عمال مياومة يخشون البوح بإصابتهم بكورونا خوفا من فقدان أرزاقهم

حمزة دعنا

عمان- أكد عمال مياومة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، دون كشفهم عن ذلك تخوفا من العزل المنزلي وانقطاع مصدر دخلهم اليومي.

اضافة اعلان

وانقسم العمال إلى جزأين، منهم من أجري الفحص وتأكد بأنه مصاب، وآخرين لم يقوموا بإجراء الفحص لكن ظهرت عليهم أعراض كورونا، وجميعهم استمروا بالعمل ولم يخبروا أحداً.

وأرجع عمال المياومة السبب وراء عدم كشفهم لإصابتهم؛ في حديثهم لـ"الغد"، إلى العزل المنزلي الذي يصل الى 14 يوماً دون عمل، خصوصاً أن مصدر دخلهم الوحيد هو العمل اليومي وبذلك فهم يفقدون مصدر رزقهم الوحيد.

ويعتبر عامل المياومة هو: أي عامل يعتمد دخله على العمل اليومي وغير مشترك بالضمان الإجتماعي، وتقدّر أعدادهم في المملكة بحوالي 300 ألف عامل يعيلون حوالي 235 ألف أسرة.

أحمد (اسم مستعار) وهو أحد عمال المياومة يقول لـ"الغد": "قمت بإجراء فحص كورونا في أحد المراكز الصحية وظهرت النتيجة إيجابية بعد يومين، لكني اضطررت للبقاء في العمل دون إخبار أي أحد بإصابتي، خصوصاً وأن لدي 4 أطفال لا معيل لهم بعد الله سواي، مع التزامي بإجراءات الوقاية والصحة العامة من ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي".

برر أحمد الذي يعمل في قطاه الإنشاءات ويتقاضى حوالي 20 دينارا يوميا تصرفه بأنه لا يستطيع  التوقف عن العمل لمدة 14 يوماً، دون أن يؤمن أسرته بالمصاريف، في ظل عدم وجود دعم لعمال المياومة بالوقت الحالي.

وطالب أحمد الجهات المعنية بصرف مساعدة مالية لعمّال المياومة الذين تثبت إصابتهم بكورونا مع توقيعه تعهد بعدم الخروج من العزل الا بعد انتهاء الفترة.

من جهته قال سائق التكسي أشرف (اسم مستعار)، إن لديه أعراض شبيهة بأعراض كورونا لكنه لم يتوجه للفحص تخوفاً من تأكيد إصابته، الأمر الذي سيحتم عليه فرض العزل المنزلي على نفسه وانقطاع مصدر دخله اليومي.

وأضاف أشرف متسائلاً، " من سيعمل على إطعام أولادي الثلاثة في حال تم حجري لمدة 14 يوماً، أنا أخرج من البيت طالباً للرزق منذ انتهاء الحظر الجزئي وحتى بدايته".

إلى ذلك، طالب أبو علي الذي يعمل في قطاع النجارة، تعويض عامل المياومة مقابل كل يوم عزل منزلي بمبلغ لا يزيد عن عشرة دنانير وذلك لسد رمق العائلة من مأكل ومشرب.

مصدر مطلع في وزارة العمل قال لـ"الغد"، إن "عامل المياومة لا تنطبق عليه قوانين العمل والعمال لأنه من الممكن أن يكون العامل هو نفسه صاحب العمل، مؤكداً أن مساعدتهم تنطوي ضمن اختصاص صندوق المعونة الوطنية ومؤسسة الضمان الاجتماعي".

بينما أكدت مؤسسة الضمان الاجتماعي على لسان الناطق الإعلامي شامان المجالي  لـ"الغد"، أن تعويض عمال المياومة ضمن اختصاص وزارة التنمية الاجتماعية، وأن مؤسسة الضمان لا تعوض العمال المصابين بكورونا إلا إذا كان العامل ضمن الكوادر الطبية ومشمولاً بمظلة الضمان، شريطة إصابته في مكان العمل".

من جهته أكد الناطق باسم صندوق المعونة الوطنية ناجح الصوالحة، أن 260 ألف أسرة استفادت من برنامج مساعدة عمال المياومة، إذ تحصل العامل المكونة أسرته من شخصين فأكثر على مبلغ 136 دينارا ولمدة ثلاثة أشهر، في حين تحصل العامل المكونة أسرته من أقل من شخصين على 70 ديناراً، والعامل الذي ليس لديه أسرة تحصل على مبلغ 50 دينارا.

وبين أن تكلفة المساعدة وصلت الى 83 مليون دينار، ساهم صندوق همة وطن بـ72 مليون دينار، مؤكداً أن الصندوق لا يدعم عامل المياومة المصاب بكورونا في الوقت الحالي.