على معبر المشاة

 

بالكلام الذي لا يقالْ.

بحمى الجواب وحمى السؤالْ.

بمكاتيبنا كلّها.

بحكاياتنا دفعة واحدة.

بزهور زهتْ في ربيع  قديمٍ،

اضافة اعلان

وألقت لنا ترفَ الرائحةْ.

التقينا على معبر للمشاةِ،

وكنا قريبين حدّ التلامسِ..

رحتُ ابتسمتُ لها..

ردها جاء أسرع مما توهمتُ،

فابتسمتْ لي.

كلانا ابتسمنا..

سألتُ عن الأهل،

عمّن مضى أو تزوج..

أو من تهجّر..

سألتني عن العمر كيف مضى..

وبأي اتجاه رست سفني المتعبة.

بحكاياتنا كلها..

التقينا على معبر للمشاةِ،

ولم نتحسّر على زمن ضمّنا ومضى..

لمحتْ خاتما في يدي..

ورأيت أنا خاتما في يدها..

إذاً لم يفتنا القطارْ،

واستطعنا، كلانا، أن نعيد الى العمر بعض سناهُ

ولم نلتفت للوراء.

وجهها ما تجعد بعد..

ولكن بطنها زاد..

أما أنا..

وأشارت الى معدتي بأصابعها ضاحكة.

فوددت أقول لها كيف يمضي بنا العمر من دونما خبرة سابقة.

كيف يغمرنا بالأماني العريضات..

لكننا رغم أنف خواطرنا نرتمي في الطريق الوسيط من دون قناع.

ليتني قلت شيئا قبيل انبلاج الاضاءة خضراءَ..

لكنها عجّلت بالمجيءِ...

تركتُ يدي ترتمي نحوها بأنين غريب..

فشدّت عليها قليلا..

وخيل لي سوف تمسكها سنة كاملةْ..

غير أني انتبهت إلى خطوها وهي تمضي بعيدا

دون أن تلتفت للوراء..

وغابت سريعا وسط سيل البشر.

[email protected]