عمال مصريون "يلتقطون" الرزق في المملكة رغم مزاحمة العمالة السورية لهم

عمال مصريون في أحد شوارع عمان - (أرشيفية)
عمال مصريون في أحد شوارع عمان - (أرشيفية)

أحمد عساف

عمان- يعمل عيد، العامل المصري الوافد، ليل نهار لتوفير ما يكفيه ويسدّ به رمق أطفاله الثمانية الذين تركهم في مصر وجاء مغتربا للعمل في المملكة.
يقول عيد: "أكل العيش صعب، ولابد من العمل حتى أستطيع أن أطعم الأفواه الثمانية، ولهذا يجب أن أتحمل ما للغربة والعمل من ضريبة تعب وحنين".
ويعمل عيد في النهار بوظيفة عامل نظافة في أمانة عمان منذ ثمانية أعوام، وفي الليل يعمل كحارس في إحدى العمارات حيث يقوم بغسل الدرج خلال الاسبوع، وله غرفة مخصصة في العمارة".
ويضيف عيد: "أعمل ثماني ساعات في اليوم دون إجازات نهاية الاسبوع، وأذهب في زيارة إلى مصر مرة في السنة لمدة شهرين، لأرى أبنائي واهلي".
ويردف عيد قائلا" أحمل درجة دبلوم في التجارة، لكن قلة فرص العمل في بلادي أجبرتني على الرضى بأي عمل"، مشيرا إلى أن "أحد زملائي في الأمانة حاصل على البكالوريوس في القانون وهناك الكثير من المصريين يملكون مؤهلات عليا ويعملون في المزارع أو المطاعم أو كحراس للعمارات."
ويقول: "إن قدوم اللاجئين السوريين إلى الأردن قلص فرص العمل في المملكة، كما حدّ من الفرص بالنسبة لأبناء البلد من الأردنيين، مشيرا إلى ان اللاجئ السوري يرضى بالعمل مقابل مبالغ قليلة مقارنة مع المصريين".
وكشفت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية مؤخرا عن زيادة معدل البطالة في صفوف المواطنين داخل المحافظات المضيفة للاجئين؛ حيث وصلت النسبة ما بين 10 و 17 % لدى الرجال ومن 30 % إلى 40 % لدى النساء.
وأكدت الدراسة أن 51 % من اللاجئين السوريين الذكور حاليا هم من خارج المخيمات، ويشاركون في سوق العمل، بينما هناك 57 % منهم يبحثون عن عمل.
أما محمد، العامل العشريني في إحدى محطات غسيل السيارات، فيقول" عملي جيد بالنسبة لباقي الأعمال الشاقة مثل العمل بالبناء، كذلك هناك إمكانية للحصول على "بقشيش" بالإضافة إلى المرتب الثابت.
ويضيف "أعمل في الأردن منذ ثلاث سنوات وأسكن في شقة من غرفتين مع سبعة أشخاص ونحاول التوفير في المصروفات قدر الإمكان لندخر ما نحصل عليه ونتمكن من الاستفادة منه عند العودة إلى بلادنا."
ويردف محمد "أصبح أصحاب العمل يعرضون رواتب أقل مقابل العمل لأنهم يعلمون أن هناك من يقبل برواتب متدنية مثل الأخوة اللاجئين السوريين، الامر الذي يضطر بعض المصريين بالقبول بهذه الرواتب المتدنية عما كان معهودا."
ويبلغ عدد العمال الوافدين المسجلين لدى وزارة العمل نحو 263.595 عاملاً وافداً، تبلغ نسبة العمالة المصرية بينهم 67.27 %.
وارتفعت حوالات العاملين غير الأردنيين في الأردن بنسبة 9.3 % العام 2014 مقارنة مع مستوياتها المسجلة في العام 2013 بحسب بيانات البنك المركزي.
وأظهرت بيانات حساب ميزان المدفوعات الأردني الجاري العام 2014 أن حوالات العمالة (الوافدة) ارتفعت إلى 312.5 مليون دينار في العام الماضي مقارنة مع 285.9 مليون دينار في العام 2013.
يشار إلى أن عدد العمال الوافدين غير الشرعيين في الأردن، يصل الى 1.2 مليون وافد وغالبيتهم يقيمون في مناطق الأغوار ووادي الأردن بحسب بيانات رسمية.
وتشير ارقام وزارة العمل أن من صوّبوا اوضاعهم من العمال الوافدين وفق القانون وصل الى نحو 38 ألف عامل من مختلف الجنسيات فيما يبلغ عدد تصاريح العمل 238 ألف تصريح.

اضافة اعلان

[email protected]