عميرة تكتشف موهبتها في "الحجر" وتفرغ ضغوطات عاشتها في لوحاتها

تغريد السعايدة

عمان- لم تتوقع الشابة بيان عميرة، التي تزوجت وغادرت للسعودية، أن تكون عودتها لزيارة الأردن بداية شباط (فبراير) الماضي، ممتدة لوقت غير معلوم بعد إغلاق المطارات، وأن تبقى رهينة فترة حجر طويلة غير متوقعة.اضافة اعلان
حاولت جاهدة أن تخرج من هذه الفترة بأفضل النتائج وهي "تنمية موهبتها الفنية" ليصل بها الحال لأن تخطط لعمل معارض فنية، للوحات رسمتها.
عميرة تقول لـ"الغد" إن موهبة الفن لم تكن مفاجئة لديها، ولكنها لم تكن تعمل على تنميتها بل كانت تعتمد على "الخربشات"، ولكن الفراغ الكبير الذي مرت به في الفترة الماضية منذ شهر آذار (مارس)، بداية حظر التجول وإغلاق القطاعات في العالم، فرغته بالرسم الذي وجدت به ملاذها الوحيد الذي فتح باباً من الإبداع لديها، تمثل بالخروج بلوحات فنية مميزة، استخدمت فيها نمطاً جديداً من الرسم والألوان.
وتضيف عميرة أنها كانت تعمل في مجالات مختلفة في الأردن والسعودية، وهي تحمل شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، ولكن فترة الحجر دفعتها لأن تشاهد لوحات فنية جديدة، كونها تفضل الفن الواقعي الذي يبدع فيه الفنان في رسم أشكال وطبيعة وأقرب ما تكون للواقع، فتعمدت التعرف على هذا الفن ومتابعة المواقع الإلكترونية الخاصة بذلك وتعلم فنون الرسم بطريقة جديدة، عدا عن كونها تدربت على الرسم بالفحم قبل ما يزيد على عام، ولكنها لم تتجه للفنون بشكل كامل.
غير أن جائحة كورونا وتبعاتها الاجتماعية على المجتمع، كان لها وقع واضح على تغيير نمط حياة عميرة، التي تتمنى لو أن كل فرد حاول الوقوف على مفترق خيارات متاحة في حياته، وجعل من فترة الحظر المنزلي فرصة لأن يكتشف كل ما يمكن تقديمه لنفسه، من فنون، مهارات حياتية، إبداعات حرفية، وغيرها الكثير التي يمكن أن تكون إحدى إيجابيات هذه الفترة التي طالت كل بقعة في العالم، وخلقت عالماً مختلف المعالم.
هذا الحال، دفع عميرة إلى أن تتجه للرسم، كما غيرها ممن قام باستثمار موهبته خلال حظر كورونا وتقديم إبداعات مختلفة، من ضمنها الرسم؛ إذ عمدت الجهات المعنية بالشأن الثقافي في الأردن لتوجيه طاقات الشباب والأطفال خلال تلك الفترة إلى إبداعات فنية وموهبة مدروسة من خلال مبادرة "موهبتي من بيتي" التي خرجت بالعديد من النماذج الفنية المميزة التي تحتاج إلى الظهور والدعم.
وعلى الرغم من أن عميرة ذات الخمسة والعشرين عاماً، لم تشترك في تلك المسابقات، إلا أنها وجهت كل طاقتها وما واجهته من ضغوط نفسية واجتماعية كباقي أفراد المجتمع، لتفرغها بطريقة إيجابية وتخرج من تلك التراكمات اليومية والأخبار المتتالية لحالات كورونا، لحالة أخرى إيجابية وفنية، التي صنعت منها شخصاً آخر، على حد تعبيرها.
وتؤكد عميرة أن لكل فرد في الحياة منافذ يستطيع من خلالها صنع عالم خاص به من أشكال الفنون المختلفة، ولكنها تحتاج إلى الفرصة المناسبة لذلك، وتنصح كل شخص لديه الوقت المتاح خلال هذه الفترة العصيبة من جائحة كورونا أن يجد لنفسه المساحة الكفيلة بأن يبدع بأي شكلٍ كان، وبخاصة في مجال الفنون، أو أي مجالٍ آخر، علها تتحول فيما بعد إلى وسيلة أخرى لمسار الحياة الوظيفي أو العملي والإبداعي.
الآن، وبعد مرور ما يقارب سبعة أشهر على وجود عميرة في الأردن ولم تستطع الالتحاق بزوجها، ما تزال مستمرة في مشروعها الفني الخاص بها، تسعى إلى تطويره وتحويله إلى حالة فنية مستدامة لديها، وأن يصبح الفن مسارها الإبداعي والمهني على حد سواء في المرحلة المقبلة، وأن تقوم برسم لوحات مختلفة ومتعددة، في سبيل تحويلها إلى منتجات فنية خاصة بها، حصيلة فترة الحجر وعدم القدرة على السفر.
وتفكر عميرة بتظيم معرض فني خاص بها لعرض لوحاتها؛ إذ تتحدث كل لوحة عن أيام أصبحت الآن في قاموس ذكريات الشعوب "الحجر المنزلي الكوروني".