عندما يفقد الإنسان إنسانيته !!!

المهندس هاشم نايل المجالي لقد سخرت الدول الغربية والدول الكبرى مثل أميركا وروسيا كافة الإمكانيات المادية لغايات التطور التقني والصناعي في كافة المجالات، حتى وثبت وثبات كبرى أصابت كثيراً من العقول العلمية التنافسية بالذهول لمدى التسابق والتنافس لغايات التطور والتقدم حتى أصبحت السيارات بلا سائق وحتى الطائرات المقاتلة بلا طيار والريبوتات تقدم غالبية الخدمات والصناعات والزراعة والمحورثة. والتطور في المجال العسكري والطبي والجينات وغيره مما جعلهم يعيشون حالة استعلاء وتكبر وغطرسة على بقية دول العالم خاصة الدول النامية التي لا تنتفع الا القليل من التقنيات القديمة لهذه الدول مقابل مبالغ كبيرة جداً، حتى ان كثيرا من التقنيات العسكرية تم تجربتها في بلدان عربية خاضت حروبا داخلية وخارجية أي انه ليس هناك حدود للتقدم والتطور. فما نراه اليوم غير ممكن تحقيقه نجد انه ممكن تحقيقه بتلك الدول ، فعجلة التقدم تسير إلى الأمام دون توقف بقوة علمية وفكرية، ان التقدم العلمي لا عيب منه ولكن الخلل في تعالي واستكبار تلك الدول على الدول الضعيفة التي اصبحت ميادين تجارب لها، تناسوا في كثير من الاحيان انسانيتهم وتنكروا لوجود الخالق ففقدوا الاحساس والشعور بالإنسانية للإنسان ، فالقتل والتدمير وتجارة الأعضاء واجراء التجارب والاختبارات للاسلحة والقنابل بأنواعها على المواطنين بحجة مكافحة الإرهاب أصبحت امراً طبيعياً لهم فيها صورة مشينة للعقل البشري وللعلم المؤذي، فبقدر ما اكتسبت تلك الدول من تقدم وتطور تقني وعلمي بقدر ما سقطت في المستوى الإنساني القيمي، فقيمة الإنسان في الدول الفقيرة في ذاتهم ليس له معنى فهو لا يصلح إلا كحقل للتجارب فليس هناك أي توازن في الرؤية ليمنح الإنسان قدرة في إدراك عوامل التقدم والتطور والنهوض ، بل حدد للدول النامية مسارات مظلمة مضللة في مزالق خطيرة خلف ردود فعل كبيرة لتصبح مساحات الجهل في هذه الدول النامية أكبر مساحة من مساحات العلم والمعرفة في اسئلة كثيرة مبهمة، والأدهى والأخطر من ذلك كله عندما يكون الكثير من ابناء تلك الدول النامية سياسيين واقتصاديين وغيرهم زعماء للفساد المؤذي بالإنسان والمضر بصحته مقابل تحقيق المكاسب المالية والمادية، لنجد هناك عصابات المافيا من نفس ابناء جلدتهم تفتك بأبناء الوطن دون هوادة في اكلهم وشربهم دون رحمة وتشكيل خلايا دفاع وحماية من قوى متنفذة لتحميهم داخليا وخارجيا ولا يقل اذاهم عن أذى تلك الدول الكبرى. فقضية مصنع الدخان وكل ما تعلق بتلك القضية من معطيات والتلاعب بالمواصفات واساليب التهريب حتى لا تخضع للمواصفات والمعايير العالمية المضرة بالصحة لا تفرق عن مصانع اللحوم الفاسدة وتجارة الحبوب الفاسدة والتلاعب بالاطعمة والاغذية مقابل تحقيق الربح المادي والثراء السريع . فالسقوط والضياع والشتات واحد كونه بعيداً عن مخافة الله وكونه بعيداً عن إنسانية الإنسان وكونه في كلا الحالتين التقدم الغربي المضر بالإنسان والفساد الداخلي المضر بالإنسان، خالياً من الضمير الإنساني وبعيدا عن خالق النفس فكلما خفت صوت الايمان في النفس كلما سقطت قيم الإنسان الاخلاقية ليصبح بلا هدف ولا غاية في هذه الحياة ، بل سيحمل الألم ويعيش الضياع والموت لا محالة نهاية الوجود فهم يجهلون معنى الحياة الحقيقية بسبب غطرستهم وتكبرهم وعبثهم . وهذا هو الفرق عن الإنسان الذي يمتلئ قلبه ونفسه بالإيمان ليعيش حالة الاستقرار والاطمئنان مع ذاته ومع الوجود، فتعاليهم وتكبرهم في اجرامهم هو تعال على الله عز وجل واستقرارهم زائف وخادع وهو ايضاً هروب من النفس الإنسانية ولا يستطيعون مواجهة الاسئلة الوجودية لان نفسهم مجردة من المعاني الإنسانية لا يدركون معنى الحياة سوى ملذاتها لتحقيق شهواتهم .اضافة اعلان