عماد السعيد.. "النجم الطائر" و"مفتاح" فوز المنتخب على سورية بـ "الدورة العربية"

37f5bd02-cc83-4e24-9e08-86644bbe2eb9
37f5bd02-cc83-4e24-9e08-86644bbe2eb9
خالد العميري  عمان - تزخر ملاعب كرة السلة بالكثير من النجوم والأساطير منذ بداية ابتكارها، ففي كل عصر وزمان يعُلن عن ميلاد نجم جديد يتربع على عرش قلوب محبي اللعبة، ليبدو كالبطل الذي "يُخلد" التاريخ اسمه بأحرف من ذهب . ورغم تلك الشعبية والنجومية الكبيرة، لا يعلم الكثير من المتابعين المحطات الشخصية في حياة هؤلاء النجوم، و"كأس المعاناة" التي شربوا منها خلال المباريات. "حكاية لاعب في مباراة".. فقرة جديدة تطل فيها "الغد" على قرائها، لسرد "كواليس" بعض الأحداث التي رافقت "ملاحم" أندية ومنتخبات كرة السلة الأردنية، بعد أن كانت دوما الرقم الصعب في المحافل العربية والآسيوية والدولية. بطل حكايتنا الثالثة، كان حلقة الوصل بين اللاعبين، ويحثهم على بذل المزيد وتقديم أفضل ما لديهم، عُرف بـ "اللاعب الطائر"، إنه عماد السعيد، الذي كان أحد نجوم مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب سورية في الدورة الرياضية العربية السادسة بالمغرب العام 1985. بدأ عماد السعيد مسيرته السلوية مع النادي الأهلي، ومثله إلى جانب المنتخب الوطني خلال الفترة الذهبية، وبعد اعتزاله توجه إلى عالم التدريب، حيث ساهم بظهور العديد من اللاعبين أمثال، محمد الشمالي ومعن عودة وحسام لطفي ويوسف أبو وزنة، كما أشرف على تدريب أندية: الأهلي، الوحدات، الرياضي أرامكس، والأرثوذكسي، إلى جانب خوضه لتجارب تدريب خارجية في سورية والسعودية والنمسا، وتولى تدريب المنتخبات الوطنية بكامل فئاتها، وصعد بمنتخب الشباب إلى بطولة كأس العالم. بالعودة في الذاكرة إلى الوراء قليلا، وتحديدا إلى الجيل الذهبي بنجومه الأخوين مراد وهلال بركات وسمير مرقص وعماد السعيد وغيرهم من اللاعبين، شهدت الدورة العربية في المغرب، بزوغ نجم عماد السعيد، في مواجهة منتخب "نسور قاسيون" الذي كان يضم آنذاك اللاعب جاك بشياني، والذي لم تقل نسبة تسجيله في أي مباراة عن 30 نقطة. ويقول الأميركي روبرت تايلر مدرب الجيل الذهبي في ذلك الوقت، في تصريحات لـ "الغد"، أن منتخب سورية كان الأوفر حظا للوصول إلى المباراة النهائية، حيث كانت سورية تلعب بالطريقة الأوروبية الشرقية ونجحت بذلك، لكن "مفتاح الفوز" عماد السعيد، نجح بتعطيل "ماكينة التسجيل" بشياني بمساعدة مروان معتوق، الأمر الذي أربك حسابات المنتخب السوري، ليبدع لاعبي منتخبنا الوطني في التسجيل بسلة السوريين من مختلف الزوايا، وهي المباراة التي انتهت بفوز منتخبنا على سورية بنتيجة (75-66). الفوز المستحق، صعد بمنتخبنا الوطني إلى المباراة النهائية وسط صدمة الجميع من محللين ومتابعين، بيد أن هذا الجيل الذهبي الذي أحب لعبة كرة السلة، تحمل المسؤولية على أكمل وجه في زمن الإنتماء والعطاء، ما يعني أن كرة السلة ليست فقط من يسجل نقاط أكثر أو يحقق إحصائيات أفضل، وإنما هنالك جنود مجهولين يؤدون المهام الصعبة، تماما كما فعل "النجم الطائر" عماد السعيد في مباراة سورية. ويتحدث عماد السعيد لـ "الغد": "أعتقد أن هذه المباراة بالبطولة العربية كانت نقطة التحول في السلة الأردنية، رغم أن بداية توهّج سلتنا كان في البطولة العربية بالأردن عام 1983، لكن الدورة العربية السادسة جعلتنا الرقم الصعب بين الدول العربية". ويضيف: "دائما ما كان المنتخب السوري يفوز علينا بفارق كبير، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، كان منتخبهم يضم أسماء كبيرة في هذه الدورة، لكن فوزنا كان مفاجأة كبيرة للجميع، وساهم بإحداث نقلة نوعية في كرة السلة الأردنية، بعد هذه الدورة أصبح الجميع لا يرغبون في مواجهتنا إلا بالمشهد الختامي". ويتابع: "كانت فرحة الفوز لا توصف، والشعور كان مثاليا، دائما ما كنت أخبرهم بأننا نحن قادمون من أجل الكأس، المباريات في المغرب كانت متباعدة، والأيام التي فصلت مباراتنا مع سورية كانت صعبة جدا، كل يوم يسبق مباراتنا كان مثل وقوف المتسابق على خط 100 متر بانتظار شارة الإنطلاق، كنا ندرس نقاط قوة لاعبي المنتخب السوري، ونضع الإستراتيجية المناسبة، مع ضرورة التحضير الذهني". وعن شخصيته، يسرد عماد السعيد: "أنا لاعب غير أناني، لا يهمني الخروج بأعلى (سكور) في المباراة، لأن الأهم هو فوز الفريق الذي ألعب له، لقد كنت كنت حلقة الوصل بين اللاعبين ومحفزا لهم، كما أنني لعبت دور المنقذ عندما يتوقف الجميع عن التسجيل". ويستطرد: "كنت أساعد الناشئين على التطور والاستمتاع باللعب وتقديم مباراة ممتعة للجمهور، هناك أمور مهمة غير التسجيل، لأن اللاعب المساعد يساهم بمهمة التسجيل، كرة السلة لعبة جماعية". ويختتم: "كانت فترة عطائي في الثمانينيات، بيد أن كثرة الإصابات كانت تدفعني للعودة إلى الوراء قليلا، الجميع يعلم مسيرتي لاعبا ومدربا، لن أنسى دور المدربين، جميل أبو قورة وفيصل ملحس وابراهيم الجعفري ورزق المصري وروبرت تايلر وعلي خان، في مسيرتي". اضافة اعلان

[email protected]