عمان تشهد "حراكا تقنيا" لافتا

موقع إنترنت -(تعبيرية)
موقع إنترنت -(تعبيرية)

إبراهيم المبيضين

عمان- تشهد العاصمة عمان منذ أكثر من أسبوع "حراكا تقنيا" لافتا يعكس الاهتمام بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتوجهاته الحديثة، يتمثّل في تنظيم وتتابع مجموعة من الفعاليات الضخمة التي تعنى بالاتصالات وتقنية المعلومات ودعم بيئة ريادة الأعمال.اضافة اعلان
ويؤكّد خبراء ومسؤولون، أن هذا الحراك وهذه الفعاليات تعكس مدى الاهتمام بهذا القطاع والتطلع لاستغلال الفرص التي سيوفرها في المستقبل، مشددين على أهمية الشراكات بين القطاعين الخاص والحكومي للاستفادة من نتائج هذه الفعاليات وما تمخضت عنه نقاشات جادة حول الصناعة التي تقوم في الأساس على الموارد البشرية المؤهلة والتي تتميز بها المملكة.
وشهد الأسبوع الماضي، وتحديدا يومي الأربعاء والخميس، انعقاد فعاليات منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2016، والذي حضر جلسته الافتتاحية الملك عبدالله الثاني؛ حيث تضمن المنتدى سلسلة من النقاشات الجادة التي شارك فيها خبراء محليون وعرب وعالميون حول التوجه الى "رقمنة الاقتصاد" وتطويع التكنولوجيا لخدمة القطاعات الاقتصادية كافة.
وشهد المنتدى، الذي تنظمه بشكل رئيسي جمعية "إنتاج" بالتعاون مع وزارة الاتصالات ودعم شركات القطاع، الإعلان عن مبادرات عدة لعل أهمها المبادرة الملكية السامية "ريتش 2025" التي تهدف الى تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات وجعل المملكة مركزا إقليميا للقطاع في المنطقة.
وأكد رئيس هيئة المديرين في جمعية "إنتاج"، د.بشار حوامدة، أهمية انعقاد هذا المنتدى العام الحالي تحت شعار "نحو رقمنة الاقتصاد"، مشيرا الى أنه استطاع استقطاب 500 شخصية من الأردن والمنطقة والعالم شاركوا في نقاشات جادة حول مفاهيم الاقتصاد الرقمي.
وأشار حوامدة الى أهمية انعقاد هذا المنتدى للدلالة على اهتمام الأردن بالقطاع وبما تتميز به المملكة من أمن واستقرار.
وقال "المنتدى تميز العام الحالي بأنه كان موجها في جلساته والمحاور التي ناقشها الى القطاعات الاقتصادية الأخرى؛ الصحة، التعليم، النقل، المالية وغيرها، متأملا أن تشهد المرحلة المقبلة انفتاحا وتعاونا أكبر بين الحكومة وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى لتطبيق "رقمنة الاقتصاد"".
وعلى هامش انعقاد المنتدى، وفي يومه الأول، نظمت شركة "زين الأردن" فعالية حملت اسم "إيليمنت" وجمعت فيها 12 شركة ريادية أردنية عرضت أفكارها أمام مستثمرين وصناديق داعمة لريادة الأعمال في منصة زين للإبداع "زينك"، في مسعى من الشركة لتسهيل لقاء وتشبيك الشركات الريادية بالصناديق الاستثمارية في الأردن والمنطقة.
وجرى الإعلان، خلال المنتدى أيضا عن مبادرة "الألف ريادي" والتي تهدف الى تأهيل وتطوير مهارات الرياديين في الأردن من خلال شراكة بين جمعية "إنتاج" ومنصة "نجمي" للتدريب والتأهيل الإلكتروني للرياديين؛ حيث جرى الإعلان عن دعم من بنك الاتحاد وشركة "أمنية" للاتصالات لأول مرحلة أو مجموعة من الرياديين.
وقبل انطلاقة المنتدى بيومين، كانت عمان تشهد زيارة مهمة لإحدى أهم الشخصيات في العالم الرقمي هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أمازون"، جيفري بيزوس.
واستقبل الملك، بحضور الملكة رانيا العبدالله، الاثنين الماضي، مؤسس "أمازون" التي تعد أكبر الشركات العاملة في العالم في مجال التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية.
وجرى خلال اللقاء استعراض المزايا والحوافز الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني، وما تتميز به المملكة من موقع استراتيجي مهم، يشكل قاعدة ومنصة اقتصادية للانطلاق نحو الأسواق الإقليمية والعالمية.
وتناول اللقاء الخطط المستقبلية لشركة "أمازون"، وقدرة الأردن، الذي يعد مركزا إقليميا لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة، على استقطاب الاستثمارات في هذا القطاع، من خلال ما يوفره من بنية تحتية، وموارد وكفاءات بشرية مدربة ومؤهلة.
بدوره، أشاد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أمازون"، التي تعد من كبريات شركات البيع عبر الإنترنت والمتخصصة في عالم الالكترونيات، بالمزايا التنافسية التي يوفرها الاقتصاد الأردني، وما تتميز به المملكة من بيئة استثمارية جاذبة، ما يعكس أهمية السوق الأردنية كوجهة لمختلف الشركات العالمية.
وبقيت عمان مع بداية هذا الأسبوع على تماس مع التكنولوجيا؛ حيث انطلقت صباح يوم أمس بحضور شبابي كبير، وخبراء محليين وعالميين، القمة السادسة للألعاب الإلكترونية التي حملت شعار "المنافسة" في الصناعة التي تقدر إيراداتها اليوم بحوالي 100 مليار دولار.
وينظم قمة صناعة الألعاب الإلكترونية صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومبادرة "مختبر الألعاب الإلكترونية الأردني" وبالتعاون مع رابطة صانعي الألعاب الإلكترونية؛ حيث ناقش الخبراء والمتخصصون في هذه الصناعة موضوع "المنافسة" على اعتبار أنه من التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن والمنطقة.
وأعلن يوم أمس -وعلى هامش القمة- أسماء الفائزين في "تحدي التطبيقات"، والفائزين في المسابقة العالمية "IMGA" لمطوري ألعاب الموبايل في نسختها الأولى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد الشريك التقني لمختبر الألعاب الإلكترونية، الأردني نور خريس، أهمية انعقاد هذه القمة في عمان، وذلك لمواصلة تأكيد دور الأردن وسعيه لتطوير هذه الصناعة والعمل على جعل المملكة مركزا إقليميا لهذه الصناعة في المنطقة، فضلا عن إتاحة الفرصة للشباب الأردني للاطلاع على تطورات هذه الصناعة العالمية التي ينتظرها الكثير من النمو مستقبلا.
وقال خريس "القمة التي تنعقد العام الحالي في دورتها السادسة ستكون مميزة في النشاطات والحضور والموضوع الرئيسي الذي تناقشه وهو "المنافسة" التي أصبحت تشكل تحديا رئيسيا لمطوري الألعاب والشركات العاملة في هذه الصناعة في الأردن والمنطقة".
وأشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومختبر الألعاب الإلكترونية الأردني في تطوير ودعم صناعة الألعاب ولمساعدة الشباب الأردني على الاندماج في هذه الصناعة.
كما أشار خريس الى تميز نسخة العام الحالي من "قمة الألعاب الإلكترونية" من حيث إقامتها لنشاطات وورش عمل ستنعقد لاحقا في شمال المملكة وجنوبها.
ويشارك في فعاليات هذه القمة 800 شخص في وقت تشهد صناعة الألعاب الرقمية أو ما يطلق عليه اصطلاحاً بصناعة "ألعاب الفيديو" حول العالم نموا وطلبا متزايدا منذ خمس سنوات، وذلك مع توسع انتشار الإنترنت عريض النطاق المتنقل وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية لا سيما أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي أصبحت منصات رئيسية لتحميل واستخدام الألعاب الرقمية.
ويشار إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يسهم بما نسبته 12 % من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.