناس والالتزام في المنزل إلى حين التأكد إن كان مصابا أم لا.
ولا تقتصر مسؤولية المواطن، بحسب المعاني، على العيد فحسب، وإنما أيضا على الأيام التي تسبقه، لافتا إلى ضرورة اختيار الأوقات التي لا يوجد فيها اكتظاظ وتجمهر في المولات والأسواق والابتعاد عن ساعات الذروة والالتزام بكل سبل الوقاية.